منع التدخين في الدوائر الحكومية للحفاظ على الصحة العامة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أبريل 11, 2012, 09:57:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي




منع التدخين في الدوائر الحكومية للحفاظ على الصحة العامة


فرض ضرائب عالية والحد من استيراد التبوغ
بغداد – ابتهال بليبل
أظهرت إحصاءات وزارة التجارة العراقية مؤخراً إن قيمة ما يستورده العراق من التبغ يصل يومياً إلى مليوني دولار، فعلى الرغم من التحذيرات الصحية الكثيرة عن مضار التدخين الكبيرة، إلا أن جاسم الياسري وهو صاحب متجر لبيع السجائر المستوردة بالجملة والمفرد ،يؤكد أن إقبال المواطن العراقي على المنتج المستورد من السجائر مازال مرتفعا، حيث تزيد مبيعات متجره في اليوم الواحد أحياناً ما يقرب من ( 750 ) علبة سجائر، ويشير إلى أن الإقبال على اقتناء السجائر كبير جدا وبخاصة من الشباب. 

مضار نفسية وصحية
و يعزو خبراء علم النفس الاجتماعي الى أن تزايد الإقبال على التدخين ناجم عما تعاني منه البلاد من أوضاع غير مستقرة، أثرت بشكل مباشر في طبيعة الفرد العراقي وسلوكياته، إلا أن للدكتور أحمد عمران المتخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية رأيا مختلفا، إذ أشار إلى أن المدخن يحاول إقناع نفسه بأن حل ما يقع عليه من مشكلات يقبع بداخل سيجارته أو بنفخة من دخانها، ملفتاً النظر إلى أن للتدخين مضاره النفسية والصحية الخطرة، فضلا عن الاستنزاف المادي. 
ويوضح عمران أن المستهدف حالياً من الحملات العالمية ضد التدخين هم فئة الشباب والشابات تحت سن الـ 30 عاما لما للتدخين من آثار ضارة على الجلد، وتقدم هذه الحملات برامج توعية لمساعدتهم في وقت مبكر حتى يتمكنوا من السيطرة على حياتهم، كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن التدخين لمدد طويلة يمكن أن يؤدي إلى التجاعيد المبكرة، واصفرار الجلد، والأسنان والأظافر، مشيرا إلى أن الحملات التي تقام حالياً تطلقها جمعيات تعنى بمرضى السرطان وشعارها ( الجمال يكون بالإقلاع عن التدخين) تتناول أيضا مسألة زيادة الوزن، والتي غالبا ما يستشهد به كرادع لإقلاع النساء عن التدخين.
وشدد على ضرورة التركيز على فوائد الإقلاع عن التدخين لأن كثيرا من شباب اليوم لا يهتمون بالعواقب الصحية على المدى الطويل.ويؤكد الدكتور عمران  أن الدراسات الحديثة أثبتت أن سرطان الرئة يقتل الآن أكبر عدد من النساء المدخنات في كل عام، بسبب تزايد نسب النساء المدخنات خلال السنوات الثلاثين الماضية، حيث زادت الحالات الجديدة للإصابة بسرطان الرئة لدى النساء بنسبة (17.6) في المائة في عام 2010.

تفعيل قانون المنتج المحلي
الدستور العراقي تكفل بحماية الفرد العراقي وعدم التدخل في حريته، إلا أن مجلس النواب العراقي صوت مؤخراً على قانون مَنَع التدخين داخل المباني الرسمية والأماكن العامة، واوضح عضو اللجنة الاقتصادية النيابية محما خليل قاسم ان ماجاء به القانون شرع  للحد من استيراد التبغ والترويج له، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة ماسة لتفعيل قانون المنتج المحلي ومنع الاحتكار وحماية المستهلك، وتشجيع زراعة منتج التبغ العراقي.
ويرى قاسم أن البضائع المستوردة تدخل بدون معايير ومواصفات، فضلا عن عدم تفعيل الضريبة الكمركية، الأمر الذي ساعد بصورة واضحة على دخول بضائع من مناشئ رديئة، لذا نحن نسعى لإعادة دور المنتج المحلي، منوها إلى أن أول الآليات التي نفذت للحد من استيراد التبغ الأجنبي هو تشريع قانون حظر التدخين من قبل مجلس النواب العراقي، وتشجيع المنتج المحلي وفق ستيراتيجية تشريعية وتنفيذية ودعم زراعة التبغ المحلي لإنتاج الأنواع الجيدة بداخل البلاد. 

تلاشي الدعم الحكومي
وعلى ما يبدو فأن التحديات التي تواجه منتج التبغ المحلي لبلوغ الهدف في زراعته وصناعته ضخمة، إذ يشير الخبير الاقتصادي كاظم الموسوي إلى أن من أهم هذه التحديات هو ارتفاع أسعار المواد الأولية، وضغط التضخم المالي وأزمة الزراعة، إضافة إلى ذلك فأن المنشآت الأساسية لا تزال ضعيفة مع تلاشي الدعم الحكومي، وجميعها تعرقل نمو المنتج المحلي للحد من الاستيراد الأجنبي. 
ويرى الموسوي أن ما يميز اقتصاد السوق حالياً هو المنافسة، وينبغي أن تستند هذه المنافسة على بيئة منصفة وعادلة ويكون العمل فيها بشكل مفتوح ومنظم، وأن تكون المنافسة في السوق من قبل جميع أصحاب المصلحة، كونهم على دراية كافية بالتغيرات الحاصلة في السوق من حيث العرض والطلب والتنظيم الاقتصادي.
السجائر المقلدة تضر بالسوق المحلي
ويرى الموسوي أن قضية السجائر المقلدة المستوردة تلغي أية قوانين ولا تمتثل إليها، ما يقوض هذا الأمر ( قواعد السوق ) من خلال سرقة العلامات التجارية وتزوير التراخيص، ويجعل بيع هذه السلعة الرديئة بسعر متدنٍ بسهولة على أن يواكب بيعها دفع عمولات عالية بغية المنافسة غير المشروعة للاستيلاء على السوق، وذلك لأن تكاليف إنتاج السجائر المقلدة أقل من الاصلية، وسعر البيع هو أيضا يكون أرخص بكثير، وغالباً ما يفضل المدمنون على التدخين أسعارا متدنية حتى وأن كانت السجائر مقلدة، ما يؤدي هذا الأمر إلى استهلاك كبير من السجائر المقلدة.واوضح إن بيع كميات كبيرة من السجائر المقلدة يؤدي إلى تراجع مبيعات السجائر العادية من قبل الشركات المصنعة، لافتاً إلى أن الأخطر من ذلك يتمركز في أن العديد من المصانع المنتجة للسجائر المقلدة، تستخدم علامات تجارية لأنواع معروفة في السوق، هذا الأمر بدوره يلحق ضررا جسيما بسمعة تلك الشركات الأصلية على المدى الطويل، كما أن استخدام العلامات التجارية المعروفة عالمياً على السجائر المقلدة يضر بالقدرة التنافسية في الأسواق المحلية ولا يفضي إلى تنفيذ استراتيجية وطنية لصناعة التبغ.


http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=25077
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة