جريمة قتل تهزّ الفرزل... «ما عاد للبَدو خِبز عِنّا»

بدء بواسطة matoka, يوليو 28, 2015, 07:52:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

جريمة قتل تهزّ الفرزل... «ما عاد للبَدو خِبز عِنّا»









برطلي . نت / متابعة
tayyar.org
28JULY

بسّام طانيوس مطر إبن الـ 35 عاماً، ضحيّة جديدة تسقط نتيجة الفلتان الأمني المستشري، والاستقواء بالسلاح الذي يَسرَح ويَمرح في أيدي الخارجين عن القانون. فبَعد مشهد طعن طارق يتيم لجورج الريف حتى الموت في الجمّيزة، استيقظَت الفرزل على فاجعةِ مقتل بسّام مطر بسَبع رصاصات أطلقَها ياسر عطا الحسين من مسدّس حربي أثناء وجودهما في السهل.

«لن تمرّ الجريمة مرورَ الكرام»، «على عائلة القاتل التبَرّي من ابنها»... النفوس مشحونة والأعصاب مشدودة، فلم يَغمض لأهالي الفرزل جفنٌ طوال الليل، الحزن يَعتصر قلوبَهم، والغضب يقطن عيونَهم، منذ تبَلّغِهم خَبر قتل بسام.

تعدَّدت الروايات وتشعَّبت سيناريوهات هذه الجريمة، منها: أنّ الجاني استدرجَ بسّام إلى السهل، وسرعان ما أطلقَ باتجاهه الرصاص قبل مغادرته السيارة، وأخرى مفادُها أنّ تلاسُناً حصَل بينهما، ما دفعَ بالقاتل إلى استحضار سلاحه... وسيناريو آخر ذهب أبعد من ذلك غير مستبعد وجود علاقة بين المغدور وأحَد أقارب الجاني ما استفزَّ ياسر ودفعه إلى السجال مع بسام الذي كان يهمّ بالمغادرة في سيارته، فتعرّض لإطلاق النار.

في التفاصيل...

أمّا سندرلّا شقيقة بسّام فتروي ما حدثَ لـ«الجمهورية»، محاوِلةً التغَلّبَ على دموعها: «إستيقَظ أخي، كعادته، بروحٍ مرِحة وطِباع هادئة، لم ألحَظ على ملامحِه شيئاً غريباً، إحتسى قهوته، وقرابةَ السادسة توجَّه إلى السهل ليقطعَ مياه الريّ، قبل توَجّهِه إلى بيروت، وتحديداً إلى المرفأ حيث يعمل».

تلقَّت سندرلّا خبرَ مقتل شقيقها بينما كانت في وظيفتها، ممرّضة في مستشفى خوري: «لم أصدّق خبر رحيل أخي الذي لم أستطِع أن أفرحَ به، فهو كان يعمل «من الفجر للنجر» كأيّ شاب لبناني، لذا أشعر بأنّني لا أزال أنتظر عودتَه من بيروت ككُلّ مساء»، وتتقطّع أنفاسُها قبل أن تغرقَ بصمت، متمتمةً: «يا ويلي غدَروه».

وعمّا إذا كان بين أخيها والجاني أيّ علاقة، تقول: «غالباً ما كان ياسر يزورنا ويَعمل بجوار أخي، فهو من العرب البَدو، لا عِلمَ لي بخلافات «قتولِيّة» بينهما، سوى بعض المشكلات والتصادم الكلامي الذي قد يحصل بين أيّ شخصين، وأذكر منذ أسبوع أنّ بسّام تلقّى تهديدات، وقد عملَ أخي يوسف على تهدئة الأجواء». أكثر ما يَحزّ في نفس سندرلّا أنّ «الجاني اتّصَل بأخي يوسف ليخبرَه أنّه قتلَ شقيقنا بسّام، قائلاً بالحرف الواحد: «روح خود خيَّك من تحت، قوّصتِلّك ياه»...».

بعد شيوع الخبر، حضرَت قوى الامن الداخلي إلى مكان الحادث، وعملَت الأدلّة الجنائية على رفعِ البصمات، فيما عملَ الجيش على تنفيذ مداهمات في المنطقة.

تهديد بالتصعيد

لم تحلَّ الفاجعة كالصاعقة على ذوي بسّام وحدهم، إنّما لفَّ الحزنُ عدداً من المناطق البقاعية، خصوصاً الفرزل، بلدة المغدور، فتوافَد الأهلُ والأقارب إلى منزله معزّين.

بصعوبةٍ حاولت فاعليات البلدة ومجالسُ الحُكم المحلّي ورجال الدين ضبطَ الأهالي الذين سرعانَ ما تداعوا مستنكرين جريمة القتل، ملوِّحين بالنزول إلى الشارع وقطعِ الطريق ما لم يُحاسَب الجاني قبل أن يُوارى جثمانُ بسّام الثرى.

ويَروي رئيس بلدية الفرزل ملحم فايز الغصان لـ«الجمهورية» لحظة اكتشاف الجريمة، قائلاً: «بينما كانت شرطة البلدية تُنَفّذ جولات تفقّدية روتينية صباحاً في السهل، استغربَت وجود سيّارة مركونة وعليها آثار طلقات ناريّة، ولدى اقترابها منها رأت في داخلها جثّةً هامدةً منتفخةَ الرأس نتيجة تعرّضِها للرصاص، وبعد البحث والتقصّي تمّ التعرّف إلى الضحية».

أمّا عن الأسباب، فيقول الغصان: «تردَّدَ على مسامعنا أنّ ياسر قتلَ بسّام بعد شجارٍ على المنتوجات الزراعية، لكنّ السبب الفعلي لم يُعرَف بعد». ويذهب الغصان أبعدَ مِن الحادثة: «الوضع «خربان»، والحادثة كان وقعُها على الأهالي كحدّ السكّين، الشباب مستنفرون، فيما الجيش يطوّق البلدة والسهل».

ويضيف: «نعمل على تهدئة شباب البلدة الذين يصِرّون على إحراق خِيَم البَدو، لكي لا يتواجهوا مع الجيش. ولكن في الايام المقبلة وفي ضوء التعامل مع الجاني سيكون لنا موقفٌ حاسم حيالَ البَدو... «معَش إلُن خِبز عِنّا بالفرزل»، صحيح أنّ الجريمة جديدة، ولكن لم يكن يخلو الأمر سابقاً من مشاكل ومواجهات... ولن تمرّ مرور الكرام».

درويش

وبعد تقديمه واجبَ العزاء لعائلة مطر في صالون كنيسة سيّدة النياح، وجَّه رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام درويش صرخةً مدوّية عبر «الجمهورية»، قائلاً: «لأ، شبابنا مِش مكسَر عصا لحَدا»، ولا يمكن لأيّ كان التطاول عليهم، ولو أنّهم يلتزمون الصمتَ والقانون». ويَعجز درويش عن نقلِ مشهد الحزن الذي يلفّ الفرزل: «دعَوت أهلنا في البلدة وتحديداً الشباب إلى الهدوء، لأنّنا لا نريد مشاكلَ أو مصيبةً جديدة».

ودعا درويش إلى سحبِ السلاح من «بؤَر الفساد والإجرام في السهل»، قائلاً: لنا كامل الثقة بالجيش والقوى الأمنية بأن تتابعَ مهمّتها في سحبِ السلاح من بؤَر الفساد والإجرام الموجودة في السهل، فلا شيءَ يُبرّر توافرَ المسدّس في يد قاتل بسّام».

بين الطعن بالسكاكين وإطلاق الرصاص... تتوالى جرائم القتل في الآونة الأخيرة، وتُستباح الدولة، وتُنتهَك ليس فقط القوانين إنّما حرمة المواطنين العزَّل المتمسّكين بدولة المؤسسات. فما آنَ الأوان لوضع حدّ لهذا المسَلسل الإجرامي؟

الجمهورية










Matty AL Mache