بمناسبة ذكرى مجزرة حلبجة /لويس مرقوس أيوب

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 20, 2016, 09:21:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بمناسبة ذكرى مجزرة حلبجة
النزعة الفئوية الاقصائية أساس الخراب الذي أصاب العراق     



برطلي . نت / بريد الموقع

بقلم لويس مرقوس أيوب
نائب رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان

NNN/HHRO
17/4/2016

الرحمة لجميع شهداء العراق فهم البذور التي ستنتج حقول الحرية والسلام ،كان الشعب العراقي ومازال لليوم هو من يدفع فواتير النزاعات والصراعات الدموية الهادفة الى تحقيق مصالح الانتهازيين من السياسيين الفاسدين في السيطرة والهيمنة على مقاليد السلطة والحكم فيه .حيث أتت هذه الصراعات التي إحدثت حروبا طاحنة إقليمية وداخلية كانت نتيجتها دمار البلد وتفتيت لحمته الوطنية، هذه الحروب والنزاعات هي صنيعة تلك الاحزاب الطائفية القومية تارة والدينية تارة اخرى . تلك الأحزاب القامعة للحريات العامة والمتسببة في اشكال الانتهاكات الصارخة من القتل والتهجير القسري والتغيير الديموغراقي تحت ذريعة حماية الامة والدين والوطن. فتارة تلك الأحزاب تحمل راية القومية وتارة أخرى تحمل راية الدين لتشرعن لافعالها الشنعاء من الذبح والسلخ والقتل . وتارة أخرى تكون الانتقامات على الدونية أو بحسب شهوة الحاكم وإتهامه الأخرين باللاوطنية .
إن ما حصل في العراق ومنذ تأسيسه ولليوم من جرائم القتل والابادة الجماعية إنما هو تاريخ أسود بوجه قادته، وهو صفحة سوداء لن ينساها التاريخ لدمويتها من الحروب والنزاعات ألتي تسببت في تفتيت المجتمع العراقي واضعفت الروح الوطنية بين مكوناته وذلك بتكريسها الطائفية بين صفوفه شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، فلازالت مجزرة سميل لليوم تنزف وتقطر دماُ على أبنائها الاشوريين الاصلاء، كما هي بنجوين المنكوبة بشعبها الكردي بنكبتها الكيماوية،كما ولازال تأثير التدمير البنيوي والمجتمعي والانساني لمجازر معارك الامثال السيئة الصيت بمراحلها المختلفة والتي أزالت الوجود والمعالم الاثرية والجغرافية بسبب التغيرات الديموغرافية للكثير من مناطق العراق ذات الخصوصية للكثير من مكونات العراق الاصيلة، حيث إقتلاع وتدمير القرى الاشورية والايزيدية والكردية والشبكية والكاكائية وغيرها من قرى المكونات العراقية، كما التفجير والتهديم الذي طال الكثير من الاماكن المقدسة من الاديرة والكنائس والمعابد الاثرية والتي يرقى تاريخها الى القرون الاولى الميلادية ، كما وأن تجريف وإحراق الاف البساتين المثمرة تسبب بالخسارة الاقتصادية الكبيرة لهذه المكونات بسبب عنجهيه الحاكم والحكومات الدموية التدميرية والاقصائية. إن جميع الحكومات العراقية بما فيها الحالية هي حكومات طائفية وفئوية وإقصائية، وهدفها وغرضها الاول والاساسي هو تحقيق مصالحها الضيقة الفئوية والقومية تحت ذريعة حماية العرق والدين وتأصيلهما . فهي لم تأت لتخدم المواطن العراقي أو لتوحيد الوطن، بل استخدمت المواطن كوسيلة لتحقيق مصالحها تحت عنوان الديمقراطية المغلفة بعباءة الدين والقومية ، وذلك تأتى من خلال ممارسات قمعية وسلطوية وجهوية على جميع أفراد الشعب... ولن تنتهي مأساة العراقيين يوماً ما مادام الفكر الاقصائي هو ذاته الحاكم ، لا بل ستبقى الدماء تسيل وتسيل لأزمان وفترات طويلة اخرى وبأشكال وعنوانين مختلفة ، لأن التغييب للرأي العام وفقدان الإرادة الوطنية ، كما أن إفتقاد المشروع الوطني للدولة العراقية وفقدانها للرؤية والإستراتيجية الوطنية في إيجاد أرضية مشتركة لجميع مكوناته لبناء الوطن هي الاخرى عاملاً مقلقاً لأستقراره وتحقيق الأمن فيه .
ما يحتاجه اليوم الوطن لتضميد جراحاته القديمة والجديده هي نكران الذات في التوجه المدني لبناء دولة القانون ( دولة المواطنة) لتحقيق العدالة الاجتماعية بعيداً عن كل المحاصصة الطائفية وكل أشكال التمييز السلبي للحفاظ على ما تبقى من كرامة الإنسان العراقي بعيداً عن اللون والعرق والطائفة والدين والثقافة المغلقة والمذهب .