طارق حرب: غنيمة .. أكثر المسيحيين إستيزاراً

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 22, 2016, 11:06:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
طارق حرب: غنيمة .. أكثر المسيحيين إستيزاراً     
      


برطلي . نت / متابعة
– مقالات – طارق حرب
في يوم الجمعة 20/من مايس/ 2016 القيت محاضرة محاضرة في المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي عن اكثر المسيحيين استيزارا والذي حمل شعلة تغيير الانظمة المالية والادارية من خلال اشغاله منصب وزير المالية لعدة وزارات بحيث يمكن القول انه كان خليفة لوزير المالية المشهور اليهودي العراقي ساسون حسقيل وهو يوسف رزق الله يوسف غنيمة الذي كان من اكابر رجال الفكر والسياسة والادب والثقافة والمعرفة في العراق بحيث لم تشهد الوزارات العراقية مثيلا له من حيث عدد مرات استيزار شخصية مسيحية بغدادية كمثله وهو المولود في منطقة رأس القرية في رصافة بغداد حيث تم استيزاره سبع مرات في العهد الملكي اولها وزيرا للمالية في وزارة عبد المحسن السعدون 1928  .

وثانيها نفس الوزارة في وزارة توفيق السويدي 1929 .

وثالثها في نفس الوزارة ايضا في وزارة علي جودت الايوبي سنة 1934.

ورابعها نفس المنصب في وزارة جميل المدفعي 1935  .

وخامسها وزيرا للتموين في وزارة حمدي الباججي 1944  .

وسادسهاعاد وزيرا للمالية في وزارة ارشد العمري 1946 .

وسابعها واخيرها وزير المالية ايضا في وزارة صالح جبر 1947 .

ومن ذلك نلاحظ ان القواعد المالية والادارية للعراق الجديد تم وضعها من قبل هذا الوزير والوزير السابق لا بل ان كتاب قانون اصول المحاسبات لسنة 1941  الذي لا زال نافذا حتى الان شارك هذا الوزير والوزير السابق في اعداده ولولا وفاته سنة 1950  لتم تعيينه في وزارة اخرى ومن الوظائف الاخرى التي اشغلها عضو مجلس لواء بغداد 1922  ومدرس في مدرسة المعلمين العالية 1923  ونائبا في اول مجلس نواب عراقي هو المجلس التاسيسي العراقي 1924  حيث كان مقررا للجنة تدقيق مسودة الدستور الملكي حيث تولت هذه اللجنة نشر مسودة هذا الدستور في الصحف المحلية لابداء الراي بشانها ومناقشتها حتى اقرار هذا الدستور (القانون الاساسي) في 10 تموز 1924  واشغل منصب عضو في مجلس معارف بغداد وعضو في لجنة تقدير الاملاك وانتخب نائبا عن بغداد في مجلس النواب الملكي 1925  في دورته الاولى وانتخب مرة ثانية 1928  وانتخب مرة ثالثة 1934  ومنح وسام الرافدين من النوع المدني سنة 1934 .

واذا كان قد ظهر في بداية القرن العشرين. في بغداد رجال علم ومعرفة وفكر وسياسة فان الاديب والمثقف والسياسي والنائب والوزير والاداري والمالي يوسف غنيمة المسيحي البغدادي احدهم حيث عاصر ثلاث مراحل تاريخية مهمة في بغداد هي نهاية الحكم العثماني والاحتلال الانكليزي والحكم الملكي وساهم في اقامة نظام اداري ومالي وقانوني للدولة العراقية الجديدة ولو حسبنا رجال الادارة والمال في العراق فان اولهم ساسون حسقيل وثانيهم يوسف غنيمة.

ولقد تلقى يوسف غنيمة علومه في المدرسة الابتدائية والمدرسة الكلدانية ومدرسة الاليانس وتخرج  سنة 1902 .

وتعلم اللغات الفرنسية والانكليزية وشيئا من التركية والعبرية بالاضافة الى لغته العربية حيث تكاملت دراسة هذه اللغة على يد الاب ماري الكرملي وابتدا حياته سنة 1906  بفتح محل تجاري وشارك مع بعض المثقفين في تاسيس مكتبة السلام.

وانتمى الى حزب التقدم الذي اسسه عبد المحسن السعدون وساهم في تاسيس حزب الاتحاد 1930  واصدر جريدة (صدى بابل) 1909  مع داود صليوة وجريدة (السياسة) 1925  .

وكان عضوا في لجنة استقبال الملك فيصل الاول سنة 1921 عند وصوله الى بغداد قادما من مدينة جدة السعودية.

وكان كاتـبا جيدا في مجلات كثيرة والف الكثير من الكتب منها (تاريخ مدن العراق) 1920  و (تجارة العراق قديما وحديثا) 1922  و(نزهة المشتاق في تاريـــــــــخ يهود العراق) 1924  و(محاضرات في تاريخ مدن العراق) 1923  و(الحيرة المدينة والمملكة العربية) 1936 .

وكان صاحب مجلس ثقافي بغدادي شهير باسم مجلس ال غنيمة في دارته حيث يؤمه العلماء والادباء والمثقفون والوزراء وتوفي في لندن في شهر اب 1950  واوصى بان يدفن في بغداد ولقد نقل جثمانه الى بغداد ودفن فيها والعجيب ان هذا الرجل رجل المال والاقتصاد الذي اشغل جميع المناصب التي ذكرناها وسليل هذه العائلة المسيحية الغنية كان يعيش عيشة بسيطة جدا حتى انه لا يملك دارا خاصة به او سيارة او املاكا وعندما كانوا يسالونه عن سبب ذلك يقول (يبدو ان راتبي لا بركة فيه واذا ذهبت البركة من الراتب ذهب كل شيء) .