مشاكســــة/ دعـــــوة لصلـــــب الضميــــــــر/ مال اللــــه فــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 02, 2016, 05:40:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

   مشاكســــة
دعـــــوة لصلـــــب الضميــــــــر
 



برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



في زمن الوعود الخيالية والعهود السرابية، لعل ابرز ما ميز ويميز تجربتنا (الثوريــــــة) وخصوصيتنا الوطنية عن العالم كله، بشرقه وغربه، بشماله وجنوبه، وبدوله النامية والنائمة والمتفائلة والمتشائمة، مصداقيتنا المفرطة جميعا في السراء والضراء وبلا تمييز او استثناء، فالجميع صادقون في اهدافهم وفي توجهاتهم وفي وعودهم وعهودهم وتصريحاتهم وتعاملاتهم وفي خطاباتهم السياسية، التي لو تحقق عشرها لجعلنا وزراء خارجية معظم الدول الشرقية والغربية يقفون في طوابير عند منافذنا الحدودية وخصوصا منفذ (زرباطيــــــة) الحصين، للحصول على نسخ من تجاربنا الثورية التي استطاعت ان تحقق العجائب والغرائب وان تدهش المتفائلين والمتشائمين والمسرعين والمترددين وخصوصا بعد ان حققنا وربما لاول مرة في التاريخ معادلة (اغنـــى الــــدول وافقــــر الشـــعوب)، وصبرا ثم صبرا يا ايوب، وذلك على الرغم من المؤامرة الامبريالية الدنيئة لمنظمة الشفافية الدولية التي سبق ان وضعتنا بالمرتبة الثانية على لائحة الدول الاكثر فساداً في العالم لأن هذه المنظمة (الحاقــــدة) لاتفهم اصلا قيمنا ولا مبادئنا ولا خصوصية تجربتنا التي امست في معظم اركانها واسسها تجسيدا عمليا للمدينة الفاضلة التي حلم بها وعجز عن تحقيقها اليونانيون وحققها لدينا بعض فرسان الفساد (الثوريــــــون) وفي مقدمتها سرقة رغيف خبز الفقراء والمعدمين حيث لم يعد لدينا من الفقراء الا مانسبته 30% فقط، والاستحواذ على تخصيصات المهجرين والنازحين حيث لم يعد لدينا منهم الا ثلاثة ملايين ونصف المليون يعيشون في كرفانات محترمة وخيام محترمة ربما لا يفتقر بعضها الا الى دورات المياه والتدفئة والمياه الصالحة للشرب وبذلك امست برفاهيتها اشبه بالجنائن المعلقة التي سبق ان شيدها نبوخذ نصر رحمه الله الى جانب تطبيق تجربتنا الاقتصادية الفريدة على بعض الوزارات والمؤسسات والدوائر تلك هي تجربة (قطـــاع خـــاص بإطـــار حكومـــي) لخدمة الشعب لأنها ملك (الشــــعب) اما مواردها وموازناتها فلا حاجة للشعب ان يعرف مبالغها ومصائرها... ورواتب وحصص ومخصصات وامتيازات مسؤوليها لان الاهم ان هذه الوزارات والمؤسسات والدوائر وفرت للشعب ارقى انواع الحياة الحرة الكريمة التي لن تصل الى مستواها دول وشعوب الاتحاد الاوربي بعد الف عام الا في الاحلام.
بيد ان المشكلة الحقيقية في هذه (المصداقيـــة) المفرطة تكمن في تحول حوارنا الوطني الحضاري وخصوصا ما يتعلق منه بمعضلة (المصالحـــة الوطنيــــة) مثلا ،الى اشبه بحوار اربعة اشخاص احدهم اطرش، والثاني اخرس، والثالث ضرير، والرابع اخرس واطرش وضرير، ولأن لغة التفاهم بين مثل هذه النماذج شبه مستحيلة، فإن الجميع موافقون على طروحات بعضهم البعض على الرغم من ان لا احد منهم يدرك غالباً اهداف خطط الاخرين واتجاهاتها لأن الاهم حضور (الضميــــر) .
فعندما يحضر الضمير فإن جميع القضايا المصيرية تسير في الاتجاه الصحيح فيشبع الفقراء... وينصف المظلومون ويتم وضع الفاسدين في دائرة الادانة، اما اذا غاب هذا الضمير سواء بسبب انشغاله بزيارة احدى دول الجوار لتلقي تعليمات محددة (لاتتناقـــض مـــع المصالــــح الوطنيـــة العليــــا بالطبــــع) ام بسبب انشغاله بالصفقات السياسية (النزيهــــة) ام بسبب ايفاداته المتواصلة لتأمين غذاء الشعب من ارقى المناشئ العالمية ومع ذلك فإن بعضها لايصلح للاستهلاك البشري فسوف تتمزق الاقنعة وتفوح الروائح (العطـــرة) للصفقات (النزيهــــــة) .
وللأسف الشديد فإن هذا (الضميــــر) كثيراً مايصاب بالجلطة الدماغيه وبالسكتة القلبية، او بارتفاع الضغط والسكر وانفلونزا الطيور وغالباً (بســــرطان البروســــتات) بسبب نشاطاته الوطنية الحميمة المتواصلة، عندها يختلط الحابل بالنابل، وترتفع درجات الفساد الى مستويات مخيفة وتتوارى النزاهة ولجانها خجلاً، ويصبح القتلة المعروفون (مجهولــــي الهويــــة) ويتمتع القانون باجازة مفتوحة وتتحول اجساد بعض السياسيين والمسؤولين والبرلمانيين الى اصابع طويلة تسابق الاخرين للاستحواذ على مايمكن استحواذه من (الكعكــــة الوطنيــــة) تحت لافتات المصلحة العامة.
لقد ادت التعقيدات الامنية ومسيرة (المصارعــــة الوطنيــــة) وضمانات تواصل (العــــراك السياســـي) الى مضاعفة حالات تغييب الضمير فمرة تتطلب (المصلحـــة العامــــة) اختطاف الضمير ليتسنى اصدار العفو عن المسؤولين الفاسدين.. ومرة يتطلب احتجازه لامرار صفقات معينة، وفي مكان آخر يرغم على تناول المهدئات التي تلقي به في غياهب النوم العميق ليتسنى تهميش المكونات الاساسية في الطيف الوطني وفي اخرى يرغم على الاقامة الجبرية... لحين امرار (الصفقــــات الوطنيــــة النزيهــــة) التي تكفل مصالح وحقوق (الجميــــع) باستثناء الفقراء الامبرياليين المتآمرين الذين تحالفوا مع الطرف الخاسر في معظم المعادلات السياسية، ذلك هو (الضميـــــر) .
لذلك وفي الوقت الذي راحت فيه ثروات واموال وممتلكات وقصور واساطيل سيارات وارصدة بعض المسؤولين تتناسل بسرعة وتنجب ابناء واحفاداً جدداً في البنوك الاجنبية، فإن الفقراء مازالوا فقراء، والمتسولين مازالوا يتسولون، والجائعين في واحدة من اغنى البلاد النفطية مازالوا يبحثون عن بقايا طعام في سلال القمامة والعاطلين مازالوا يطرقون آلاف الابواب بحثاً عن فرصة عمل متواضعة حتى لو كانت في المريخ او في الربع الخالي او في القطب المنجمد الشمالي دون ان يجدوها، ولم يؤثر على اوضاع الفقراء والجياع والمعدمين والعاطلين لا صعود الدولار ولا ارتفاعه، ولا اشتعال اسعار النفط ولا انكفاؤها ومع ذلك فإنهم وبقية المسؤولين النزيهين مازالوا متمسكين بهذا الحاضر الغائب الذي يسمونه (الضميــــر) والذي بات يرقد في صالة العناية المركزة يوشك ان يلفظ انفاسه الاخيرة.
الغريب والعجيب والمثير للدهشة والتساؤل والاستفزاز احياناً هو ان معظم المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والوزراء ورؤساء العشائر والافخاذ.. والاحزاب والتحالفات والكيانات ومنظمات المجتمع المدني وباعة الغاز والفلافل والعمبة والملابس المستعملة والجزارون يتحدثون بلغة واحدة حول النزاهة والضمير والمصلحة العامة وحقوق الانسان واحترام الدستور، اذاً من المسؤول عن مآسي الوطن ونكباته ومعاناته.. ومأسيه وسرقة امواله ورغيف الخبز من افواه فقرائه !! والاهم ، من يقبض من الخارج ليشعل الحرائق في الداخل!؟
يقينا ان المسؤول عن كل كوارثنا ونكباتنا وعن الفساد المالي والسياسي وعن كل ازماتنا هو هذا العدو الامبريالي الحاقد اللئيم الذي يدعى (الضميــــر) ومثلما اعدمه بعض المسؤولين (النزيهيــــن) الاف المرات هيا لنصلبه من جديد وننقذ الوطن من شروره لان هذا اللعين يمتلك كل الحقائق ولابد من اسكاته حتى لاتفوح الروائح النتنة. من ملفاته العفنة.