أكاديمية شيعية بين أهل بَرطُلِّة!

بدء بواسطة matoka, يوليو 03, 2012, 09:23:16 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

أكاديمية شيعية بين أهل بَرطُلِّة!


أمام هذا الهياج الدِّيني، المصلحي في أغلبه، بدوافع حزبية مزايدة بعلي بن أبي طالب، ستتحول برطلة المسيحية إلى مكان لتسيير المواكب، وإحياء محرم وصفر، والوفيات والولادات، وسيصبح البرطليون خارج مدينتهم.






تاريخ عريق مهدد بالزوال





ميدل ايست أونلاين
رشيد الخيُّون



أخطر ما يتعرض له الشَّاعر بالمظلومية، بعد أن يصبح متنفذاً، أن يحاول عكس ما في دواخله لظلم الآخرين. فبدلاً مِن أن ينهض لإزالتها يصبها على غيره باستغلال قلتهم أو ضعفهم، هذا ما أراه، إن صدقت رسالة الوقف الشِّيعي بالموصل لاستحداث مسجد وأكاديمية شيعية بمنطقة برطلة، أو برطلي، المسيحية، حسب رسالة رئيس الوقف الشِّيعي بالموصل محمد إدريس خضر، والمؤرخة في 7 حزيران (يونيو) 2012. بقصد الاستحواذ على ما يمكن استحواذه من الأرض في ظل هذه الأوضاع السَّائبة، مِن جهة، ومِن جهة أخرى لمحاولة إضفاء الطَّابع الشِّيعي الحزبي على المنطقة، ومنه الضغط على هؤلاء ليكونوا بين أمرين: الرحيل أم الانصياع وإشهار الإسلام. وبالخلاصة الشُّعور بالمظلومية سيقود إلى ممارسة الظُّلم.

بطبيعة الحال، ونحن أمام هذا الهياج الدِّيني الشَّعبي، المصلحي في أغلبه، بدوافع الأحزاب والمنظمات المزايدة على الآخرين بعلي بن أبي طالب وعترته، ستتحول برطلة إلى مكان لتسيير المواكب، وإحياء شهر محرم وصفر، ووفيات أربعة عشر معصوماً، فيصبح البرطليون خارج مدينتهم على مدار العام. صورة الكتاب نُشرت، وبما أنه لم ينفها الوقف الشِّيعي، فهي صحيحة إذن، وإذا ظهر غير ذلك، فأعلن اعتذاري مسبقاً وبملامة، مع التَّمني أن تكون الرِّسالة ملفقة. لأنها لو كانت صحيحة فهي واحدة مِن الكوارث، في إزاحة أهل العِراق الأُصلاء مِن على أرضهم، مع أن مدافن أجدادهم ترتقي إلى العهد البابلي والآشوري.

لقد أساء السَّابقون وقلب اسم برطلة إلى الحمدانيين، وهو في هذا لا يبدو طائفياً، فمعلوم أن الحمدانيين، على ما أظن، نسبة إلى سيف الدَّولة الحمداني (ت 356 هـ)وأسرته، الذي اشتهر عن طريق شاعره أبي الطَّيب المتنبي (قُتل 354 هـ)، ومعلوم أن السُّلطة الحمدانية كانت تمتد مِن حلب إلى الموصل، وأُسرته، وكانوا أولئك شيعة، لكنها كانت على خصومة مع البويهيين (334 – 447 هـ)، وهؤلاء أُسرة شيعية أيضاً، وإن كانت بتقاليد زيدية. إنها السِّياسة يا ناس، مثلها مثل حُسينية برطلة.

برطلة مِن الأسماء الآرامية، الضَّاربة في القِدم بالعراق، وهي على الطَّريق الذَّاهب مِن الموصل إلى أربيل، ومعناها «بيت رطلي»، أي «موضع صُنع الأرطال والأوزان». وقيل لفظها برطليا أي «ابن الصَّبي» (مجلة سومر، أُصول أسماء الأمكنة العراقية).

قلنا أنها قديمة، ويذكرها ياقوت الحموي (ت 626 هـ) قائلاً: «بَرطُلِّي... قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل مِن أعمال نينوى، كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشِّراء، يبلغ دخلها عشرين ألف دينار حمراء، والغالب على أهلها النَّصرانية)،  ولهم بُقول وخسٌ جيد يُضرب به المثل، وشربهم مِن الآبار» (معجم البلدان). لا نعلم فربَّما ادعى الوقف الشِّيعي بخبر الحموي، فأراد التَّسابق لبناء مسجد وأكاديمية، طبعاً لها طابعها الحزبي لا ناقة للشيعة فيها ولا جمل.

كنت كتبت عن المدن والقرى العِراقية المسبوقة بحرف الباء، في الأسبوعية أيضاً (2008)، وهي اختصار «بيث» ومعناها بيت وهي آرامية وسريانية في غالبيتها: بغداد إلى البصرة وبعقوبا وبعشيقا وبحزاني وباعذرة وباصيدا وباجسرى وغيرها. أقول: ما قيمة تاريخية شعورك بالمظلومية وأنت تمارسها لظلم الآخرين. دعوا بَرطُلِّي كما هي، ولا ترفعوا الآذان للبغضاء، والبكاء على الحسين لقهر الآخرين. أليس المفروض أن يُطمأن هؤلاء بدلاً مِن محاولات إزاحتهم، في ما بقي لهم مِن قرى وقصبات!








  تاريخ عريق مهدد بالزوال




Matty AL Mache