مراد في ذكرى مجازر السريان "سَيفو": علينا التعلم من الماضي وعدم البكاء على الأطل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 24, 2012, 08:59:23 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مراد في ذكرى مجازر السريان "سَيفو": علينا التعلم من الماضي وعدم البكاء على الأطلال... حبشي: نحن بنينا الوطن ولن نسمح لأحد ان يخطفه منا




موقع عشتار تي في

تحت عنوان "من السوقيّات والمذابح الى القيامة" احيا حزب الاتحاد السرياني كعادته السنوية الذكرى الـ97 لمجازر السريان والارمن "سَيفو" التي ارتكبت من قبل السلطنة العثمانية 1914-1915 يوم الاحد 22 نيسان 2012 من خلال محاضرة القاها رئيس الجامعة السياسية في حزب القوات اللبنانية الدكتور انطوان حبشي في مقر عام الحزب في سد البوشرية، وحضرها رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد، أمين العلاقات الخارجية في حزب الوطنيين الأحرار الدكتور كميل شمعون، الخور أسقف الياس جرجس من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، الأب شهاب عطالله، الأب سرغون زومايا والأب سافر خميس عن الكنيسة الشرقية الآشورية، السيد طوني طعمة عضو قوى 14 آذار، أعضاء بلدية ومخاتير الجديدة – البوشرية – السد وأعضاء المؤسسات السريانية والكشفية ومراكز التربية الدينية.



بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الإتحاد السرياني، وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح شهداء "سَيفو". ثم كانت كلمة لأمينة الشؤون الداخلية في حزب الإتحاد السرياني المختارة ليلى لطّي لفتت فيها الى ان الحزب قرر ان تكون الذكرى هذه السنة مختلفة عن السنوات الماضية واختصارها بمحاضرة تاريخية نتذكّر من خلالها هذه المجازر التي اصابت شعب بأكمله وشرّدته وحولته الى جماعة صغيرة مشتتة في اصقاع العالم.



بعدها كانت كلمة لرئيس حزب الإتحاد السرياني العالمي ابراهيم مراد، ذكر فيها اننا "عام 2005، عندما أسسنا الحزب، احيينا هذه المناسبة لأول مرة في لبنان عندها عرف الشعب اللبناني لاسيما المسيحي ان الشعب السرياني ايضاً ذبح عام 1914-1915. قبلها كانت تتخذ طابع المجزرة الأرمنية فقط. وأنا أقول قبل ان نلوم غيرنا علينا ان نلوم أنفسنا". ورأى ان "المؤسسات السريانية آنذاك كانت تعتم عليها لا أعرف خوفا من ماذا"، لافتا الى ان "كل همنا كان ان نعرف شعبنا المسيحي على المجزرة التي تعرضنا لها والتي شتتتنا وضربت وجودنا في كل الشرق".



وذكّر مراد بعمل وتحركات مجلس بيث نهرين القومي عندما بدأ باحياء هذه المناسبة منذ العام 1994 عبر تظاهرات واعتصامات في جميع دول اوروبا وتقديم المستندات للبرلمانات العالمية وحضّها على الاعتراف بتلك المجازر وتم أيضا إصدار أول جريدة باللغة السريانية تابعة للإتحاد السرياني التركي واستطعنا ان نقطع اشواطاً كبيرة واستطعنا استرداد بعض القرى والاديرة والكنائس وحصلنا على بعض الحقوق كالتمثيل النيابي في البرلمان التركي وافتتاح المؤسسات والاندية السريانية، وشدد مراد على أن هذه التحركات غير كافية "فنحن لن نساوم ولن نرضَ الا بالاعتراف والتعويض الكامل عن تلك المجازر وسنبقى نناضل لو مر 100 عام واكثر على المجازر وسنستمر بالمطالبة واحياء ذكرى شهدائنا".



ولفت مراد الى اننا نلوم أنفسنا لأنه لم يكن هناك في السابق احزابا سريانية تحيي ذكرى "سيفو" في لبنان وهذا دليل على ضرورة انشاء احزاب تقود المجتمعات وتنطق باسمها وتحقق أهدافها السامية.



وقال: "نحن سعيدون أكثر من أي وقت مضى، لأن المؤسسات السريانية أصبحت تحتفل الآن بهذه الذكرى، ولكن يجب أن لا تستغل هذه الذكرى من أجل مصالح سياسية ضيقة، لأنه ليس هكذا تبنى الأوطان ولا نستطيع ان نستخف بعقول الناس. لا نستطيع ان ننقلب على دماء شهدائنا ونقلب البارودة من كتف الى آخر وان من يريد الدفاع عن الوجود المسيحي في الشرق لا يدعم انظمة ديكتاتورية تبيد شعوبها وتقمع حرياتهم وتلغي تاريخهم".



وختم مراد كلمته بالتشديد على ان الشعب السرياني يجب أن يتعلم من الماضي وأن لا يبكي على الأطلال ويبقى متفرج لأن هذه الكأس يمكن أن نشربها في أي لحظة لأنه معروف ان الشعب المسيحي مضطهد منذ مئات السنين ونحن جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الذي ناضل وقاوم وقدم الشهداء وما زال يقاوم في سبيل حرية الإنسان والأوطان، وأكد ضرورة المحافظة على الوجود المسيحي الحر في هذا الشرق، والقيم المسيحية التي لن نبخل في تقديم التضحيات من أجل المحافظة عليها.



أما الدكتور أنطوان حبشي، فقدم محاضرة بعنوان "من السوقيات والمذابح الى القيامة"، قال فيها: "نحن لا نستذكر التاريخ لنكون بكائين وندابين أو للوقوف على الأطلال إنما لنقول أين نحن من هذا التاريخ وان أغصان شجرتنا ستعلو أكثر فأكثر واننا سنستشرف المستقبل مما حصل وسنتعلم من أخطاء الماضي لكي لا نقع مرة أخرى فيها"، معتبرا ان من يكون شيطان أخرس لا يمكن ان يسير مع شعبه الى المستقبل.

واعتبر حبشي ان "المجزرة ليست في اللحظة العنفية فقط إنما بكل من يحضر لهذه اللحظة"، ولفت الى ان المجازر التي حصلت في السابق هي نفسها التي عشناها في حوادث العام 1975، فالمجازر تكررت في الدامور والأشرفية وزحلة، وتكررت في باب التبانة، وهذه المجازر التي نعيشها وما زالت موجودة اليوم في حمص وحماة وكل المناطق السورية التي يواجه فيها الإنسان باللحم الحي جنازير الدبابات.



وقال: "أزمة العالم الحقيقية هي في إنكار المجزرة وهذا تكرار للمجزرة، وأي إنكار هو تحضير لمجزرة جديدة من نفس النوع"، مضيفا: "من يخاف من الموت يموت من الخوف وهذا هو الشيطان الحقيقي. من يريد جر لبنان الى الهاوية، نقول له انه إذا كنا نبني هذا الوطن، فنحن نبنيه لأجلك ولأجل إنسانيتك. علينا ان نعبر من مقابر المجازر الى أراضينا المليئة بالقمح، ومن الظلمة الى نور الشمس، ومن الموت الى المجد والحياة.

علينا ان نعيش ملء قامة الإنسان الذي تجسد الرب من أجل ان يفتديه".



وتابع: "السؤال هو: كيف يمكن أن نحتمل رؤية يسوع على الصليب وكيف لنا ان نحمل صليبنا ونتبعه، وقد كان جوابنا فجر التاريخ ومقاومتنا. مقاومتنا كانت لبناء وطن تحت عنوان الحرية والديمقراطية. بنينا هذا الوطن ولن نسمح أحد ان يخطفه. لن نسمح لأحد أن يأخذنا بعكس اتجاهنا التاريخي. نحن نقف في الفلاحة، وندعو من يحاول ان يأخذنا بعكس التاريخ الى الوقوف معنا وأن لا يضع رجل في البور ورجل في الفلاحة".

وشدد حبشي على ان "من يساعدني في حمل الصليب هو من يقول الحقيقة ومن لا يتقهقر في تحمل الصعوبات، ومن لا يهرب "وقت الحزة" وعندما لا يربط لسانه في شهادة الحق، ومن يكون مع المظلوم ضد الظالم ومن ينبذ الأنا الأنانية التي تبني مجدا شخصيا على حساب المجتمع".

وأكد اننا "لن نترك أرضنا لأحد ونحن جاهزون لنشهد للحق وللسير تحت نور الشمس وان كذب الناس لن يغشنا".



وختم حبشي محاضرته بالقول انهم "لا يستطيعون ان يحصلوا على ما يريدون بالعنف. هم يستطيعون ان يأخذوا ما يريدون إذا نجحوا في اغتيال وعينا فقط، ونحن في ذكرى سيفو نؤكد ان وعينا لن يستطيع أحد أن يغتاله".