عيد تقدمة يسوع في الهيكل ((لو 2: 22 – 40)) لقاء بين الفوضى والنور

بدء بواسطة متي اليسكو, فبراير 01, 2013, 06:11:55 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اليسكو


عيد تقدمة يسوع في الهيكل ((لو 2: 22 – 40))
لقاء بين الفوضى والنور





كما نقرا في الانجيل، يبرز خصوصاً اللقاء بين الطفل يسوع والشيخ شمعون. في العالم الروحي صار أسم العيد: "اللقاء". في هذا الطفل وهذا الشيخ معاً ترى الكنيسة العالم الوثني الزائل والبدء الجديد في المسيح. لقاء بين وقت العهد القديم والوقت الجديد للكنيسة...

ما يتجلى هنا هو أكثر من هذه الحركة الدائمة والدوران الدائم من "الشروق والغروب". إنه أكثر من ذلك، إنه التعزية.... لو كان كل تراجع وزوال لجيل معين ومجي جيل جديد يحمل افكارا جديدة، فقط، لما كان الجيل الجديد املا للجيل القديم... لما كان هذا الطفل (الجيل الجديد) أملا لشمعون الشيخ (الجيل الزائل)، ولكان الطفل (الجيل الجديد) أملا لنفسه فقط... لكن، الأمر هو أكبر من هذا، هناك أمل للجميع، أمل يمتد حتى ما وراء الموت، فيحيا الجيل الزائل بالجيل الجديد الآتي.....

في هذا العيد تعد شموع لتتبارك وفق رتبة طقسية خاصة.... الشمعة المنيرة هي يسوع، والانسان عندما يحمل الشمعة، يشير الى شمعون الشيخ الذي حمل يسوع وقال: إن عيني قد رأتا خلاصك... فالمؤمن الذي يحمل الشموع، يرى نور الشمعة (يسوع) فيعلن مع شمعون عن رؤية الخلاص....

ضوء الشموع اللطيف يرمز إلى النور العظيم الذي عبر جميع الازمنة، يصدر ويلمع من شخص يسوع.... في مدينة رومة قاموا بزياح منير ومع مرور الزمن اخذ مكان زياح وثني ضجيج سحري. في هذا الزياح المزدوج ظهرت مرة أخرى ظاهرة اللقاء: الصرخة العالية من العالم الوثني طالباً التطهير والغلبة على قوات الظلام والظلم تلتقي مع ضوء يسوع المسيح اللطيف المتواضع: "مع نوره المتجلي للامم"....

يقول الكتاب المسرحي اوجين يونسكو: "التاريخ هو فساد وفوضى، إلا إذا كان موجهاً إلى ما يفوق الطبيعة". شمعون الشيخ هو مثال الانسان المنتظر بأمانة، حلول الخلاص، ويرى حقيقة هذا الخلاص في شخص يسوع ويقبله.... حياة شمعون فوضى ولا معنى لها إلا في هذا الانتظار للخلاص، وفي تحقق الخلاص وقبوله له.....

تأمل للأب (كوب المخلصي)
إعداد بتصرف: الأب منتصر حداد