كوكب هوى

بدء بواسطة ابو افرام, مارس 26, 2012, 02:04:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ابو افرام

]

كوكب هوى
نظير جيد               انطونيوس السرياني              البابا شنودة  الثالث
هذه هي الحياة لابد من رقاد في النهاية ولكن رقاد البابا شنودة لم يكن حتى رقاداً لانه يقظ دائما في افكار وحواس من عرفه ومن شاهده في كل لقاءاته ومحاضراته .
الكل عرف ذلك القديس العظيم والمعزي الحكيم . الاخ والاب والصديق والقائد الخادم لن ترحل عنا يا سيدنا وان كنت قد رحلت بجسدك فانك باق في مخيلتنا وقلوبنا ولابد ان نلتقي في يوم الدينونة العظيم .. الى رحمة الله  اذكرنا بصلواتك
ونحن في برطلة بلدة العلماء وبمناسبة انتقال نيافته الى الخدور العلوية لا بد لنا من ان نستذكر تلك العلاقة الوثيقة بين قداسة المثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وقداسة المثلث الرحمات العلامة امير الموسيقة السريانية قي القرن العشرين البطريرك مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي والتي تشرفنا اذ نحن اهالي برطلة اولاد ذلك القديس البار .ومما يزيد لنا ذلك من فخر واعتزاز خاصة في يوم رسامة وجلوس البابا شنودة على الكرسي المرقسي حيث ارتجل قداسة البطريرك العلامة مار اغناطيوس يعقوب الثالث خطابا تاريخيا عظيما بعد صلاة الرسامة الخاصة برسامة البطاركة بحسب الطقس السرياني يبارك فيها جلوسه الميمون متحدثا عن مزايا وخصائل من اختارته العناية الالهية لكي يجلس على كرسي مار مرقس الرسول  وهذا نص لذلك الخطاب ...

[
بسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين
صاحب القداسة اصحاب الغبطة والنيافة والسيادة  .. ايا عباد الله
انه ليخلق بنا ان نطرب ونهلل ونسبح بحمد ابي الانوار الذي اعطى للكنيسة في هذه اللحظات الرهيبة روحه القدوس بلا مقدار اذ سكب قرن المسحة السماوية على من اختاره قبل ان يكون جنينا وميزه على اقرانه بموهبة مختلفة اختلاف النعمة المعطاة له كقول مار بولس الرسول . اجل، ان الله جلت احكامه عن الادراك وطرقه عن الاستقصاء اغدق في هذه البرهة العجيبة من علياء سمائه خيرة مواهبه على عظيم الاحبار والحبر الاعظم الا وهو الانبا شنودة العالم العامل، بل جعله مدينة حصينة وعمودا من حديد واسوارا من نحاس على الارض كما سبق فجعل نبيه ارميا، فلن يقوى عليه اركون هذا العالم.
والانبا شنودة هو من عرفته مؤمنٌ متنكبٌ عن كل امر ردء. التضحية ديدنه وحب الكنيسة والوطن شعاره وتقوى الله دثاره. كان في نفسه منذ نعومة اظفاره، ما يحفزه الى الانتظام في سلك النساك والعباد الذين عبقوا البرايا بعبير فضائلهم. فلما ترعرع واشبع نهمه من العلوم الطبيعية، ابى الا ان يقتفي اثر المعمدان ويترسم خُطى مار انطونيوس ابي الرهبان، فعزف عن زهرات الدنيا ونفض غبارها عن قدميه، وخرج الى البرية الى دير السريان حيث تمرس بفضائل العفة والطاعة والفقر الاختياري، وتبحر بالعلوم البيئية وروض نفسه على الصالحات الباقيات وهذب اخلاقا وطوق العلم بنفائس القلائد. ((فاذا به يتسنمُ الرتب الكهنوتية الواحدة تلو الاخرى، بينما العالم يتنسم منه شذى الطهر والنقاء)). حتى اذا جاء ((ملء الزمان)) رفعته العناية الربانية في هذا اليوم الاغر الى السدة الرسولية، بابا للاسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية . هكذا تجلبب بقوة من العلاء ليكون مرهوباً على الاعداء رؤساء الظلمة وسلاطينها. وقد حمل من جهة، رسالة جليلة من الله، الذي جعل كلامه في فيه ليعلن لشعبه ارادته الازلية الصالحة ومقاصده الشريفة،
عاملا على صيانة جوهرة الايمان القويم وتدعيم القيم الروحية والمُثُل العليا. ومن الجهة الاخرى وكالة خطيرة عن شعبه، ليوجه المؤمنين في النهج السوي، ويهدي الضالين سواء السبيل. بل ليخدم الجميع، منظما حالة نفوسهم مقوماً اعوجاجها ومجدداً قدمها، بما نال من المواهب، كما يليق بالوكلاء الصالحين على نعمة الله المتنوعة كقول مار بطرس الرسول.
حقا، لقد حمل هذه الوكالة ليكون ربانا حكيما يقود سفينة الكنيسة في خضم هذا العالم المتلاطم الى الهدف الاسمى، وشفيعا عن شعبه لدى الحضرة الالهية كالنبي موسى، وصخرة عنيدةً للعقيدة الارثوذكسية، يفزع اليه المؤمنون واثقين، وقائدا مثاليا في خدمة الوطن والمجتمع يعمل مع قادة البلاد المخلصين وفي طليعتهم سيادة الرئيس الجليل انور السادات، ما يوفر لشعبه ولبلاده حياةً افضل، ويسر كرسينا الرسولي الانطاكي، ان تتبوأ الكرسي الرسولي الاسكندري الشقيق، مثل هذه الشخصية الفذة. ذلك ان الكرسيين متحدان قلبا وقالبا. وكم تبادلا عبر الاجيال بنصب البطاركة، عربونا لهذا الاتحاد الوثيق فقد اخبرنا التاريخ ان مار يعقوب البرادعي الشهير، رسمه مطراناً مسكونيا . مار ثيودوسيوس الاسكندري في القسطنطينية في سنة 543 وحين اراد مار يعقوب  ان يرسم مطارنة للابرشيات الشاغرة، اتصل بثيودوسيوس ثم استصحب راهبين سريانيين الى مصر مع كتاب من ثيودوسيوس الى اساقفة مصر ليشتركوا معه في رسامتهما اسقفين كما اخبرنا تلميذه مار يوحنا الافسسي. المؤرخ السرياني الثقة، وفي سنة 550 رسم مار يعقوب تلميذ ثيودوسيوس، بطريركاً لانطاكية باسم بولس الثاني وكان مصرياً، في الوقت الذي كان فيه البابا دميانس الاسكندري سُريانيا جنسا. وفي سنة 649 تقلد البطريركية الانطاكية مار ثيودور وكان مصرياً. وفي سنة 689 رسم للكرسي الاسكندري البابا سيمون. وفي سنة 976 رسم له البابا ابرام او افرام المعروف بابن زرعة، وهو الذي ادخل صوم يونان او نينوى الى كنيسة مصر الصوم الذي كان ولايزال يصومه السريان، وذلك تذكارا لاعجوبة نقل جبل المقطم. وكان البابا مرقس الثالث في سنة 1166 ايضا كان مثل هذين الباباوين كانا سريانيا جنسا كما اثبت التاريخ.
فالكنيسة السريانية الانطاكية، تبتهج في هذا اليوم المحجل، وتتقدم بالتهانىء الصادقة من شقيقتها الكنيسة القبطية الاسكندرية – كنيسة الكرازة المرقسية – بمناسبة تنصيب رئيسها الهمام قداسة البابا شنودة الثالث. كما تتوجه من قداسته بآيات الاعجاب والاكبار، مهنئة متمنية له عمرا طويلا وتوفيقا جزيلا في رعاية كنيسة الله التي اقتناها بدمه، وذلك تحقيقا للرسالة وللوكالة اللتين حملهما في هذا اليوم من العلاء، ولمجد الله الاب والابن والروح القدس، والنعمة تشمل جميعكم بشفاعة والدة الاله مريم والكاروز مار مرقس وسائر الشهداء القديسين أمين.



l]

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة