تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الخالة "وديعة" وعيد الام !!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, مايو 26, 2012, 09:06:16 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

  الخالة "وديعة" وعيد الام !!

متي كلو

" إن اعذب ما تتفوه به الشفاه البشرية هو لفظة الأم"
جبران خليل جبران


قبل ان اذهب لحضور دعوة غداء اقامها اولادي للاحتفال بعيد الام ، عرجت على صديقي الذي يملك محل تجاري، لمجالسته ، ونحن نتجاذب اطراف الحديث حول هذا العيد الذي يحتفل به اغلب شعوب العالم والذي يستعد الابناء لتقديم التهاني والهدايا بهذه المناسبة الى امهاتهم ، التي كرمتها جميع الكتب السماوية.
كانت الساعة الواحدة ظهرا ، كان الجو باردا مع تساقط رذاذ من ألمطر شاهدنا امرأة في اواسط العقد السادس من عمرها، تحمل أكياس من الخضروات وهي تسير على الرصيف المقابل لمكتب صديقي ألتجاري ولم يمضى أكثر من نصف ساعة ، اتجهت إلى محلات التسوق ، ثم عادت مقابل المكتب واتكأت على حائط احد المنازل، قلت لصديقي :
- هل تعرف هذه المرأة؟
- أجابني :
نعم اعرفها، واعتقد انها تسكن بالقرب من مكتبي.
- اعتقد إنها في مشكلة لاني أشاهدها تذهب يمينا ثم تعود شمالا وهي محملة بأكياس ربما تكون ثقيلة .
تركني صاحبي وقطع الشارع واسر ع إليها اخذ يكلمها وهو يأخذ منها الاكياس،.
ثم مسك بيدها باتجاه المكتب،.
دخل وهي ترافقه، طلب منها الجلوس على مقعده المكتبي لتأخذ قسطا من الراحة، وضع ما تحمله على منضدة المكتب.
قدم لها قنينة من الماء البارد ، .
ثم قال لي:
- الخالة "وديعة"
- اهلا بك "ام ..."
- انا ام وليد .
- اهلا بك ام وليد ، وأجمل التهاني بمناسبة عيد الام.
نظرت الي وعلامات الحزن على محياها، احسست بان لها اولاد ولكن كما يبدو لي انهم بعيدون عنها وخاصة في هذا اليوم ،الذي يتسابق الابناء الى امهاتهم لتقديم الهدايا والتهاني في عيد الام، لزمت الصمت، قالت لي:
- كيف اشعر بعيدي وأولادي الاربعة بعيدون عني.
- قلت لها:
- المهم انهم بخير ولابد ان يتصلوا بك هاتفيا لتهنئتك و.. قاطعتني :
- الثلاثة يسكنون في هذه المدينة و لايتصلون او يسالون عني الا فيما ندر، بحجة انشغالهم باعمالهم وشؤون اسرهم ، وحتى في الاعياد الاخرى لا احد منهم يسال عني او يزورني او يتصل بي الا نادرا ، سوى ابنتي التي مازالت تعيش في بغداد وتتصل بين حين واخر.
- وهل زوجات ابناءك من الجالية ؟
نعم كلهم واحداهن بنت اختي!! توقفت عن الحديث دقائق لتخرج منديلها وتمسح دموع سقطت على وجنتيها .
- قال لها صديقي:
هل استطيع اوصلك بسيارتي ام ترغبين بقسطا اخر من الراحة.
- لا يا سيدي ، اتمنى ان اصل الى منزلي والى فراشي لاني اشعر بتعب شديد ، بعد حمل هذه الاكياس لاني اعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم .
امسك بيدها لتنهض، وحمل الأكياس وسار بها الى حيث تقف سيارته في المراب المجاور للمكتب، توقف لحظات ليقول لي:
- دقائق وأعود اليك.
تأخر غيابه اكثر من 45 دقيقة وانأ بانتظاره لكي التحق بإفراد عائلتي للاحتفال معا بعيد إلام،
عاد صديقي ومعه ام وليد قائلا :
- الظاهر ان صحتها على غير ما يرام ولهذا لم تستطيع ان تدلني على منزلها .
اقترحت ان اصطحبها الى منزلي لكي تحتفل مع والدتي وزوجتي وبناتي وأخي وزوجته بعيد الام..و..
وهنا قاطعت كلامه قائلة:
- لحظة اعتقد في محفظتي هاتف ابني الكبير.
مد صديقي يده ليلتقط الورقة التي اخرجتها من المحفظة ليتصل بابنها وليد.
اتصل بابنها وليد ومستفسرا منه عن عنوان والدته وانهأ تعاني من بعض التعب.
اجاب وليد:
- انا مشغول الان مع اصحابي ، .
سوف اتصل بك لاحقا عندما اجد الوقت للاتصال واغلق الهاتف.!!

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة