الطالب افرام ينعش (لغته الأم ) بقبلة الحياة ..اللغة السريانية تنازع باصرار الناز

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 23, 2016, 08:00:13 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الطالب افرام ينعش (لغته الأم ) بقبلة الحياة ..اللغة السريانية تنازع باصرار النازحين     
      

برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم / سامر الياس سعيد
بيد مرتعشة يحاول الطالب (افرام ) ذو الثمان أعوام، كتابة حرف (الاولف) ،أول حروف  اللغة السريانية ،التي تعد أقدم اللغات الموجودة في العالم ..
وبينما يراقب افرام ،أسلوب  معلمه في كتابة الحرف وطريقة لفظه ،تكتنف الصعوبات تجربة التعليم السرياني التي أقرت من قبل الحكومة الاتحادية في العراق وبوشر بتعليمها بعد عام من حرب التغيير التي جرت  في 2003 فضلا عن الشروع بتأسيس دائرة خاصة بها ضمن هيكلية وزارة التربية العراقية ،الا انها واجهت ظروفا عصيبة أبرزها تواصل عمليات التهجير التي نالت من المكون المسيحي ،وانقطاع تواصله مع اللغة التي تكلم بها السيد المسيح قبل الفي عام ..
ورغم ان اللغة تكتسب حيويتها من خلال تواصل المسيحيين معها في صلواتهم وقداديسهم،  الا ان ما يعانيه رجال الدين هو، جهل الأغلبية من المفردات التي يتلوها في سياق الطقوس الكنسية والصلاة ،وهذا ما يعبر عنه القس (زكريا عيواص )كاهن كنيسة مار افرام في مدينة الموصل ..ويوضح (عيواص) ان صعوبة الامر ، تكمن بان اجيالا عانت من انقطاع صلتهم بلغتهم الام بعد استقرارهم في مناطق تولي اللغة العربية اهتمامها الاوحد ،ولاتلتفت الى اللغات الاخرى بالرغم من تعايش مكونات مختلفة في تلك المناطق ،فيشير بالتالي الى محافظة الكنيسة على هذه اللغة باقتصار تادية الصلوات باللغة المذكورة ومحاولة تعليم الاولاد لها من خلال زجهم بدورات محدودة برعاية الكنائس وبينما يستقر  القس زكريا عيواص حاليا في مدينة اربيل بعد اضطراره ترك مدينة الموصل على اثر سيطرة تنظيم داعش عليها في صيف عام 2014 الا انه لايخف تفاؤله بشان استمرار دورات ترعاها الكنيسة لتنشئة اجيال  تتقن اللغة الام ..
اما سمير يوخنا رئيس القسم السرياني في تربية نينوى فيقول  ان تجربة التعليم تعيش صعوبات مختلفة خصوصا مع هجرة اغلب ابناء المدينة بعد سيطرة تنظيم داعش عليها مضيفا بان عملية تعليم اللغة السريانية قبل احداث الموصل كانت تشمل خمس مدارس هي ام المعونة والتهذيب والطاهرة والغسانية اضافة لمدرسة القديس مار توما ،واليوم تستهدف التجربة عددا محددا من المدارس الخاصة بالنازحين في مناطق تواجدهم ضمن اقليم كوردستان ،سواء في اربيل او في دهوك ..ويحاول يوخنا ابراز شي من الامل لتجسيد فجر اخر ينتظر اللغة السريانية محاولا استعراض برامج قسمه لفتح مراكز محو الامية  التي تستقطب  فئات عمرية مختلفة من اجل اعادة النبض المفقود للغة السريانية ..
اما والد (افرام ) فيهمس خجلا  نظرا لعدم االمامه باللغة السريانية حيث يقول يوسف سالم  انه انقطع عن تعلم اللغة فيشعر بالخجل بعد ان يبادر ابنه بسؤاله عن لفظ هذا الحرف او شكل الحرف الاخر رغم انه يؤكد ان تشبثه باطلاق اسم (افرام ) مستوحى من اهم الاباء  الذين تمسكوا باللغة السريانية وابدعوا فيها قصائد فكان مار افرام السرياني كنارة الروح القدس كما اطلق عليه مجايلوه في القرون المسيحية الاولى ..
وبعد ان يعلو صوت المعلم علاء زكي في مدرسة خاصة بالنازحين بمدينة دهوك لغرض ايصال لفظ حرف (الاولف ) لتلاميذه ،تبقى المهمة الاكبر على عاتق  الاباء في سبيل ما يمثلوه من جسر التواصل ما بين المدرسة وابنائهم من اجل اعادة نبض الحياة لاقدم لغات العالم ..