كنيسة انكلترا تشن هجوماً عنيفا على رئيس الوزراء البريطاني وتتهمه بأنه أدار ظهره

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, أغسطس 18, 2014, 05:24:21 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

كنيسة انكلترا تشن هجوماً عنيفا على رئيس الوزراء البريطاني وتتهمه بأنه أدار ظهره لمعاناة المسيحيين
انتقد اسقف مدينة ليدز، في رسالة قوية يدعم فيها رئيس أساقفة كانتربري، الفشل إزاء التطرف الإسلامي

عنكاوت
انكلترا / أليتيا (aleteia.org/ar) -  أطلقت الكنيسة الانكليزية نقداً لاذعاً لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بسبب سياسته تجاه الشرق الأوسط واصفة نهج الحكومة بأنه غير متماسك مع سوء التفكير والعزم لرفع صوتها عالٍ في أي وقت معين من خلال وسائل الإعلام.

صدرت الانتقادات في رسالة غير عادية موجهة الى رئيس الوزراء وموقعة من قِبل اسقف مدينة ليدز نقولا بينيز الذي كتبها ليدعم رئيس أساقفة كانتربري جستين ويلبي. ويرى المراقبون بأن الرسالة تصف سياسة المملكة المتحدة على أنها مشوشة ورد فعل يصعب معه تمييز النوايا الاستراتيجية لنهج الحكومة في المنطقة.

تتبع الرسالة ملاحظات واسعة الانتشار على بطء بريطانيا والغرب في الرد على الأحداث الجارية في العراق التي تتمثل في فرض الدولة الاسلامية حكمها الدامي في شمال العراق ومساحات واسعة من سوريا.

وتشير الرسالة الى فشل كاميرون في وضع وتطوير خطة فعالة لمواجهة انتشار التطرف الاسلامي العنيف من العراق الى نيجيريا، حيث تعمل حركة بوكو حرام على ترويع الناس المسيحيين في شمال البلاد. وقال الاسقف، لايبدو أن للحكومة نهج متماسك أو شامل ضد التطرف الاسلامي الذي يتوسع ويتطوّر في جميع أنحاء العالم.

تم اتهام كاميرون بأنه أدار ظهره لمعاناة المسيحيين. وتتساءل الرسالة، لماذا تأخذ محنة الأقليات في العراق، مثل اليزيديين، الأسبقية؟ إذ يُلاحظ أن الحكومة استجابت على الفور للتقارير التي ذكرت أن 300 ألف يزيدي محاصرين في جبل سنجار في حين أنها تناست أو لم تلتفت الى المسيحيين الهاربين من الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، وأماكن أخرى بسبب العنف الذي طالهم على يد الجهاديين الإسلاميين.

ويتساءل بينيز، هل لدى حكومتكم استجابة فعالة لمحنة هذا العدد الهائل من المسيحيين الذين يبدو أن الاهتمام بمحنتهم أقل مما هو عليه للآخربن؟ أو هل نحن نستجيب في أي وقت معين بصوت عالٍ في وسائل الإعلام؟  إنه يدين عدم تقديم الملاذ للمسيحيين العراقيين الذين طردوا من بيوتهم في حين قدمت بالفعل الحكومتان الفرنسية والألمانية ذلك، أما حكومة المملكة المتحدة فما تزال صامتة.

وتتساءل الرسالة، لماذا لم يتم الإجابة على الأسئلة التي طرحها البرلمان في الشهر الماضي لمعرفة ما إذا كانت المملكة المتحدة تنوي توفير اللجوء للمسيحيين العراقيين. وقال بينيز، يُسبب الفشل في مواجهة هذه القضية بعض القلق له ولزملائه.
واقترح كاميرون في مقالة لصحيفة صنداي تلغراف بأنه يتجه ببطء نحو دعم مشاركة بريطانيا في الرد العسكري على تهديد الدولة الاسلامية. ويقول، من المهم عدم السماح للجدل ومأساة حرب 2003 على العراق من أن تُغيّر من استجابة بريطانيا لأزمة اليوم.

وقال، إن إنشاء الخِلافة المتطرفة في قلب العراق وتوسعها في سوريا هي ليست مشكلة البُعد عدة أميال عن بريطانيا، وليست مسألة شن الحرب قبل 10 سنوات، إنها تشغلنا هنا حالياً. وإذا لم نتحرك لوقف هذه الهجمة الإرهابية الخطيرة للغاية فإنها سوف تنمو وتصبح أقوى بحيث يمكنها استهدافنا هنا في شوارع بريطانيا.
ويضيف، نحن بحاجة أيضاً الى استجابة أمنية وسياسية ودبلوماسية أوسع، ولا يمكن إزالة هذا التهديد بالضربات الجوية وحدها وإنما يحتاج الى نهج صارم وذكي وصبور طويل الأجل يمكن من خلاله دحر التهديد الإرهابي في مهدهِ.

وفيما تستعد بريطانيا لتقديم المساعدة العسكرية لقوات البيشمركة الكردية في شمال العراق، حذرَ خبير أمني عالي المستوى من أن التدخل العسكري الأخير في شمال العراق قد يكون لعبة في يد داعش. وقال ريتشارد باريت، الرئيس السابق لجهاز مكافحة الإرهاب، قد تعمل الضربات الجوية وقرار كاميرون تسليح القوات الكردية على تصاعد التهديد ضد الغرب ويزيد من صلابة الجهاديين الى حد انضمام مقاتلين من القاعدة وغيرها الى قوات داعش.

وقال باريت الذي بقيَّ أكثر من عقد من الزمن في تتبع حركة طالبان للأمم المتحدة، أن الهجوم على داعش يُغذي الحكاية في أن أميريكا أوالغرب في أنهم جزء من المشكلة. وأضاف، إذا كان الغرب جزءاً من المشكلة، إذن لماذا لا يتم مهاجمة الغرب في الوقت الراهن؟ هناك جانب سلبي محتمل وواضح في أن عمل الولايات المتحدة، خاصة إذا استمر لفترة طويلة، يمكن أن يؤدي الى قول مسلحي القاعدة ومسلحي الدولة الاسلامية، حسناً لنعود ونتحد مرة ثانية ونقوم بذلك ضد الغرب.
تُشير تقديرات الاستخبارات الأميريكية الى أن بعض الجهاديين يهجرون تنظيم القاعدة في اليمن وأفريقيا للإنضمام الى داعش، وتراقب وكالات التجسس لمعرفة فيما إذا يُحاول قادة كبار في تنظيم القاعدة الإنضمام الى داعش.

وقال باريت، ينبغي على الغرب أيضاً مواجهة هذه المُعضلة في أنه حتى لو هزموا داعش في ساحة المعركة فإن مشاكل كبيرة تبقى مخزونة. ولداعش الآن أراضيها الخاصة للدفاع عنها، ومع ذلك سوف لن يموتوا جميعاً في ساحة المعركة، وستعود الآلاف العديدة من المقاتلين الأجانب الى بلدانها إذا اندحروا مع شعورهم القوي بالظلم ودافعاً قوياً على الاستمرار في القتال. وإذا لم يُهزموا فسوف يعملون على نشر أحكامهم وقوانينهم في أوطانهم. وهذا نوع من الخسارة للغرب في كلتا الحالتين.
وقال هلين بول، المُنسق القومي البارز في شرطة العاصمة لمكافحة الإرهاب، لقد تطوّر الوضع في العراق الى درجة أن الشرطة هنا ناشدت صديقات وزوجات وأمهات الجهاديين المحتملين لتثني (محاولة منع) الرجال عن السفر الى الخارج.


http://www.aleteia.org
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة