نيافه الكاردينال تعال اكلمك عما لا تعرفه عن زكا العشار.

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, سبتمبر 09, 2019, 04:41:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحيه و احترام:

في الأحد الأول لموسم إيليا وفي موعظته بتاريخ 8\9\2019 وصف غبطته البطريرك ساكو حاله زكا العشار قائلا ( ففي حالة زكا اخترق كلام يسوع قلبه، فنزل بسرعة غير مصدق، وعاد الى بيته لاستقبال يسوع وغمرته نعمة عظيمة. زكا يهتدي أمام أقدام الرب ويقرر فوراً: سأعطي الفقراء نصف اموالي ومن ظلمتهم اعوض لهم باربعة. وياتي جواب يسوع الشافي: اليوم حصل الخلاص لهذا البيت، بيت زكا الذي هو ايضا ابن ابراهيم).... مهلا غبطه البطريرك,تعال ناخذ الموضوع برويه وهدوء ومن مصدره الاساسي:

جاء في الكتاب المقدس 1.(ودخَلَ يَسوعُ أريحا وأخَذَ يَجتازُها.  2. وكانَ فيها رَجُلّ غَنيٌّ مِنْ كِبارِ جُباةِ الضَّرائبِ ا‏سمُهُ زكَّا،  3. فجاءَ ليَرى مَنْ هوَ يَسوعُ. ولكنَّه كانَ قصيرًا، فما تَمكَّنَ أنْ يَراهُ لِكَثْرةِ الزِّحامِ.  4. فأسرَعَ إلى جُمَّيزَةٍ وصَعِدَها لِـيراهُ، وكانَ يَسوعُ سيَمُرُّ بِها.  5. فلمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى هُناكَ، رفَعَ نَظَرَهُ إلَيهِ وقالَ لَهُ إنزِلْ سَريعًا يا زكَّا، لأنِّي سأُقيمُ اليومَ في بَيتِكَ.  6. فنَزَلَ مُسرِعًا وا‏ستَقبَلهُ بِفَرَحٍ.  7. فلمَّا رأى النـاسُ ما جرى، قالوا كُلُّهُم مُتَذَمِّرينَ دخَلَ بَيتَ رَجُل خاطئٍ ليُقيمَ عِندَهُ.  8. فوقَفَ زكَّا وقالَ للرَّبِّ يَسوعَ يا ربُّ، سأُعطي الفُقَراءَ نِصفَ أموالي، وإذا كُنتُ ظَلَمتُ أحدًا في شيءٍ، أرُدُّهُ علَيهِ أربَعَةَ أضعافٍ.  9. فقالَ لَهُ يَسوعُ اليومَ حلَّ الخلاصُ بِهذا البَيتِ، لأنَّ هذا الرَّجُلَ هوَ أيضًا مِنْ أبناءِ إبراهيمَ.  10. فا‏بنُ الإنسانِ جاءَ ليَبحَثَ عَنِ الهالِكينَ ويُخَلِّصَهُم. (لوقا 19))

نجد هنا ان زكا كغالبيه البشر نال الفضول منه واراد ان يرى من هو هذا الذي انتشر خبره في مدن اليهوديه وسبب الشقاقات وفرق بين الام وابنتها والاب وابنه والجار وجاره وهذا وذاك, فكل الامر بالنسبه لزكا كان مجرد فضول لا اكثر, وارضاء لفضوله تسلق الجميزه ليرى الاخرين من فوق !وهو الغني وصاحب السلطه والعلاء يليق به وهذا حال اغلب البشر ممن هم من اصحاب المراكز والمعالي, فتجد احدهم يتسلق ويرتفع عاليا لينظر متعالياً الى الاخرين ممن هم في الاسفل, وهنا تحنن يسوع شفقتا به لانه يعلم ان ابن ابراهيم هذا من خراف بني اسرائيل الضاله الهالكين لا محاله فوقف ودعاه للخلاص قارعاً على باب قلبه قائلا له إنزل من عليائك يازكا فيكون لك خلاص. الجميل ان زكا سريعا قبل الدعوه ونزل فرحا مستغلاً الفرصه ليتعرف اكثر على ها الشخص (يسوع) الذي شغل بال الكثيرين وقتها,والان لن تكون معلوماته عنه (قيل وقال) بل سيتعرف الى الحقيقه منه شخصيا ومن يكون!! وهكذا كان.

والاهم نجد من جاء لخلاص البشر و(هوَ في صُورَةِ اللهِ، ما ا‏عتبَرَ مُساواتَهُ للهِ غَنيمَةً لَه. بَلْ أخلى ذاتَهُ وا‏تَّخَذَ صُورَةَ العَبدِ صارَ شَبـيهًا بالبَشَرِ وظَهَرَ في صورةِ الإنسانِ (فيلبي 2\6و7)) غير مهتم لكلام البشر المتكبرين القساه القلوب الذين ينظرون الى الامور من قشورها تاركين اللب (حيث يفضلون الكذب الذي يرتدي ثوب الحقيقه على الحقيقه العاريه), بل فعل مشيئه ابيه الذي في السماوات تاركا كلام البشر الجاهلين بمحبه الاب السماوي ورحمته التي لا توصف لخلاص نفوس الخراف الضاله حيث يرسل اليها الراعي الصالح ليقود تابعيه الى مراعي السلام والحياه الابديه, وهكذا كان لزكا العشار حيث نزل من عليائه اولا وتعرف الى يسوع بصوره افضل واشمل بعدما تعرف اليه شخصيا وقبل الخلاص بفرح لانه عرف الحقيقه من فم المخلص وجها لوجه وليس من قول البشر الذين كانوا يتخاصمون بشأنه كل له رأيه الخاص ,حاله كحال اولائك السامريين الذين تعرفوا اليه شخصياً,وزادَ كثيرًا عددُ المُؤمنينَ بِه عِندَما سَمِعوا كلامَهُ، وقالوا لِلمَرأةِ نَحنُ نُؤمِنُ الآنَ، لا لِكلامِكِ، بل لأنَّنا سَمِعناهُ بأنفُسِنا وعَرَفنا أنَّهُ بالحقيقةِ هوَ مُخَلِّصُ العالَمِ.(يوحنا 4\41 و 42)).اذن نفهم من هذا الكلام ان زكا لم يكن يطلب الخلاص اولاً,بل كان حاله حال البقيه يطلب اشباع فضوله لكن رحمه الاب السماوي شملته بطريقه معينه كما شملتنا جميعا بطرق اخرى فقبل الدعوه ونزل عن عليائه وسار مع الرب بفرح ونال الخلاص ولم يتكبر بعدها لانه فهم الدرس. والان ماذا عن غبطتكم, هل فهمتم الدرس ؟؟.

تقول (أن التوبة يجب أن تكون بالقول والفعل حيث لا يولد احدنا قديسا، فالكمال لله وحده. أما القديسون فهم بشر مثلنا، لهم طباعهم وضعفاتهم، لكنهم في لحظة ما فهموا دعوتهم، وانفتحوا على مغفرة الله ونعمته، وكافحوا ليسيروا كما يريد الله. وهذا ما يخبرنا عنه انجيل لوقا  في  توبة زكا العشار، رئيس جامعي الضرائب، الذي تغلب على العائقين الجسدي والاخلاقي (قصر القامة والغِنى) وقصد ان يرى يسوع بتجاوز العقبات.)!!!.

نجد هنا ان غبطه البطريرك يقول (لا يولد احدنا قديسا,فالكمال لله وحده) وايضا زكا العشار تغلب على (قصر القامه والغِنى)!!! ويا سبحان الله هذا الكلام ذكرني بكلامي الذي نشرته هنا في المنبر الحر عام 2016 (والتي ثارت يومها ثائره البطريرك ساكو عند قرائته لهذا الكلام) عند مشاركتي لأحد مواضيع الموقع الاعلامي الرسمي للبطريركيه الكلدانيه تحت عنوان (موعظة البطريرك ساكو: زكا يمثل نقطة تحول كبير) حيثُ علقت يومها وقلتُ وهذا اقتباس لكامل كلامي:

تحيه و احترام :
هناك شئ جذب انتباهي في ما ورد عن زكا في انجيل لوقا 19 وهي عباره عن نقطتين :
وكانَ فيها رَجُلّ غَنيٌّ مِنْ كِبارِ جُباةِ الضَّرائبِ ا‏سمُهُ زكَّا، (لوقا 19\2).
فجاءَ ليَرى مَنْ هوَ يَسوعُ. ولكنَّه كانَ قصيرًا، فما تَمكَّنَ أنْ يَراهُ لِكَثْرةِ الزِّحامِ. (لوقا 19\3).

النقطه الاولى ان زكا كان رجل له سلطه رئيس  .
النقطه الثانيه انه كان قصير القامه .

وهذا ما يذكرني ببعض شخصيات اليوم , وانا بدوري ادعوهم ليتعلموا من انجيل لوقا 19 وما قام به زكا فهم ايضا من ابناء ابراهيم .
فلا احد منا يسوع بل اغلبنا زكا . انتهى الاقتباس.

وهكذا نجد ان غبطته يومها لم يفهم مغزى كلامي اعلاه واننا كلنا بحاجه الى الخلاص مهما كان موقعنا وكائن من كُنا وتشاء الصدف ان يكون هناك عوامل مشتركه للبعض مع زكا الا وهي قصر القامه والسلطه والمال, فهل كفرت يومها لتطرقي الى هذا الشبه ؟؟!!, واليوم ايضاً غبطه البطريرك ساكو لم يصب الهدف في تفسيره لمسأله زكا العشار ايضاً!!, فهو لا زال ينظر اليها من منظور بشري بحت تاركاً اللب والمغزى الحقيقي المراد منها!!حيث يقول (الذي تغلب على العائقين الجسدي والاخلاقي (قصر القامة والغِنى))!! فهل هذا هو المراد منها؟؟.
                     
فهل ان قصر القامه عند البعض هو عائق امام معرفه الله وخلاصه !!؟؟ ام هل ان الغنى يسيطر على البشر وليس البشر من يسيطر على الغنى !!؟؟ وهذا يقودنا للتساؤل, كيف تغلب زكا على عائق قصر قامته؟ وهل بعد ايمانه اصبح طويلاً ؟؟ وهل ان كل غني هو فاقد للاخلاق ؟؟.

هذا هو حال اغلب البشر خصوصا من اصحاب المراكز والسلطه,فهم دائما يفسرون الامور حسب اهوائهم ورغباتهم ومقتضى مصالحهم غير مكترثين بما يحمله الغد لهم من مفاجئات!! فهم ينظرون الى الاخرين ليس من فوق الجميزه كما فعل زكا بل من خلال نوافذ الطائرات فوق السحاب ويرون الارض صغيره بالنسبه لهم فما بالك بالبشر الذين عليها !!وعليه لا يسعنا الا ان نطلب الرحمه لهم ولنا من لدن ابينا السماوي علنا نستحق ان نكون زكا اليوم ونحن غير مستحقين . 

وهكذا خلاصه الامر المراد بقصه زكا العشار هو (ان ننزل من عليائنا ونسير مع الرب الذي تواضع وهو هوَ في صُورَةِ اللهِ وهو خير قدوه لنا قابلين دعوته بفرح وتواضع فيكون لنا خلاص),لا ان نستخدم سلطتنا الارضيه الفانيه ضد هذا الشخص او ذاك ارضاءاً لكبريائنا وغرورنا.

تقبلوا تحياتي و احترامي ولكم ان تقبلوا او ترفضوا كلامي.

                               ظافر شَنو