عن طائرات الـ إف 16 والفائض، - ليطمئن قلبي يا رئيس الوزراء...

بدء بواسطة صائب خليل, أغسطس 01, 2011, 06:27:07 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل

عن طائرات الـ إف 16 والفائض، - ليطمئن قلبي يا رئيس الوزراء...


السيد رئيس الوزراء نوري المالكي المحترم،

نود لو أخبرتمونا يا سيادة رئيس الوزراء، لماذا قررتم فجأة، وبلا سابق إنذار، شراء ضعف عدد الطائرات التي كنتم قد رفضتم شراءها قبل اسابيع وقلتم أن هناك أولويات أخرى أهم، وأن العراق ليس بحاجة إليها؟ هل زالت تلك الأولويات، أم وصلتكم أنباء جديدة غيرت رأيكم؟ نفهم أن بناء الجيش ضروري، لكن لماذا هذا التغير السريع في الموقف؟ هل يستعد أحد لمهاجمتنا دون أن ندري أم أننا سنعلن الحرب على أحد؟

ربما يكون سؤالي التالي غريباً، لكن لماذا الطائرات من أميركا يا سيادة رئيس الوزراء علماَ أنها أغلى بمرات عديدة من نفس الأسلحة من مصادر أخرى، حسبما بينت العديد من المصادر العسكرية في مناسبات متعددة؟ هل حاولتم مفاتحة جهات أخرى غير أميركية، بموضوع الطائرات، ووجدتم أن الـ إف 16 هي الأنسب للعراق سعراً؟ أم أن تواجد القوات الأمريكية في البلاد يضغط بثقله على حرية الإختيار؟ وما هي شروط استعمال تلك الأسلحة يا سيادة رئيس الوزراء؟

قالت جهات عسكرية وسياسية عديدة أن أميركا سعت عن عمد لتأخير تسليح الجيش العراقي، وأنها لا تريده جاهزاً، لكي يكون لها الحجة للبقاء فيه. ومعروف أن الـ إف 16 التي تسلم إلى السعودية ليست كـ أل إف 16 التي تسلم لإسرائيل، بحكم فرق العلاقة، وليس من الغريب إذن أن لا تكون الـ إف 16 العراقية أكثر تخلفاً من تلك التي تسلم للسعودية، فهل لديكم فكرة عن أي إف 16 تتحدث العقود؟ وما هل التجهيزات التي ستسحب منها وما هي الأجزاء التي ستستبدل بنسخة قديمة؟ هل لدى العراق طاقم خبير يمكنه خوض مفاوضات شراء طائرات متطورة مع جهة غير موثوق بها؟

سمعنا أيضاً أنكم بصدد محادثات مع جيكيا لشراء طائرات أخرى، ألا يقلقكم أن يشتري العراق طائراته من دولتين تختلطان بإسرائيل إلى الدرجة التي يصعب تمييز الحدود بين الدولتين، وأنهما لا يرفضان طلباً لإسرائيل، وما قد يعني ذلك على مستقبل الأسلحة العراقية والجيش العراقي والأمن العراقي؟ ماذا لو قالوا غداً أن بعض قطع الغيار تصنعها إسرائيل، وأنها ترفض تقديمها لكم؟ ....مالم "تحسنوا" علاقتكم بها....؟

أقلقني أيضاً يا سيادة رئيس الوزراء قولكم أن مبالغ العقد ستسدد من "فائض" النفط المتحقق بفضل ارتفاع أسعاره. ما أدرى سيادتكم أن اسعار النفط ستبقى مرتفعة لفترة كافية لتسدد بفائضها ذلك المبلغ؟ وإن لم تبق كذلك فمن أي جهة ستستقطع تلك المبالغ؟ أم أننا سنكون مدانين للولايات المتحدة بكل ما يعني ذلك من مرارة ابتزاز جديد؟
وهل لحكومة عراقية يا سيادة رئيس الوزاراء أن تتحدث عن "فائض"؟ هل هناك "فائض" في بلد يعيش نصفه تحت خط الفقر وتعجز مؤسساته حتى عن جمع القمامة من شوارع عاصمته ويرزح فيه ملايين الأيتام والأرامل تحت الفقر وانعدام الأمل، وتبلغ فيه الأمية والتدهور الصحي مبالغ مهولة؟ لا أعرف على وجه التحديد كم ستكلف هذه الطائرات، لكن من المعطيات السابقة، يمكنني أن أقدر أنها تعني بحدود 200 دولار للفرد العراقي الواحد، ما لم يتم زيادتها لاحقاً، وهو المعتاد والقاعدة في مثل تلك الصفقات، أي أن العائلة الواحدة ستدفع ما قد يزيد عن الألف دولار لهذه الصفقة.
هل سألت عوائل العراق الفقيرة إن كانوا مستعدين لتقديم 1000 دولار لكل عائلة من أموالهم، أموال النفط "الفائضة" ، من أجل طائرات إف 16 في هذه الظروف؟ أم أنها ليست أموالهم يا سيادة رئيس الوزراء؟ وزارة الكهرباء تشكو أنها لا تملك تخصيصات لمشاريعها، وأنها تعمل بالآجل، مما يجعل مشاريعها أكثر كلفة، فأيها أهم بالنسبة للشعب في رأيك يا رئيس الوزراء؟ مدارس العراق من الطين والتنك، المستشفيات فارغة من الأدوية، الشوارع مجاري لمياه الأمطار، البطالة تخنق البلد وتقتل الأمل والتلوث ينشر الأمراض والسرطان في البلاد، والحر يقتل الناس، وتقول لنا "فائض"؟

وبمناسبة فائض النفط، لماذا تستمرون يا سيادة رئيس الوزراء بدعم الأردن في أسعار النفط؟ هل لأنهم عاملوا الشعب العراقي أو الحكومة بشكل مناسب؟ هل تنازلوا عن دينار واحد من ديونهم؟ هل هم أكثر فقراً من أبناء العراق؟ هل هذا أيضاً "فائض"؟ ولماذا الأردن بالذات يا سيادة رئيس الوزراء؟ لا أدري إن كنت قد اطلعت على سلسلة مقالات لي في هذا الشأن، أبين فيها أن الأردن يقوم ببيع النفط الذي يصله كمساعدات، لشركات مجهولة، ويضع المال في جيوب مجهولة، وأن نواباً في البرلمان فضحوا ذلك وفضحوا ايضاً أن موارد ذلك النفط لا تجد طريقها إلى الخزينة الأردنية. لقد دخل الأردن في "مجلس التعاون الخليجي" فلتدع المجلس يوفر لأعضائه النفط المخفض، وليس العراق المنهك الذي لم ينل من حكومة الأردن إلا التآمر. إني لا أرى في "مساعدة" حكومة الأردن (وليس شعبها) ، إلا ما وراء صفقة الطائرات وبقاء "المدربين" الأمريكان: إبتزازات تقوم بها أميركا لصالح جيشها وشركاتها وعملائها، على حساب شعب العراق المأزوم، فهل فرض على هذا الشعب أن يشبع لصوص الداخل والخارج؟

أميركا اليوم يا سيادة رئيس الوزراء، رفيق شديد الخطر، فهي تحت سلطة شركات في غاية الجشع وشديدة العطش للمال، وإن فتح لها مصدر مال امتصته حتى آخر قطرة فيه. لقد بلغت ديون أميركا بفعل سياسة ساستها الحربية في كل مكان في العالم وقواعدها العسكرية التي تبلغ الألف حسب بعض التقديرات، وهي تصرف على جيوشها ما تصرفه بقية دول العالم مجتمعة، في حمى عسكرية لا تعرف الحدود، حتى بلغت ديونها رقماً مهولاً لم تعرفه اميركا في كل تاريخها، تجاوز حد الـ 14,3 ترليون المسموح به دستورياً. إنهم يتعاركون الآن حول كيفية توفير هذا المبلغ، فلا تفتح الباب لخروج أموال النفط العراقي وصبها في خزانتهم التي لن تمتلئ أبداً، وكلما أعطيتهم، لم يعن ذلك بالنسبة لهم إلا إغراء بالضغط من أجل المزيد، فامتنع وابتعد عن هذه البالوعة التي لا قعر لها قدر ما تستطيع، ولا تدخل العراق فيما ادخل حكام الخليج التابعين لأميركا بلدانهم فيه فحولوا نفطهم إلى أسلحة لا ناقة لشعوبهم فيها ولا جمل، وأموال في بنوك الغرب لن يروها أبداً. وإن كان لدول الخليج "فائض" لدفع ثمن ابتزاز الشركات الأمريكية، فليس لشعبك الذي ينهشه الجوع يا سيادة رئيس الوزراء من "فائض".






ماهر سعيد متي

استاذ صائب
ارجو منك قراءة التقرير التالي .. والذي يؤيد الكثير من ارآئك
اخطر اسرار الاستراتيجية الامريكية في العراق والشرق الاوسط ج1
عاى الرابط التالي
http://baretly.net/index.php?topic=4532.0
و
اخطر اسرار الاستراتيجية الامريكية في العراق والشرق الاوسط ج2
عاى الرابط التالي
http://baretly.net/index.php?topic=4533.0
تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

صائب خليل

شكرا استاذ ماهر..كنت قد تصفحته مرة، لكن مادام اعجبك فسأقرأه على مهل..
تحياتي