النائب خالص إيشوع.. وماذا إن لم تضع؟!.جورج هسدو

بدء بواسطة baretly.net, مارس 31, 2011, 06:22:38 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

baretly.net

النائب خالص إيشوع.. وماذا إن لم تضع؟!.


جورج هسدو
g_hasado@yahoo.com


على خلفية ما تشهده بلدة برطلة من محاولات لتغيير واقعها الديمغرافي من خلال تخصيص أراضي شاسعة لبناء مجمعات سكنية عليها، قرأت قبل يومين تصريحاً للنائب خالص إيشوع يطالب فيه السلطات العراقية "بضرورة وضع حد للمشاكل التي يعاني منها أهالي سهل نينوى كالبطالة والسكن والتملك كي تستطيع مكونات هذه المنطقة التعايش بصورة سلمية".. السؤال المطروح هنا هو "وماذا إن لم تضع السلطات العراقية حداً لمثل هذه المشاكل؟، فهل سيكون لك أي وقفة أو رد فعل لإرغامها على الإلتفات لمعاناة أهالي منطقة سهل نينوى الذين انتخبوك لتعبر عن معاناتهم وطموحاتهم في مجلس النواب؟، وهل سيرتقي الأداء ويكون بمستوى القوة والطموح على الأقل في المسائل المفصلية والمصيرية التي تهم شعبنا؟".
سيدي العزيز.. حقيقة لقد شبعنا جميعاً من المطالبات المتواصلة على مدى سنوات دون أي فائدة في الوقت الذي شهدنا فيها تحقيق الكثير لباقي المكونات العراقية، وشجبنا واستنكرنا ورفعنا عقيرتنا مراراً ودبجنا البيانات تكراراً وطالبنا بـ (على الحكومة العراقية) و (مطلوب من مجلس النواب) و (ينبعي على مجلس المحافظة) و (إحنا ببخت رئيس الجمهورية) و (إحنا بشارب رئيس الإقليم) ولا من مجيب.. هل تعلم لماذا يا سيدي النائب؟، لأنهم جميعاً يدركون أن ردود أفعالنا لن ترتقي إلى المستوى الذي يحرجهم أو يجبرهم على الإنصات لمطالبنا، بدليل أن هناك العديد من القرى التي رفضت إقامة المشروع على أراضيها وهو ما يعني أنه قد تم إستشارة أهلها قبل تحديد الموقع، لكن مع شعبنا فأن الأمر مفروغ منه وليس هناك حاجة حتى للعلم.. والمضحك المبكي أن بعضنا يبادر إلى الدفاع عن قباحاتهم بحق شعبنا وخصوصياته والتي وصلت حد السخرية منا ومن مطالبنا خلف الكواليس والتبجح أمام الإعلام بأخوتنا وأصالتنا وشرعيتنا وغيرها من العبارات الرنانة التي لا تغني ولا تسمن، لتصل بنا القناعة إلى أن قضية شعبنا وطموحاته تنتهي عند كرسي البرلمان أو الحقيبة الوزارية أو حتى عند المنصب الإداري البسيط.
أستاذي المحترم.. نحن عندما نطالب بالدفع باتجاه مواقف وأفعال أقوى وأكثر حزماً لا نعني إطلاقاً السماح بإثارة النعرات وضرب التعايش الودي الذي هو المعيار الحقيقي لمواطنتنا وأخوتنا مع باقي المكونات، كما أننا لا نبرر لممارسة العنف في التعبير عن أهدافنا المشروعة.. بل اننا نطالب بتشجيع الجماهير وتحريكها لتؤدي دورها المطلوب في الثبات على مواقف شعبنا الوطنية والقومية والإصرار عل كامل حقنا الدستوري والمعنوي في الوطن، حيث اليوم هناك نظرية واحدة فقط تخيف الحكام والسلطات ألا وهي نظرية "الشارع المنتفض".. كما أني لست هنا في موقع إنتقادك بقدر ما أنا في موقع المدافع عن مصالح شعبنا التي فرطنا بها نحن قبل أن يهملها الآخرون، ولن أزايد وأعطي نفسي الحق في مطالبتك بمواقف وإجراءات ربما أنا نفسي ما كنت سأستطيع أن أتخذها لو كنت مكانك.. لكن في أضعف الإيمان إذا لم تكن لنا القدرة على الأفعال فلنترك الأقوال جانباً ونتحفظ على التصريحات، وقد تتفق معي أنه علينا أن لا نتسابق في التبرير لسلطة فاسدة وطائفية بحجة أننا مشاركون فيها.. أو أن نتبرأ حتى من المظاهرات العفوية التي لا يتجاوز عدد المشاركين فيها العشرات ونعلن عدم تأييدنا لها وأنها لا تعبر عن رأينا، ولا أدري من الذي سأل أصلاً عن (رأينا) في الموضوع، أم أننا نقوم بخطوة إستباقية عسى أن تضمن لنا المزيد من المكاسب أو.. الكراسي؟؟!!.
قبل أن أختم هذه المقالة أرغب بذكر حكمة قرأتها قبل فترة، إذ تقول (يا رب أعطني الشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره.. وأعطني الصبر لتقبل ما لا يمكن تغييره.. وأعطني الحكمة للتمييز بين الاثنين).