نيافه الكاردينال, ما هي الحقيقه ومن منا يمتلكها دون غيره ؟؟.

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, أغسطس 31, 2019, 02:50:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحيه واحترام:

نتناول في مقالنا اليوم ماتطرق اليه غبطه البطريرك لويس ساكو في(موضوع السبت: كلماتنا تكون عِبر الحقيقة)المنشور على الموقع الاعلامي الرسمي للبطريركيه الكلدانيه, حيث تناول فيه مسأله البعض من الكتاب وما ينشروه عن الامور التي تتعلق بالكنيسه والاكليروس وغبطته والشعب, ومن هذا المنطلق وباعتباري مسيحي كلداني اهتم بالشأن الكنسي ولي مواضيع بهذا الخصوص اجد نفسي ملزما بتناول هذا الموضوع ايضا وابداء ملاحظاتي عنه,وانطلق بسؤال وهو (ما هي الحقيقه ومن منا يمتلكها دون غيره ؟؟).

يبدأ غبطته الموضوع بقوله: هناك كتَّابٌ أصبحوا معروفين بانتقاداهم المستمرة. انهم ينشرونَ باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، كتابات غير معقولة. ويرفضون كل ما يرَونه مناقضاً لارائهم، وكأنهم يجدون راحتهم في ترويج كذا أفكار للاثارة والتشويش والتشهير من أجل التسقيط! معظم هؤلاء يعيشون خارج البلاد، وينظرون الى العراق والكنيسة بطريقة غير موضوعية وأحياناً منافية للواقع. يفكرون أن الحقيقة هي ما يشعرون به، ويطالبون بإعادة النظر في الامور وجعلها على مقياسِ رؤيتهم. هؤلاء الكتاب يعدّون أنفسهم معلمين للآخرين، ويحاسبونهم وينتقدونهم بعيداً عن إطار الاحترام، ويريدون أن يتفاعل الاخرون معهم، عوضاً عن محاسبة أنفسهم واحترام حق الآخرين في التفاعل مع واقعهم وظروفهم. أعتقد أن التواصل "الحضاري" مع الآخرين أفضل من التقاطع.

بدايه غبطه البطريرك ساكو من طلب منك ان لا تتواصل حضارياً مع الاخرين ؟؟ أم ان غبطتكم تقصد بالتواصل الحضاري ان يقول الكُتاب الذين اشرت اليهم (نعم سيدنا والسلام!!) ,لكن من ناحيه اخرى كُن صريحاً مع نفسك انت اولاً واسالها,هل اتى التواصل الحضاري من قبلكم مع الاخرين اي نتائج ايجابيه ام لا زال الامر محلك سر ؟؟,وغبطتكم ايامكم كلها تواصل في تواصل مع الاخرين !!.

نأتي للكتاب الذين تتكلم عنهم من اصحاب الكتابات الغير معقوله حسب رأيك انت المحبين للاثاره والتشويش للتسقيط!! من هو المقصود هنا (بالتسقيط) ؟؟ وتقول عنهم انهم يعيشون خارج البلاد!! هل تقصد ان من يريدون تسقيطه حسب قولك لا يملك عليهم سلطه اداريه لايقافهم عند حدودهم ام ماذا ؟؟ هل هذا هو نوع من انواع تكميم الافواه والافكار ام ماذا ؟؟ وهل من يكون على صواب يأبه لما تكتبه الاقلام الصفراء وتسقيطاتها المفضوح امرها ؟؟ .

طيب الايوجد من بين هذه الاقلام من يعترض ويكتب للبنيان وتجنب الهفوات وكلنا بشر نخطئ و نُصيب ولا احد منا يمتلك كامل الحقيقه,ففي بعض الاحيان نحتاج الى كلمات هؤلاء الكتاب كي ننتبه على اقوال او افعال جانبنا الصواب بها بقصد او بغير قصد, كما يحتاجون هُم لملاحظات الغير عنهم.

تقول ايضا (يقول اللاهوتي الكبير توما الاكويني: "ان الحقيقة هي التناغم (التطابق) بين الفكرة والشيء" (الخلاصة اللاهوتية 1-16). هؤلاء الاشخاص يكتبونَ بنحوٍ يفتقر الى التحليل والتمييز والأدلّة المقنعة، ويعتقدون أن ما يكتبونه بديهي ومُسلَّمٌ به. لدينا أمثلة عن هذه الكتابات العاجزة عن التعبير عن الحقيقة، والتي بالتالي لا نتعلم منها شيئاً. أذكر على سبيل المثال، ما نُشِر عن  طريقة اختيار العلمانيين للمشاركة في السينودس الماضي، وتدَخُّل الكنيسة في السياسة، وتأسيس الرابطة وعملها، وتسمية شعبنا، وطقوس العبادة التي يتصورونها مقدسة "أبدية"، لا يمكن مسَّها، والأصالة والتراث والُّلغة، حتى عندما لا يتكلمها الناس. هؤلاء الكُتّاب لا يعلمون مختلف جوانب الحقيقة، وتفاصيل القرارات الكنسية، ولا يأخذون بنظر الاعتبار: كيف نشأت الطقوس ومن الَّفها ولماذا؟ وكيف تبلور اللاهوت؟ وماذا كانت لغة الناس آنذاك وثقافتهم وظروفهم؟ وما هي قيمة القديم والجديد اليوم؟)

نيافه الكاردينال هؤلاء الكتاب البعض منهم ينطبق عليهم قولك اعلاه, لكن فيهم من يتناولون امور تهمهم في الصميم والا ما كانوا قضوا اوقاتهم في تناول مواضيع لايكترثون لها,واذا اردت غبطتكم ان تقطع الطريق عليهم فنصيحتي هي ان تنسى كل مايتعلق بكنيسه المشرق من انافورات وطقوس و (حوذرا) وتنظم كلياً لكنيسه روما الكاثوليكيه تحت تسميه ولتكن (كنيسه المكون المسيحي في العراق والعالم) وتكون نسخه من كنيسه روما الكاثوليكيه وتترك كل ما يتعلق بكنيسه المشرق, فهناك من يهتم بها بكل حرص وتفاني,وعندها اون (براحتك) وكما يحلو لك بما يتعلق بكنيسه روما واللاهوتي الكبير توما الاكويني وغيره عوض ان تأون بتراث وتاريخ كنيسه انسلخ الكلدان منها قبل سبعة قرون!!,واتركوا اخوتنا الاثوريين (الاشوريين) يهتموا بها وبتراثها. واعملوا عندها لتكونوا شركاء حقيقيين لكنيسه روما وليس كتابعين كما هو الحال اليوم .

تقول ايضا (أدعو هؤلاء الكتاب الى التفكير بالأذى الذي يسببونه للآخرين وللكنيسة، وبالوقت الثمين الذي يضيّعونه في كذا كتابات عاجزة عن تغيير الواقع. لذا أقترح عليهم  بدل ذلك، أن يكتبوا مقالات رصينة، تكشف حقائق مهمة، مقالات تكون موضوعاً للمناقشة العقلانية، والهاماً حقيقياً يقود الى التطور والتقدم، فتترك اثراً جميلاً في نفوس قُرّائِهم. عليهم أن يدركوا أن كل كلمة يكتبونها هي مسؤولية، لانها تتحدث الى الآخرين وتؤثر فيهم ايجاباً أو سلباً.)

بدايه غبطه البطريرك, لمن لا يعلم او يدعي أنه لا يعلم (يغشم روحه) فالكنيسه هي الشعب ولا كنيسه بدون شعب, وتاكيدا لكلامي هذا الكثير من الكنائس في دول العالم تحولت الى بنايات لاستخدامات اخرى كمتاحف وغيرها ,و(احنا ليش نروح بعيد) في العراق هناك عدد من الكنائس تحولت الى مقرات سكن لبعض العوائل أو أُغلقت لعدم وجود من يرتادها من المؤمنين,وهذا يُثبت كلامي ان الكنيسه هي الشعب وليس الحجاره المبنيه والزغرفه والثريات.

ومن هذا المنطلق اذا كُنتم كأكليروس تحسبون انفسكم على الكنيسه اذن انتم لاشئ بدون الشعب,واذا كنتم تحسبون انفسكم من الشعب فعليكم الاستماع والتفكير ودراسه ما يطرحه الشعب وكُتابهُ من افكار واخذ المفيد منها وتبنيه وترك الافكار التي لا معنى لها وغير المفيده بـاجماع الاكليروس والشعب بعد مناقشتها,وليس حسب قول هذا او ذاك,فهناك الكثير اليوم يفضلون مصالحهم الشخصيه على مصالح الشعب و الكنيسه .

بالمناسبه هل الكنيسه الحقيقيه المبينيه على الصخر التي لم تقوى عليها ابواب الجحيم تستطيع بعض الاقلام ان تسبب لها الاذى ؟؟ اسمح لي غبطتكم ان اخالفكم الراي بهذا الشان فالكنيسه التي تتبع تعاليم و وصايا السيد المسيح لا خوف عليها و لا هُم يحزنون,بل قل ان بعض الرعاه واصحاب الكراسي هم من يحاولون تشويه الحقائق احياناً عن طريق استخدام سلطتهم ببث هذه الافكار عن الاقلام التي لا تقف متفرجه وتُبدي الرأي الذي لا يوافق احيانا رغبات وميول اصحاب القداسه !!.

بأتي للمهم,بصراحه ما دعاني لكتابه هذا المقال هو قول غبطتكم (وبالوقت الثمين الذي يضيّعونه في كذا كتابات عاجزة عن تغيير الواقع.)!!! عن نفسي فهمت من كلامكم هذا, اذا كتب هؤلاء الكتاب أم لم يكتبوا وضيعيوا وقتهم الثمين فلن يغيروا في الواقع الذي تريدونه غبطتكم اي شئ والحيطان كثيره فليضربوا رؤسهم بها !! ,والكلمه الفصل اولاً و اخيراً هي لكُم وغيرها لن يكون!!.

من وجهة نظر اخرى ان كُنتم تريدون بقولكم هذا ان كتاباتهم لن تُغير بواقع العراق شيئاً,فالسؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحاله, ماذا استطعتم انتم ان تغيروا بواقع العراق وما هي المنجزات التي تحققت فيه للمسيحيين وهُم في طريقهم للتبخر قريباً من ارض العراق؟؟. نترك الجواب لنيافتكم وللمتخصصين.

كانت المرحومه والدتي ويرحم منتقليكم دائما تقول لي (ابني امشي وره اليبجيك ولا تمشي وره اليضحكك) اذن الكتابه مسؤوليه كما قلت غبطتكم وعلينا ان صريحين ولا نُجمل واقع العراق المُزري امام ابناء شعبنا,بل علينا ان ندعوهم لترك العراق اليوم قبل الغد مادام هناك فرصه سانحه امامهم لتركه بكرامتهم قبل ان يحصل معهم ما حصل لليهود من قبلهم (فالسبت يله الاحد) ,فما حصل مع داعش مر بسلام على مستوى الخسائر البشريه لابناء شعبنا المسيحي وما كل مره تسلم الجره , وبين فتره و اخرى يظهر لنا داعش بوجه جديد واتصور كلامي واضح!!,هذا رأي انا ونظرتي لما يدور في العراق ومستقبله والقاري حر ان يأخذ بكلامي او يتجاهله, خصوصا من يمتلك القدره الماديه للهرب ب(الروح العزيزه) قبل فوات الاوان فهو ليس مُجبر على شئ دون قناعه كامله والغد لناظره لقريب,فهذا البلد مصيره اظلم قاتم على الاقل للمئه سنه القادمه اي ثلاث اجيال,اما بعدها فلكل حادث حديث .

نيافه الكاردينال نحن ككتاب تهمنا كنيستنا وبيتنا الكلداني وكل ما يتعلق بهما ونريد لهما الافضل لهذا ترانا نتبرع بوقنا الثمين فداء لهذه القضيه المهمه ولسنا كلنا اشرار وعبده الطاغوت,فنحن نفهم كلام السيد المسيح جيدا عندما يقول (وعرَفَ يَسوعُ أفكارَهُم، فقالَ لهُم كُلُّ مملَكَةٍ تَنقَسِمُ تَخرَبُ، وكُلُّ مدينةٍ أو عائِلةٍ تنقَسِمُ لا تثْبُتُ. (متى 12\25)) وفادينا يعلم جيداً ما يدور في افكارنا ان كان الاخرين لا يعلمون,اننا نريد الافضل لنا كمسيحيين كلدان ولكل اخوتنا الذين هم معنا في نفس القارب من الاشوريين والسريان وغيرهم .

اخيرا نصيحتي لغبطتكم عوض ان تتحاور مع من اغتصبوا وشردوا اهلنا من بيوتهم ومناطقهم وتنصب لهم موائد المحبه كفياناً لشرهم حاور هؤلاء الكتاب والمثقفين من ابناء شعبكم عن طريق المراسلات او غيرها لتكون لكم فكره اوضح عما يتكلمون عنه عوض ان تقلل من شأنهم وهم الغيارى على كنيستهم وشعبها, فأولئك لو اصبحوا ذهباً و وضعته في جيبك لثقبوه وخرجوا منه !! وانا وانت نعلم هذا الكلام جيداً.

تحياتي و احترامي والى سبت آخر.

                                         ظافر شَنو