كاهن عراقي يدعو إلى التوقف عن الكلام و البدء بالعمل ضد داعش “

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 16, 2015, 02:45:40 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

كاهن عراقي يدعو إلى التوقف عن الكلام و البدء بالعمل ضد داعش
"الدير في الموصل، حيث ارتسم كاهناً هو الآن "سجن للنساء"



روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) – إن أولئك الذين يعيشون كابوس الدولة الإسلامية تعبوا من سماع الحديث عن الحوار و حقوق الإنسان، إننا على استعداد لرؤية إجراءات ملموسة على الأرض من القادة السياسيين.

و أضاف الأب ريبوار باسا، الكاهن العراقي المقيم حالياً في روما:"كالكثير من المصطلحات الأخرى، أُسيء استخدام كلمة الحوار، كما كلمة الديمقراطية و السلام و الدفاع عن حقوق الإنسان و كلمات أخرى كثيرة. استُبيحت هذه الكلمات لأن الجميع يتحدث عنها و في قلوبهم نوايا أخرى. فمن الذي سيتحاور مع من؟"

و تابع:"لا أريد أن أسمع المزيد من الكلام من الأفراد أو من السلطات المسؤولة حول الحوار و السلام. أريد أن أرى الناس سعداء و يعشون حياة طبيعية. فما نراه الآن هو البؤس في وجوه كل العراقيين".

كل يوم يمر دون تغيير الوضع يجلب المزيد من الدمار و المعاناة و المضاعفات، مشيراً الكاهن إلى أن الفقراء يعانون أكثر من غيرهم، بما في ذلك المسيحيين و الأزيديين و غيرهم من الأقليات الذين لا يملكون أي شكل من أشكال الحماية.

و باستخدام تشبيه السيارة قال الأب باسا أنه إن كان لديك سيارة فيها مشكلة ما و لم تقم بإصلاحها فإن مشاكلاً أخرى ستبدأ بالظهور. إن لم نقم بإصلاح هذه الأعطال فسيكون على صاحب السيارة تركها و شراء سيارة أخرى جديدة. "لكن إن كانت هذه المشكلة مع بلد ما، ماذا ستفعل؟ هل ترميه بعيداً و تشتري بلداً آخر؟ لقد تعب الناس جداً".

الأب باسا هو في الأصل من شقلاوة، بالقرب من مدينة أربيل العراقية، و عضو في نظام الأنطونية في الكنيسة الكلدانية. يعيش في روما منذ عام 2005 و يدرس الكتاب المقدس في معهد الكتاب المقدس البابوي.


على الرغم من بعض الانتصارات الأخيرة على الدولة الإسلامية، يقول الأب باسا أن الوضع الحالي بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في ظل حكم الجماعة الإرهابية الإسلامية لم يختلف كثيراً عما كان عليه عندما بدأ المسلحون بإطباق حصارهم الصيف الماضي.

و قال أن الوضع صعب جداً خاصة للمسيحيين، فهم يضطرون للاختيار بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية للبقاء على إيمانهم أو "الموت بالسيف"، و قد فرّ الكثير منهم من قراهم و يعيشون الآن في مدن أخرى أو في مخيمات اللاجئين.

و قال الكاهن أن في مدينة الموصل حالياً سوق من الممتلكات التي سُرِقت من بيوت المسيحيين التي احتلّتها داعش حيث يمكن شراؤها و بيعها.

البيوت، التي تعتبر غنائم حرب، تستخدم إما للسكن أو مراكز لتدريب جنود الدولة الإسلامية. و أضاف أن القطع الأثرية التي أُخِذت من الكنائس المسيحية تباع في سوق الموصل، كما تم حرق العديد من الكتب و المخطوطات القديمة التي تعود للكنيسة الكاثوليكية.

و قال الأب أن الدير الذي عمل به في السابق في الموصل، حيث ارتسم كاهناً و درس لمدة تسع سنوات هو الآن "سجن للنساء، معظمهم من الديانة الأزيدية، ممن قبض عليهن و أخذن كعبيد"، فحتى المسلمين المعتدلين وجدوا أنفسهم في وضع صعب مع داعش، مشيراً إلى أن الكثير منهم ظنّ أن الجماعة ستنقذهم، إلا أن المتشددين قمعوهم و أساؤوا إليهم.

و أشار إلى مقال صحفي كان قد قرأه عن 10 نساء مسلمات حُكِم عليهن بالإعدام لأنهن رفضن إقامة علاقة جنسية مع مسلحي الدولة الإسلامية، قائلاً أن بسبب اعتبار هذا نوع من الجهاد أو الحرب المقدسة، فإن رفض رغبات الجنود يعتبر عملاً ضد الإسلام، و بالتالي فإنه يستحق الموت. "لا يوجد قانون و لا يمكن لأحد لأن يحمي الضعفاء أو ممتلكات الآخرين، و لهذا فإن بمقدورهم فعل ما يريدون".

و أضاف أن انخفاض أسعار النفط أدى إلى تفاقم المشكلة لأن "العراق يعتمد على النفط"، و فقدان عائدات النفط يمكن أن يؤثر على الناس اليائسين الذين "ٍيفعلون أي شيء لكسب بعض المال".

مع زيادة هجمات المتشددين في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك قتل الرهائن الثلاثة في مقهى في كندا و الهجوم على الصحيفة الساخرة تشارلي إيبدو، قال الأب باسا أن العالم أصبح أكثر وعياً حول مدى خطورة المشكلة، و قال:"عندما يكون هناك بعض المشاكل البعيدة عنك، هذا لا يعني أنها لن تصلك"، فإن رأيت منزل جارك يحترق و لم تفعل شيئاً فإن النار ستصل إلى منزلك أيضاً.

كما أن السياسة و الاقتصاد هما أيضاً من عوامل الصراع لأن النظام "فاسد". "يوجد القليل من الناس الأغنياء جداً و الكثير من الفقراء جداً، فلا يوجد عدالة و لا سلام. إنهم يتكلمون عن حقوق الإنسان، لكنهم في الواقع غير مهتمين بهذا الأمر. يقومون بالكثير من الدعاية، لكنه في النهاية جزء من العمل، و لا يتعلق بالإنسان".

شبه الأب باسا الوضع الحالي بكتاب أيوب قائلاً أنه على الرغم من أن أيوب كان رجلاً صادقاً و يعاني بشكل غير عادل، إلّا أنه قرر أن يفعل الخير على أية حال، حتى لو لم يكن هناك من عدالة.

"أعتقد أن على كل مسيحي، و كل إنسان، فعل ما يراه خيراً، على الرغم من السوء في العالم".

http://www.aleteia.org/ar/%D8%AF%D9%8A%D9%86/%D9%85%D8%B6%D9%85%D9%88%D9%86%20%D9%85%D9%86%20%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D9%86/%D9%83%D8%A7%D9%87%D9%86-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%B6%D8%AF-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-5891138464514048
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة