الراعي: المسيحيون لا يطلبون حماية أحد.. والكلام عن أقليّات مرفوض

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 22, 2012, 07:17:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الراعي: المسيحيون لا يطلبون حماية أحد.. والكلام عن أقليّات مرفوض




(الوطنية للإعلام)

رعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اللقاء العائلي الذي دعت اليه رابطة الأخويات في لبنان في دير مار عبدا المشمر في زكريت. وألقى الراعي كلمة حيا فيها الأخويات والحاضرين قائلا: "هذا هو الربيع المسيحي. نحن سعيدون بمجيئنا من بكركي نحمل معنا تحية كبيرة وصلاة من صاحب الغبطة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وبإسم كل المطارنة وعائلة بكركي".

وأضاف الراعي: "صحيح نحن أمام ربيع مسيحي وهذا الربيع بدأت علاماته بالكنيسة منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي عقد في الستينات، والذي أطلق عليه البابا يوحنا بولس الثاني إسم ربيع الكنيسة وفعلا الكنيسة انطلقت في كل الأماكن بفضل الروح القدس، والربيع الثاني أتى أيضا على يد البابا يوحنا بولس الثاني في السينودس من أجل لبنان، الذي عقد عام 1995 ثم أتى البابا بعده الى لبنان يسلمنا الارشاد الرسولي والذي يحمل عنوان "رجاء جديد من أجل لبنان"، وكان ذلك سيرة جديدة في كنيستنا. أما الربيع الثالث فكان المجمع البطريركي الماروني الذي عقد بين عامي 2003 و2006 وكان الدينامو له المطران يوسف بشارة وما زال حتى اليوم في لجنة المتابعة، ثم أتى الربيع الرابع مع البابا بنديكتوس السادس عشر مع السينودس من أجل الشرق الأوسط وسيعلن قداسة البابا في خلاله زيارته للبنان في 14 و 15 و 16 أيلول المقبل الارشاد الجديد من لبنان للشرق الأوسط وهو ربيع لكل العالم العربي".

وأردف الراعي بالقول: "وإذا عدنا الى الوراء لرأينا كيف الرب يقود خطواتنا ويدعونا الى عدم الخوف. وعندما التأمت الكنيسة في روما في السينودس من أجل الشرق الأوسط في تشرين الأول 2010 انطلقت الحركة الثورية في العالم العربي بعد شهر منه، وكان هذا الذي يسمى الربيع العربي هو من هبوب الروح التي انطلقت في العالم العربي. وهنا نضع المسيحيين أمام مسؤولياتهم الكبيرة. نحن نرافق هذا الربيع العربي بالصلاة والتوق أن يكون فعلاً ربيعا عربياً ونعتبره ربيع الديمقراطية وكرامة الانسان والحريات العامة وحقوق الانسان وقبول الآخر والمساواة على أساس المواطنة وربيع المشاركة في بناء الأوطان. ونقول يا رب أقبل كل الضحايا البريئة التي تسقط. ونتمنى أن تكون هذه الضحايا دماء بريئة ينبلج منها وينبثق ربيع العالم العربي، ونرافق هذه الأحداث بالصلاة من أجل السلام وبالطلب الملح لحل الأمور سلميا من خلال الحوار بحيث لا يمكن لأحد أن يضع حدا لحياة أي كائن بشري، ونحن ننبذ كل دعوة الى العنف والحرب".

وأضاف الراعي: "نحن في لبنان أمام مسؤولية كبيرة كما تعلمون، للبنان دور أساسي في العالم المشرقي، وهو عنصر إستقرار وسلام كما يعتبره البابا يوحنا بولس الثاني"، داعيًا الدولة إلى القيام بواجابتها، معتبراً أن "المال يذهب هدرا يمينا وشمالا، فعلى الشعب أن يثور، فالمال العام ليس للجيوب"، وأضاف: "آسف أن أقول هذا الكلام وآسف لأي مستوى وصل الخطاب في البرلمان اللبناني اليه، نحن نخجل من ذلك إذا كان هذا مستوى نوابنا في البرلمان".

وتابع الراعي: "على أي حال نحن نصلي ليبقى لبنان رسالة النموذج كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني، والذي اعتبر ان الشباب هو القوى التجددية في الكنيسة والمجتمع، ولبنان لا يستطيع أن يستمر حكامه في هذه الذهنية فلبنان بحاجة الى ذهنية جديدة، ونصلي ليرسل لنا الرب قادة سياسيين يكونون على مستوى تحديات اليوم، فلبنان اليوم بحالة استثنائية لا يمكن أن يقوم إلا برجال ونساء استثنائيين، وهذه هي مسؤوليتنا الكبيرة وهي إعداد رجال ونساء استثنائيين ليقودوا مسيرة لبنان ليحقق الرسالة المطلوبة منه، ونحن كمسيحيين مدعوين لتحمل مسؤوليتنا وعلينا أن نكون رجال ونساء هذا الزمن، فالتحديات كبيرة وعلينا معرفة عيشها، وكل العالم العربي يتطلع الى لبنان مسيحيين ومسلمين ولا يمكن أن نتلاعب بمسيحيتنا ولا بعيشنا المشترك مع إخواننا المسلمين، نحن ضد كل الانقسامات وكل الانشطارات وكل الجدران التي تقوم بين اللبنانيين ونحن ضد الثنائيات الطائفية، نحن مسلمون ومسيحيون فقط ودائما واحد وعلينا بناء هذا المجتمع وهذه هي الرسالة التي يجب أن نعيشها، ونحن نرفض كل السياسات التقليدية وكل الانقسامات والتحالفات الثنائية ونرفض كل ما يهدم وحدتنا وتضامننا فلبنان هو وطن الشركة والمحبة، ورسالة لبنان هي التنوع في الوحدة وعليكم رفض كل ما هو ضد شركة ومحبة ورفض كل إنسان يدعو الى الفتنة والخلاف والمقاطعة، فنحن واحد كلنا معا مع تنوعنا. وقيل أن سلام واستقرار لبنان من استقرار المنطقة، وأنا أقول أن سلام واستقرار المنطقة من سلام واستقرار لبنان".

وختم الراعي بالقول: "من الربيع المسيحي في لبنان وفي العالم العربي نتمنى أن يأتي الربيع العربي، ونحن لا نقبل أن نعتبر أنفسنا أقليات. فالمسيحيون أصيلون منذ ألفي سنة، هم مع كل المواطنين أكثرية. فلا أقلية مسيحية ونحن نرفض الكلام الذي يقول يجب أن نحمي الأقليات، نحن لسنا بحاجة الى حماية، بل نحن الأصل والأساس ونحن مواطنون أصيلون ولا نستجدي أحدا ولا نطلب الحماية من أحد.. فبإسم المواطنة في أي بلد عربي نحن فيه لنا كل الحقوق والواجبات، فكلام الأقليات مرفوض على المستوى الوطني والعلمي فكيف على المستوى المسيحي، فمهما كان عددنا كنيستنا حاضرة وجسد المسيح حاضر، وعلينا أن نقوم برسالتنا وهي رسالة يسوع المسيح إينما كنا".