تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

شكرا لجمعيات برطلة في السويد

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, ديسمبر 08, 2014, 10:14:21 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

شكرا لجمعيات برطلة في السويد


كان للاحداث التي مرت بالعراق بعد عام 2003 الاثر السلبي على المسيحيين في العراق ، فعمليات الخطف والقتل على الهوية والتهجير والوضع الاقتصادي السيء وقلة العمل والنظرة السوداوية للمستقبل وخصوصا لدى الشباب الدافع الكبير للكثيرين للتفكير بالهجرة حتى وصل الامر الى هجرة عوائل باكملها . هذه العوائل التي ظلت متشبثة بارضها طيلة فترة الظروف الصعبة التي مر بها العراق قبل عام 2003 ، حيث الحروب الطاحنة التي اصبح ابناء هذه العوائل وقودا لها ، ثم جاءت فترة الحصار الاقتصادي التي انهكت العائلة العراقية . ومع كل هذا كان قرار الهجرة بعيدا عنهم ، متأملين في تحسن الاوضاع خصوصا بعد التغيير الذي حدث في نيسان 2003 وزوال مسببات تلك الاحداث . ولكن كل تلك الآمال ذهبت كما البخار في الهواء . وعندها بات قرار الهجرة محتوما لدى كل الذين وضعوا آمالهم في تبدل تلك الاوضاع ، وكان نصيب برطلة من المهاجرين كبيرا حتى بدأ شبح الهجرة يهدد كيانها ويقلق اهلها والقائمين على شؤونها بسبب ما احدثه من خلل في التركيبة السكانية للبلدة مما اثر سلبا على الواقع الاجتماعي والثقافي والسكاني فيها خصوصا بعد توجه موجات من عوائل من خارجها للسكن فيها ، موجة الهجرة هذه التي لم تنفع معها كل السبل في ايقافها او الحد منها رغم محاولات الجهات الكنسية والثقافية والاجتماعية والسياسية في شرح مخاطرها واثارها السلبية على المنطقة . في خِضَم هذه الاحداث برز من هو مؤيد للهجرة ومن هو معارض لها ، ولاسبيل للمعارضين غير العزف على وتر الحفاظ على الوجود وارض الاجداد والتاريخ والتراث ، لان الحلول كانت اكبر منهم وتحتاج الى امكانيات دولة .
في حينها نشرت مقالا في موقع برطلة كوم ( المتوقف ) حمل عنوان ( كيف نجعل من الهجرة عنصر بناء وليس هدم ) ( 1 ) .

بعد ان ايقنت انه لا سبيل للوقوف امام هذا السيل الجارف ، ولكن بالامكان تحويل سلبياته الى ايجابيات من خلال جعله داعما للمتبقين من ابناء شعبه في وطنهم الاصلي سواء اكان ذلك سياسيا او ماديا وحتى معنويا ، بدلا من خسارة ابن البلدة المهاجر عن طريق اشعاره بالذنب لقرار خاطيء ( بحسب رأيهم ) ارتكبه بحقهم وحق قراهم  وبلداتهم .
بعد موجات الهجرة تلك تكونت جالية برطلية لا بأس بها في بلاد المهجر وخصوصا في دولة السويد . مما دفع ببعض النشطاء من ابناء هذه الجالية الى تأسيس جمعيات في عدد من المدن السويدية ، وكبادرة عرفان ومحبة منهم للبلدة التي عاشوا وترعرعوا فيها حملت تلك الجمعيات اسم ( برطلة ) ومنها جمعية برطلة في مدينة اسكلستونا وجمعية برطلة في مدينة يونشوبينك . بالتاكيد ان هذه الجمعيات وضعت لها اهداف من بينها استمرارية التواصل ما بين ابناء برطلة في الخارج وابناؤها في الداخل والوقوف الى جانبها لمواجهة التحديات التي تواجهها بالاستفادة من المناخ الديمقراطي الذي تتمتع به البلدان التي يعيشون فيها .
وجاءت الفرصة للقائمين على هذه الجمعيات واعضائها لترجمة اهدافها الى حقائق بعد التهجير القسري الذي حدث لابناء برطلة في 6 / 8 / 2014 وطردهم من دورهم من قبل العناصر المسلحة لتنظيمات ما يسمى بالدولة الاسلامية ( داعش ) وتوجههم الى مدن وقرى اقليم كردستان متخذين من الشوارع والساحات والحدائق والكنائس وقاعاتها مكانا لسكناهم مفتقرين الى ابسط مستلزمات العيش ومنتظرين يد العون والمساعدة تشملهم .
ففي مبادرة غير مسبوقة من قبل ابناء الجالية البرطلية في السويد وبالتحديد من الهيئة الادارية لجمعية برطلة في مدينة اسكلستونا ومنذ الايام الاولى للازمة اطلقت حملة تبرعات لاغاثة هؤلاء المهجرين ، وكانت الاستجابة بخلاف توقعات المهجرين انفسهم عندما أُعلِموا بالنتائج ، بل نتائجها كانت اكثر وقعا عندما تم ايصال تلك المساعدات المالية الى العوائل المهجرة التي بدورها عجزت عن تقديم آيات الشكر والامتنان لاخوتهم الذين تفقدوهم وقت محنتهم ، فعبَّروا بمبادرتهم هذه عن صدق مشاعرهم الانسانية وارتباطهم الوجداني ببلدتهم وابنائها رغم بعدهم عنها بالمسافة والزمن ، حتى اضحت مبادرتهم هذه برنامجا شهريا .
ثم جاءت المبادرة الاخرى من اخوتهم في نادي نينوى الديمقراطي وجمعية برطلة في مدينة يونشوبينك التي اكملت البرنامج ليغطي مساحة اكبر وعددا اكثر من العوائل المهجرة في مناطق اخرى من اقليم كردستان . ولم يتأخر في المشاركة العديد من ابناء برطلي في المدن السويدية الاخرى مثل خوفدي ومدينة    Skövde       ونورشوبينك وسودرتاليا واستكهولم وغيرها ، بل تجاوز الى بلدان اوربا الاخرى مثل بلجيكا وهولندا وكندا والدنمارك الذين كان لهم نصيبا في المشاركة ايضا . لا بل هناك من تبنى حملة جمع تبرعات بمبادرات شخصية مستغلين تواجدهم في اللقاءات والتجمعات الجماهيرية حتى حُوِل البرنامج ليشمل الجميع اصدقاء ومؤازرين .
الكارثة هي فوق كل التصورات ولهذا فمثل هذه المبادرات قد تكون نقطة في بحر ولكن كافية لان ترسم البسمة على وجه انسان فارقته الفرحة ، وان تُطعِم طفلٍ انهكهُ الجوع ، وان تُعالج مريضا او عجوزا اتعبهما المرض . وان تُعين ارملة او محتاجا زاد التهجير حاجتهما الى المساعدة ، وان تخفف عن مُهَجَّرٍ كان ميسورا اضحى خالي الوفاض في ليلة وضُحاها .
ان هذه المبادرة لهي بحق موقف تاريخي سيسجله تاريخ برطلي باحرف من نور وستتحدث به الاجيال ولن يتوانى عن ذكره كل حيٍ ، مثلما حدث في مواقف تاريخية اخرى مشابهة ، وليضاف الى تلك المواقف التي تشهد لابناء برطلة نخوتهم وشهامتهم بدءاً من احتضانهم لابناء بغديدا في عام 1918 وحمايتهم من بطش العسكر العثماني مرورا باستقبالهم لسكان قرى الشمال من المسيحيين في عام 1963 وايوائهم في دورهم لاشهر هربا من المعارك ، واستضافة اهل بغداد من المسيحيين في عام 1991 طيلة فترة حرب الخليج الاولى ، هذا بالاضافة الى استقبالهم للمهجرين المسيحيين من سكان مدن العراق الساخنة ( بغداد ، البصرة ، كركوك ، الموصل ) بعد استهدافهم من قبل الجماعات المتشددة في اعوام 2006 و 2008 و 2010 وآخرها كان استقبالهم لعوائل مسيحية من الموصل في حزيران 2014 بعد طردهم منها من قبل تنظيم داعش .
شكرا نقولها لجمعيات برطلة في السويد ولكل من ساهم في هذا الموقف الانساني من ابناء برطلي ومن اصدقائهم .

(1) http://baretly.net/index.php?topic=42092.0

بهنام شابا شمني
behnam_shamanny@yahoo.com
                 

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

walaa

الشكر الجزيل لكل من قدم يد المساعدة حتى وان كانت بسيطة