“برو اورينتي” النمساوية ودورها في الحوار المسيحي المسيحي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 22, 2016, 11:29:53 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

"برو اورينتي" النمساوية ودورها في الحوار المسيحي المسيحي   

      
برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - ابونا/

الدكتور يوهان مارتي، رئيس مؤسسة برو اورينتي، يتحدث عنها:

تعد "برو أورينتي" مؤسسة مشهورة في كل الشرق بنشاطاتها، و"برو اورينتي" تعني " لأجل الشرق"، وهي مؤسسة أسسها كاردينال فيينا الراحل فرانس كونيغ في عام 1964، الذي كان معروفاً جداً في العالم بعلاقاته المميزة مع كل الأديان وبالأخص الإسلام، وكان يوصف بأنه باني جسور.

أما تأسيس "برو أورينتي" فيعتبر بادرة مبتكرة حقاً، فالكاردينال كونيغ وصف الوضع بنفسه آنذاك بأنه "انفتاح على الله – انفتاح على العالم". حيث إن المخاوف والعداوات التي تراكمت على مر القرون قد أثبتت أنها عقبات كبيرة جداً. "نحن في حاجة إلى منتدى خارج مدينة روما"... "تم تأكيد هذا الافتراض في وقت لاحق حتى عندما أصبحت العلاقات بين روما وموسكو إشكالية، وهذا لم يؤثر على العلاقات الجيدة مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية.

كانت طرق العمل هي ذات طابع علمي وغير رسمي يأخذ مكاناً ويقدم مساعدة كبيرة هنا. حقيقة أن الحوارات لدى "برو اورينتي" هي حوارات غير رسمية ويعني أن أولئك الذين يشاركون في الحوار يمكنهم التحدث علناً، بحرية واستقلالية تامة من دون أي توجيهات.

ساهم الموقع الجغرافي لمدينة فيينا إضافة للعلاقات التاريخية مع أوروبا الشرقية، حيث أن المناخ التقليدي الملائم مسكونياً، والجيد وليس آخراً الحياد الدائم لها، ولذلك كانت النمسا مثالية لتأسيس "برو أورينتي". وتعمل هذه المؤسسة في حقل الحوار وتستمر نشاطاتها من خلال من يشجعها سواء كان في السلطة أو من رجال الأعمال الذين يؤمنون بكل أنواع الحوار الذي يضع حدوداً للإرهاب والقتل وللأحداث الأليمة التي تقع في منطقة الشرق بشكل خاص.

وتدار هذه المؤسسة من قبل مجلس الأمناء ورئيسها الفخري دائماً هو رئيس أساقفة فيينا، وحالياً هو الكاردينال كريستوف شونبورن. أما رئيسها التنفيذي فهو الدكتور يوهان مارتي ويجري العمل الإداري فيها من قبل اللجنة التنفيذية والأمانة العامة. من خلال مجلس إدارة وأقسام استشارية علمية في سالزبورغ، غراتس ولينز...

والهدف من هذه المؤسسة "برو أورينتي" هو "الحفاظ وتعزيز العلاقات المسكونية بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، مع ثلاثة مجموعات من الكنائس الأرثوذكسية وهي: عائلة الكنيسة البيزنطية، وهي خمس بطريركيات قديمة من الشرق برئاسة البطريرك المسكوني بطريركية القسطنطينية في اسطنبول، والبطريركيات الجديدة في موسكو وبوخارست وصوفيا وتفليس، وكذلك الكنائس الوطنية من اليونان وبولندا وجمهورية التشيك. ثم الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ، كنائس الاقباط، والسريان، والأرمن، والكنيسة الأثيوبية، الإريترية، وكنائس ملانكارا الهندية. وثالثاً: الكنيستين الآشوريتين من كنائس الشرق والمعروفة سابقاً باسم النساطرة.

والعنوان الرئيس لعمل "برو اورينتي" هو الصلاة الشهيرة للسيد المسيح قبل إلقاء القبض عليه: "ليكون الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني" (يوحنا 17:21).

وكرد فعل على تفكك يوغوسلافيا، تم تأسيس لجنة للتأريخ في جنوب شرق أوروبا. تقوم اللجنة بانتظام بعقد مؤتمرات يشارك فيها ممثلون من جميع الفئات والطوائف العرقية وأيضاً ممثلين عن الدين الإسلامي بالمشاركة أيضاً.

وتفهم الحركة المسكونية هذه الصلاة على أنها وصية تعهد والتزام. وينظر إلى حقيقة أن انقسام الكنائس المسيحية هو انتهاك لهذه الوصية، فهي بالتالي فضيحة وخطيئة. وبالنسبة لكثير من المسيحيين المشرقيين، بمن فيهم مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم.

أعظم نجاحات "برو ورينتي"

كان النجاح الأكثر إثارة الذي أسس سمعة "برو أورينتي" نتيجة لمؤتمر عقد مع الكنائس الارثوذكسية الشرقية في عام 1971. وكان موضوع النقاش "من كان يسوع المسيح؟"، وهي القضية التي أدت إلى اتهامات متبادلة واعتبارها بدعة لـ1500 عام خلت. حيث كان ممثل الكنيسة القبطية في ذلك الوقت، الأنبا شنودة (البابا لاحقاً)، هو من طلب وضع فكرة الجواب على هذا السؤال في لغة اليوم. فقام المشاركون في المؤتمر بإعادة قراءة النص وكانت دهشتهم كبيرة عندما وجدوا أنهم جميعاً يشتركون في نفس المعتقد. وبالتالي سوء فهم متأصل لمصطلحات لاهوتية دام لاكثر من 1500 عاماً. وكان ناجم عن حقيقة أنه، على الخلاف القديم، بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والكنائس في الغرب بسبب استخدام كنائس الغرب لمصطلحات مأخوذة من الفلسفة اليونانية لوصف جوهر يسوع المسيح. وأدى ذلك إلى ما يسمى "صيغة فيينا المسيحانية"، والتي ومنذ ذلك الحين تم اعتمادها واستخدامها في البيانات المشتركة بين البابا وبطاركة الكنائس الشرقية.

في الوقت الراهن يعتبر التركيز الرئيسي لـ"برو اورينتي" العمل على تهيئة جيل جديد من الخبراء المسكونيين عبر تأسيس لجنة من اللاهوتيين الأرثوذكس والكاثوليك الشباب، وأيضاً إعداد دورة صيفية لهم، على سبيل المثال. والنقطة المحورية الثانية فهي إعادة إنشاء لجنة الكنائس الشرقية قبل بضعة أشهر. وقد أصبح هذا ممكناً من قبل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية. حيث ستعقد اللجنة اجتماعها الأول في خريف هذا العام.

أما مصدر القلق الرئيس لدى برو اورينتي في الوقت الراهن، فهو المعاناة اليائسة واضطهاد المسيحيين المشرقيين وهجرتهم. وقد حذر منه البطريرك الماروني بشارة الراعي عندما قال أننا نوشك بأن نشهد نهاية للتراث المسيحي. وكذلك بطريرك الكلدان البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو كتب ليقول أن برو أورينتي هي بارقة أمل بالنسبة لنا، لتراثنا وللوحدة مع الكنائس الشقيقة". وفي عيد الفصح الماضي زار الكاردينال شونبورن البطريرك ساكو ومخيمات اللاجئين بالقرب من بغداد.