هل سيفلح السينودس القادم في إصلاح الكنيسة الكلدانية ؟ / ليون برخو

بدء بواسطة matoka, ديسمبر 01, 2012, 02:17:44 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

هل سيفلح السينودس القادم في إصلاح الكنيسة الكلدانية؟ رد على الدكتور رابي





  ليون برخو
جامعة يونشوبنك – السويد


برطلي . نت / بريد الموقع



مقدمة

قرأت المقال الذي كتبه الدكتور عبدالله مرقس رابي (رابط 1) حول السينودس وإمكانية إصلاح ما أفسده الدهر فيما يتعلق بالشؤون التنظيمية والإدارية والليتورجية للكنيسة الكلدانية. والحق يقال ان المقال بمثابة بحث علمي حيث يتجاوز عدد كلماته 3000 وإن عززناهبالملخص والهوامش والمراجع والتوثيق العلمي لكنا أمام مقال أكاديمي بإمتياز.

ومقال الدكتور رابي ليس الوحيد حيث كتب عن إمكانية إنعقاد السينودس القادم زملاء كلدان أخرين وكان المادة الرئيسية للمقابلة الإذاعية التي أجراها  الصحفي المعروف ولسن يونان مع المطران لويس ساكو.
ويبدو أن إنتقاد مؤسسة الكنيسة الكلدانية (مؤسسة وليس رسالة سماء) صار مادة دسمة للنقاش بعد سلسلة المقالات التي كتبتها قبل حوالي ثلاث سنوات والتي كانتغايتها الإصلاح وبسرعة وقبل فوات الآوان. اليوم لم يعد الإنتقاد حصرا علي فدخل الحلبة زملاء أخرون وتناوله بالتفصيل بعض رجال الدين من الكدان.

لماذا مؤسسة وليس رسالة سماء
عندما ظهرت مقالاتي التي تنتقد المؤسسة الكنسية  أتاني عتاب وهجوم من كثيرمن مثقفي شعبنا الكلداني لأن أغلبهم حينئذ ربما فاته أنه علينا ان نميز بين الكنيسة كمؤسسة تنظمية وإدارية ومالية وطقسية وغيرها من الشؤون الدنيوية والكنيسة كرسالة سماء. والدكتور رابي يشير إلى ذلك صراحة حيث يقول إن هدفه "تغير الحال في مؤسستنا الدينية متجنبا الجوانب المتعلقة بالإيمان."  وهذا كان ولا يزال الهدف الرئسي من النقد من قبلي. الإيمان مبني على المسيح وإنجيله – رسالة السماء. المؤسسة مبنية على الإدارة والتنظيم والأداء  وما يتعلق بهم من علاقات تنظيمية بين الرأس والقاعدة وعليه من حقنا كلنا كأعضاء في هذه المؤسسة ان يكون لنا دور في شؤونها التنظيمية والإدارية لأنها إن إقتصرت على رجال الدين لإنتهت.

وأبدع ما قرأته حتى الأن من خطاب يبرهن فيه الكتاب الكلدان على ان هناك فرقا كبيرا جدا بين الكنيسة كمؤسسة والكنيسة كرسالة  سماء وأنه على الكلدان ان يعوا وقبل فوات الآوان ان ملكوت السماوات ليس مرتبطا برجل  الدين مهما علا شأنه ومقامه كان مقال للزميل زيد ميشو (رابط 1) عن الكاهن التاجر والمؤمن الصامت وأعقبه مقال أخر للزميل مايكل سيبي (رابط 2) يظهر بجلاء البون الشاسع بين ملكوت السماء ومؤسسة رجال الدين. الزميلان لا يذكران السينودس مباشرة ولكن الدكتور رابي يؤشر في مقاله وبطريقة تكاد تكون مباشرة الإنقسامات الشديدة بين كبار رجل ديننا (الإنجيل – رسالة السماء – براء من من هذه الممارسات المؤسساتية) ويهدد بشكل مبطن بربيع كلداني إن فشل السينودس القادم في إصلاح الكنيسة.

ولماذا نذهب بعيدا. الذي يريد ان يعرف الفرق بين المؤسسة الدينية ورسالة السماء ما عليه إلا ان يقرأ متي (23 ) الإصحاح الذي هو قراءة إلزامية للأحد الأخير من سابوع قودش عيتا في ليتورجيا كنيستنا المشرقية. المسيح يوجه سهامه صوب الفريسيين الذين حولوا الإيمان وملكوت الله إلى ممارسات مؤسساتية خدمة لمصلحتهم ومصالحهم المؤسساتية. ولا يجوز هنا الإختفاء وراء عباءة ان المسيح وجه نقده اللاذع للمؤسسة اليهودية وليس للمؤسسة الكنسية. هذا تفسير خاطىء لأن الإنجيل موجه لنا قبل غيرنا. الإنجيل أغلبه خطاب متلقيه من الفريسيين واليهود. هذا لا يعني أبدا أننا لسنا المعنيين.

أين الخلل؟
الخلل في المؤسسة الكنسية ذاتها ويطلق عليهاالدكتور رابي "الذات المؤسساتية." وشبهتها في كثير من مقالاتي "بحارة غوار الطوشي: كل من إيدو إلو." كيف وصلنا إلى هذه المرحلة والتي قال عنها المطران لويس ساكو في المقابلة إن الكلدان برمتهم تأذوا منها كثيرا؟ بمعنى أخر ما هي الأسباب التي أوصلتنا إلى مرحلة مريرة ومؤلمة كالتي نعيشها الأن.
عندما نصل إلى الأسباب أراني في الصف المخالف والمعاكس للدكتور رابي ولكل الذين كتبوا عنها. الكل تقريبا يعزوا المحنة المؤسساتية التي تمر بها كنيسة المشرق الكلداينة  إلى الرئاسة. ولكن هل هذا صحيح؟
أقول وبصراحة وكواحد من الكلدان الذين تيسر لهم الإطلاع على بواطن الأمور إن لوم الرئاسة المتمثلة بالبطريرك او معاونيه  لا أساس له من الصحة ويرقى في كثير من تفاصيله إلى التهرب من المسؤولية او الهروب إلى الأمام.

الرئاسة والذات المؤسساتية
وكأن الرئاسة الحالية غريبة وغير معنية بالوضع المؤسساتي العام. ألم تكن هذه الرئاسة حاضرة وبقوة منذ عقود طويلة حيث كان البطريرك الحالي أسقفا لبغداد ونائبا بطريركيا في عهد البطيرك بولس شيخو والبطريرك روفائيل بيداويذ؟ ألم يكن هو الإداري البارز وقلما أتخذ قرارا في فترة تواجده بقرب رأس الهرم دون إستشارته او من قبله؟ لن نغوص في التفاصيل.

ماذا جرى إذا؟
ما جرى يرقى إلى مصاف كارثة مؤسساتية لا سيما في الإجتماعات السينودسية. كان البطيرك الحالي قد قدم إستقالته وتقاعد لكبر سنه وأراد أن يمضي بقية عمره في الويلايات المتحدة. وبالفعل حط الرحال هناك. فماذا جرى؟ ما حصل كان عدم التوافق بين الفئات الأسقفية التي يذكرها الدكتور رابي في مقاله حيث كل فئة أصرت على رأيها وموقفها رغم حصول شبه إجماع على شخصية محددة لتولي الرئاسة. ووصلت الإنقسامات إلى درجة خطيرة مما حدى بروما، مرغمة وليس راضية، إلى الطلب من الأسقف المتقاعد لتولي الرئاسة درءا لأخطار محدقة.

الرئاسة الحالية إنتهجت ذات السياسة التي كانت تتبعها منذ عهد البطريرك شيخو ولكن الوضع المؤسساتي كان قد تغير إلى الأسواء حيث صار لكل أبرشية وخورنة شبه إستقلال ذاتي إداريا وماليا وتنظيميا وطقسيا وليتورجيا.وقام تقريبا الكل ليس الأساقفة فقط بل حتى الكهنة بالتصرف وكأنهم الهرم بذاته بقاعدته ووسطه ورأسه.

ماذا كانت النتيجة؟
النتيجة كانت دخول المؤسسة الكنسية في ازمة شديدة نتج عنها ظهور مؤسسات كثيرة إلى درجة أن تقوم خورنة  يرأسها كاهن وليس حتى ابرشية بطبع روزنامة طقسية خاصة بها وطبع كراريس خارج المنهج الطقسي والليتورجيا مليئة باخطاء لغوية كانت او ليتورجية ولا ينفع إن نصحت أصحابها او قلت لهم انها غير قانونية. ووصل الأمر بالبعض إلى كتابة صلواتهم الشخصية وفرضها ضمن الليتورجيا وباللغة التي يشاؤن. أنا لدي نماذج كثيرة من كراريس لا يجوز أن تقبل بها أي مؤسسة تحترم نفسها ولكن أعزف عن الإتيان بنماذج منها لأن قصدي ليس شخصا معينا بل المؤسسة برمتها ونحن كشعب صغير علينا الإبتعاد عن الشخصنة قدر الإمكان.

وإنسحب هذا الأمر إلى كل المرافق المؤسساتية منها الرهبنة والشمامسة والجوقات وجمع المؤمنين الذين صاروا لا ناقة ولا جمل لهم بكل الأمور الكنسية. الكل لسان حاله يقول: "مالي ولهذا" أي "أنا شعلي"  وإن أشرت إلى خطاء مؤسساتي جاءك الجواب "ظلت علي" وهذا ما حدث بعد ان تم تشخيص خلل ليتورجي كبير عند أداء واحد من أهم الأسرار الكنسية.

وأكثر أمر إيلاما ويشخص مباشرة أن ما يحصل مؤسساتيا قد يرقى إلى مصاف الكارثة هو عدم وجود أي تعليمات أو إرشادات عن ماذا يجب القيام به وماذا يجب تجنبه. كل شيء تقريبا كيفي ولهذا قلما تلاحظ ان كاهنين وليس أسقفين يؤديان الليتورجيا بطريقة واحدة او يطبقان تنظيمات واحدة. والأنكى من هذا ليس هناك أي شيء يدلل على واجبات وحقوق الفئات المختلفة في المؤسسة كي يتم التنفيذ والإشراف والمحاسبة.كل له ترجمته وله كراريسه وطريقته ولغته وتوجهاته ورغباته وتعليماته وإرشاداته  في ما يجب ان يقال وان لا يقال وفي ما يجب القيام به او مغادرته.

نحن إلى أين؟
هذا سؤال صعب جدا. إن أخذنا التاريخ القريب والسلوك المؤسساتي الحالي وأسبابه فإن المؤسسة الكنسية تتجه صوب المجهول. كل مؤسسة تكتنفها السرية إقراء السلام عليها. مؤسسات العصر الحديث لا سيما التي غايتها خدمة الناس تأخذ الشفافية نبراسا اما المؤسسة الكنسية فتكتنفها سرية غامضة تعاكس لا بل تنتهك روح الإنجيل الذي يقول ليس هناك سرا إلا وسيظهر والشمس لا يمكن إخفائها بالغربال ولكن يبدو ان المؤسسات الكنسية ومنها الكبيرة جدا تجبر أفرادها على القسم على السرية المطلقة وهو جزء من الولاءالمؤسساتي وليس الإنجيلي. فنحن الكلدان مثلا لا نعرف ماذ حدث وسيحدث وماهو جدول الأعمال للسينودس وما هي الأمور الملحة التي سيناقشها وماذا سيحدث إن إتخذ قرارات وما هي الخطة البديلة إن أخفق الإجتماع. نحن غير موجودين لدى المؤسسة. وهذا ليس بغريب. فحتى على المستوى الأبرشي اوالخورني لا دور تقريبا للرعية. ولا أعلم إن كان الأساقفة قد عقدوا إجتماعات حتى مع كهنتهم لإستشارتهم عن الأمور التي بودهم طرحها على السنودس.

وماذا عن السينودس القادم إن إنعقد؟
هل سينعقد السينودس ام لن ينعقد وأين،هذه هي الأن المسألة الكبرى. ولكن حتى وإن إنعقد فأنا كمتابع وعضو في هذ المؤسسة لا أحمل الكثير من التفاؤل. من الصعب التوجه صوب الإصلاح دون مراعاة كبيرة لرغبات القاعدة. ومن الصعب التوجه صوب الإصلاح إن كانت قمة الهرم في ذاتها بحاجة إلى إصلاح. ولهذا إن لم يشمر الكلدان عن سواعدهم ويأخذوا إصلاح مؤسستهم الكنسية بجدية ويغادروا موقف الامبالاة وترك الأمور سائبة مثل ما يحدث الأن فإن الإصلاح لن يأتي حتى  وإن نجح السينودس في مسعاه الإنتخابي او تم فرضه عليهم من قبل روما كما حدث سابقا.

وأنا أميل كثيرا إلى ما دعى إليه الدكتور رابي صراحة وهو إنتفاضة كلدانية- ربيع كلداني – من أجل النهضة بالكنسية قبل ان تضيع هويتها التي هي هويتنا. والربيع لا يجوز ان يكون كما يقول الدكتور رابي الرعية مع الكهنة ضد الأساقفة بل الرعية برمتها ضد الذات المؤسساتية. إنه ربيع طال إنتظاره.



رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,621670.0.html
رابط 2
http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=169344
رابط 3
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,622504.0.html







Matty AL Mache