من أنت يا لُكع كي تقرر .. ببقاء المسيحيين من عدمه في العراق !؟

بدء بواسطة جون شمعـون آل سُوسْو, سبتمبر 23, 2012, 09:51:09 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

جون شمعـون آل سُوسْو

من أنت يا لُكع كي تقرر .. ببقاء المسيحيين من عدمه في العراق !؟

شبكة ذي قـار
م . جبار الياسري / كربلاء

صدق من قال ( لا خير في حسن الجسوم وطولها , إذا لم يزن حسن الجسوم عقول ) .. وقال شاعرنا الرصافي : ( لا خير في وطنٍ يكون السيف .. عند جبانه والمال عند بخيله ) , وقال أيضاً وكأنه يتنبأ بما ستؤول إليه الأمور في العراق مستقبلاً .. ( من أين يرجى للعراق تقدماً وسبيل ممتلكيه غير سبيله ) .

من نكد الدنيا على العراق وشعبه أن يتسيد الرعاع من أصحاب الشهادات المزورة , والنياشين والرتب العسكرية التي تمنح لكل من هب ودب على أساس الولاء والانتماء الطائفي أو الحزبي .. وعلى أساس اختيار الأكفأ خاصةً في مجال الإيغال بقتل العراقيين والولوغ بدمائهم بشكل غير مسبوق , واختيار الأكفأ ابتكاراً وممارسةً لطرق التعذيب وامتهان كرامة وآدمية الإنسان العراقي بشكل سادي مقزز تقشعر لمجرد السماع به الأبدان , فما بالك عندما نشاهده وهو يمارس على المعتقلين من خلال ما ينشر من أفلام شحيحة وصور , ناهيك عن آثاره ومخلفاته السلبية المدمرة على نفسية الضحايا وعوائلهم , هكذا يتم انتقاء واختيار أغلب القادة الأمنيين والمحققين اليوم في العراق الجديد .. وليس على أساس الكفاءة والانتماء الوطني ,أغلبهم يرسلون حسب الواسطة والشهادة المزورة أو دفع الرشوة في دورات تدريبية هنا وهناك , ليعودوا قادة أمنيين بدون أي خبرة بما فيها طريقة التعامل الإنساني والأخلاقي والاجتماعي مع أبناء جلدتهم .

إن أغلب من نراهم أو نسمع بهم من هؤلاء القادة الأمنيين الجدد ليس لهم علاقة بالمؤسسة العسكرية أو الأمنية لا من قريب ولا من بعيد , جلهم من أصحاب المهن التي لا تسمح لصاحبها أن يتبوأ هذه المناصب الحساسة في أي دولة تحترم سيادتها وأمنها وأرواح ودماء أبناء شعبها , نرى .. للأسف مع جل احترامنا لهذه المهن ولأصحابها الذين يزاولونها بشرف وأمانة وإخلاص لخدمة أبناء بلدهم , نرى السواد الأعظم من هؤلاء من كان قبل دخول الاحتلال .. قصاب أو بائع خضار أو ميكانيك سيارات ( بنجرجي أو فيترجي ) أو خباز وغيرها من الأعمال الحرة الشريفة .. لا يمكن أن بأي حال من الأحوال تبوء مثل هذه الأماكن والمراكز الحساسة .

إن الدول التي تحترم سيادتها الوطنية وشعوبها تضع الرجل المناسب في المكان المناسب , ولا تسمح لرجل أمي أو جاهل أن يتبوأ منصب قيادي أو سيادي خاصة في مجال حماية أمن وسيادة الوطن الداخلية والخارجية , وتقوم بإنشاء المعاهد والجامعات والكليات العسكرية والأمنية وترسل البعثات إلى أرقى المعاهد والكليات الأجنبية من أجل إعداد وتخريج نخبة كفوءة تقود البلد إلى بر الأمن الأمان , وتسهر على حماية أمن كافة أبناء الوطن , وتحترم المواطن الصالح على أساس المواطنة فقط , وتقوم بردع أي مخالف للقوانين مهما كان موقعه في المجتمع أو الدولة , ولا فرق بين مواطن وآخر على أساس الانتماء القومي أو الديني أو الطائفي المذهبي , وقد حرصت الدولة العراقية منذ تأسيسها بغض النظر عن نوع الحكم القائم فيها , بإعداد أفضل الكوادر والنخب إعداد جيداً يليق بحضارة وتاريخ هذا البلد ورقي هذا الشعب , ولم يسمح في أي عهد من العهود التي تعاقبت على العراق بأن يتم تعين أبسط موظف في دوائر الدولة بما فيها شرطي المرور العادي الذي ينظم فقط سير المركبات في الشارع أن يكون غير مؤهلاً وغير معد إعداداً جيداً .


هذه الأمور وهذه العوامل التي أشرنا إليها في سياق هذه المقدمة المقتضبة , بسبب التدهور الأمني الذي يحصد يومياً مئات الأبرياء على مدى 9 سنوات, في بلد بحجم إمكانيات العراق المادية والبشرية , وتستورد له بمليارات الدولارات سنوياً أحدث الأجهزة والأسلحة , من المفروض أن ينعم أهله بالأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي , وأن لا تقع فيه مثل هذه الأحداث الإرهابية المتكررة أبداً , خاصةً عندما تتوفر الخبرة والإرادة الوطنية للساسة وصناع القرار , وعندما يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

فبالإضافة إلى كل هذه الخروقات الأمنية والكوارث التي حلت بهذا البلد على مدى التسع سنوات الماضية والتي أثبتت الحكومة والأجهزة الأمنية فشلها الذريع وعجزها وعدم قدرتها من السيطرة على الملف الأمني , هنالك كارثة أبشع منها بكثير تجري وتسير بالتوازي مع هذا الفشل الأمني , وهو مخطط خبيث حيك ويحاك قبل وبعد دخول الاحتلال , ويطبخ على نار تارة مستعرة مجنونة التهمت واغتالت خيرة أبناء العراق بواسطة التفجيرات وكواتم الصوت , وتارة أخرى على نار هادئة حسب قوة العاصفة التي تعصف بالعراق منذ 9 سنوات.

الخطة أصبحت مكشوفة ومفضوحة حتى لدى أبسط العراقيين , نجد أحياناً تستخدم لتنفيذها وتمريرها أسخف وأرخص الأساليب , ولم يسلم أحد من دائرة الاستهداف سوى أن كانوا من العرب أو من الأكراد .. مسلمين كانوا أم مسيحيين أم صابئة .. أم إيزديين الكل دفع ضريبة الاحتلاليين .

لكننا كعراقيين رغم حجم المأساة التي طالت جميع مكونات العراق , نقف مصدومين ومستغربين ومتسائلين في نفس الوقت عن سبب وسر استهداف أخواننا المسيحيين بهذه الطريقة ؟, كونهم مكون مسالم وديع ليس له علاقة بالطائفية أو المذهبية أو بالإسلام السياسي الحالي , ونصاب بالذهول عندما تستهدف الأديرة والكنائس التي تتعانق مع المساجد في جميع القرى والمدن العراقية , والتي تطرز وجه العراق الباسم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب , وتضيف جمالاً ورونقاً مكملاً لهذا الموزاييك العراقي الفريد والمتميز عبر التاريخ .

استهدفوا كنيسة النجاة في بغداد بالأمس القريب بحجة مكافحة الإرهاب , والآن المداهمات الليلية العشوائية التي يشنها ضباع وذئاب ما يسمى الأجهزة الأمنية تنشر الخوف والرعب وتثير الذعر بين ما تبقى من أخواننا المسيحيين في بغداد والموصل , وخاصة الصولات الليلية على النوادي والمراكز الثقافية وغيرها من الأماكن التي يرتادها أبناء هذه الطائفة بحجج واهية , وبأنها تمارس بيع الخمور واللهو واللعب أي كونها ملاهي ليلية ؟, في حين تقف أجهزتنا الأمنية وقادتها الأشاوس مشلولين الإرادة وعديمي الحيلة .. أما انتشار بيع المخدرات من حبوب الهلوسة والترياق والحشيشة الإيرانية بكل ألوانه وأنواعها , ناهيك عن انتشار ظاهرة زواج المتعة بشكل جنوني ومخيف , حتى وصل الأمر مساومة العراقيات اللواتي يتقدمن إلى أي وظيفة بالموافقة على زواج المتعة لعدة ساعات مقابل التعين في أي دائرة من دوائر الدولة !؟, هذا بالإضافة إلى انتشار مرض الأيدز القاتل ( مرض نقص المناعة المكتسب ) بشكل مخيف بسبب ممارسة زواج المتعة وغيره من انتشار منظم لأماكن الرذيلة والفسوق والانحطاط الأخلاقي .

لكن بالمقابل نرى قادة بعض الأجهزة الأمنية وعلى رأسهم الفريق فاروق الأعرجي يقوم بغزواته الليلية في الأماكن التي يتواجد فيه المسيحيين بكثافة , فيهددهم ويصرخ بهم وينعتهم بأقسى العبارات ويذلهم .. ويقول لهم بالحرف الواحد حسب ما نقله لنا شهود أعيان كانوا في مكان الحادث , ما الذي يبقيكم في العراق لحد الآن ...؟, لماذا لا تلحقوا بأهلكم في السويد وأستراليا , وكأنه هو من يقرر أو يبت ببقائهم من عدمه في العراق الذي يعتبر موطنهم وموطن آبائهم وأجدادهم منذ فجر التاريخ ؟؟؟.

من هنا .. كعراقيين شركاء في الوطن أليس من حقنا أن نتسائل ... أين حقوق المواطنة ؟, أين العدالة ؟ أين القضاء العراقي النزيه جداً ؟, وأين دولة رئيس وزراء القانون من هذه التجاوزات وهذه الانتهاكات بحق أبناء العراق الأصليين ؟, لماذا لا تعلنونها صراحةً .. وتصدرون قانوناً جديداً أو تضيفون فقرة جديدة لدستوركم الجديد .. ( إخلاء العراق من المكون المسيحي ) لأنه غير مرغوب فيه !؟, وبأن الغرض والهدف من وراء كل هذه الممارسات والألاعيب هو تفريغ العراق من سكانه الأصليين من المكون المسيحي تحديداً , من أولئك الذين قطنوا وسكنوا العراق قبلنا بآلاف السنيين , لماذا اليوم ومنذ بداية احتلال وتدمير العراق , تمارس عليهم تحت يافطة هذه الفرية المزعومة ( الديمقراطية ) أبشع أساليب القهر والقتل والخطف والتهجير والتشريد , كما مورست منذ بداية الاحتلال أبشع أساليب القتل والتهجير والخطف بحق الكفاءات العراقية المختلفة , من أجل تفريغ العراق وإفقاره من معين العلم والعلماء , كي لا يتمكن هذا البلد من النهوض مرة أخرى .

إن ما يمارسه ما يسمى بالقادة الأمنيين بحق كافة أبناء العراق ومنهم أهلنا وإخواننا المسيحيين في الفترة الأخيرة من ممارسات تعسفية يندى لها الجبين , وتتعارض مع جميع القيم والعادات والتقاليد العربية والإسلامية , لأن المسيحيين وحتى اليهود عاشوا في كنف الدولة الإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً معززين مكرمين , وقد قال رسول الإنسانية سينا محمد ( ص ) بحقهم قولته الشهيرة ( من آذى ذمياً فقد آذاني ) وأنهم أصحاب دين سماوي وأهل ذمة لدينا كمسلمين , واجبنا الديني والأخلاقي حمايتهم والدفاع عنهم بكل الوسائل , ناهيك عن كونهم عرب أقحاح دافعوا عن مجد وكرامة وتاريخ هذه الأمة ومبادئها القومية العربية , ولازالوا يدافعون في جميع المحافل الدولية عنها , وإن من يستهدفهم اليوم لا يستهدف الإسلام فحسب , بل يستهدف العروبة بالصميم , لذا نحذر ونهيب بأهلنا في العراق وجميع الدول العربية والإسلامية من هذا المشروع الصفوي الصهيوني الذي يستهدفهم بشكل وقح وفج أحد أهم مكونات الأمة العربية والإسلامية , تحت مسميات لا تمت للدين والأخلاق العربية والعراقية خاصة .. بأي صلة .

من هنا نجزم بأن من يستهدف أهلنا وإخواننا المسيحيين سوى أن كان في العراق على مدى هذه الفترة المظلمة من تاريخه الحديث , أو في سوريا منذ سنتين أو في لبنان هو نفس الفاعل ونفس المجرم الذي يستهدف كل من يقف عائقاً بوجه مخططاته وأطماعه , ويقتص من العرب بغض النظر عن انتمائهم العقائدي أو الديني لغاية في نفس يعقوب , وثأر قومي قديم في نفوس البعض , يريدون أن ينتقموا من كل من تسبب أو ساهم في زوال ملكهم وإمبراطوريتهم , ويجب علينا أيضاً أن نعي حقيقة ربما غائبة عن ذاكرة البعض بأن العرب الذي استعادوا العراق من الهيمنة الفارسية هم عرب مسلمون ومسيحيون توحدوا تحت راية الإسلام فجاء النصر سريعاً , ومن الجدير بالإشارة أن الذي قتل ( المرزبان ) الفارسي في معركة القادسية كان مسيحيا عراقياً من بني تغلب , لهذا نرى أحفادهم اليوم يصبون جام غضبهم على أهل العراق مسلمين ومسيحيين بدون فرق أو تمييز .

أخيراً نقول للفريق ( فاروق الأعرجي ) , والمجموعة التي يقودها في بغداد , أقرأ التاريخ جيداً وأتق الله بأهل العراق فإن الظلم والطغيان والتعسف لم ولن يدون أبداً , وإن دام دمر .. وأول من يُدمر به هم أصحابه وأعلم يا فاروق أيضاً بأن الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك. والسلام على من أتبع الهدى .



alyasiry_ali@yahoo.com