عيد القديسة بربارة الشهيدة

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 07, 2012, 08:01:02 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

عيد القديسة بربارة الشهيدة

تقول احدى التراتيل التي عيد القديسة بربارة الشهيدة: " من رأى حبة عنب وقفت وسط معصرة يسوع ربنا. قطفها مرقيانوس وعصرها ديوسقورس كارهي يسوع المسيح.."
ان كل فعل شهادة يمكننا ان نفهمه انطلاقا من هذه الترتيلة التي تستخدم صورا وتشابيه تصور بها فعل الشهادة. ان كل شهادة يقدمها المؤمن انما هي ضمن منطق وفكر وحقيقة يسوع المسيح, ذلك الفكر الذي كان ولازال وسيكون فكر حب وعطاء. يقول القديس بولس: " فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب" ( فيلبي 2: 5- 8). ان هذا الفكر وهذه المشاعر التي تميز بها يسوع المسيح هي صادقة ومطلقة وحقيقية لان يسوع لم يكن رجل مثاليات خيالية, بل عاش هذا كله. ان يسوع ابن الله هو بالذات هذه المبادئ وما عيشه لها الا اظهار وتعبير لهويته: انه الحب قبل ان يعيش الحب وعاش الحب من اجل ان يبين لنا ما هو الحب. هذا الحب العظيم برهن على صحته من خلال الصليب الذي يمثل اقصى تعبير للحب الحقيقي, ولكن الصليب يعني ايضا الالتزام والغفران لان من علق على الصليب كان وراءه موقف رافض له ولحبه. ان الصليب هو معصرة تعطي منتوج ما يعصر بها: القسوة والكراهية والرفض اللذان حركا هذه المعصرة من قبل البشر حولها الله بحبه الى نتاج فاخر وعصير محيي. من هذه المعصرة جرى شراب الفرح والخلاص, دم المسيح عطاء الحب والرحمة والغفران حتى لصالبيه.
هذا المشهد وهذا السيناريوهات يتكرر مع كل شاهد المسيح ومومن بشخصه الذي هو الحياة ومبادئها. بربارة الشهيدة التي يشبهها النشيد اعلاه بحبة عنب كانت قد امتلأت بحب المسيح الذي غير حياتها كما تتغير حبة عنب عند استوائها فتعلن عن نفسها وتراها العين وتحبذ فيها الحلاوة والطيب. كما ان حبة العنب المستوية تبهج نظر الجائع لها, كذلك هذه الشهيدة اصبحت منظرا يشبع الجائعين الى الحق والخلاص. كل مؤمن يملئ قلبه المسيح ويغيره حقا يستطيع ان يصبح علامة تدعو الاخرين الى الحياة والحق. ان منظر بربارة كان منظر المحب والحب: المحب لأنها عرفت من يكون الحب الحقيقي الذي يريد الخير والخلاص للجميع. الحب لأنها عكست هذا الحب للأخرين. هذا الحب الذي يريد ان يعطي للإنسان قيمته وصورته وهويته الحقيقية. هل قوبل هذا الحب بجواب ايجابي؟. اننا نتكلم عن شهيدة نكل بها ابشع تنكيل لأنها عكست هذا الحب. لقد واجهها اباها وحاكمها بموقف الرفض. لقد رفضوا الحب الذي اظهرته, وليس هذا الحب الا يسوع المسيح. اذن في رفض بربارة المسيحية من قبل اهلها يوجد رفض للمسيح ويوجد الصليب من جديد. ان الصليب كان في قمة رسالة يسوع المسيح ومن فوقه جرت اسرار الخلاص من الجانب المائت عليه ( يوحنا 19: 33 -36). لولا الصليب الذي تشبهه الترتيلة بالمعصرة ما كان يجري طيب بربارة حبة العنب المملوءة بالحب. ان دم بربارة هو عطية روت ايمان الكنيسة كما روتها دماء الشهداء الاخرين. ان تذكير لنا واشارة تقودونا الى دم المسيح وخلاصه: لقد اختلط دمها بدمه وعطاءها بعطائه فاستحقت ان تكون معه وان تدخل الى فرحه. ان الشهادة هي اظهار المسيح في الحياة, اظهار حبه للأخرين, حبا يغير القلوب. الشهادة هي عيش موقف يسوع المسيح المحب, والشهيد هو الذي يحب الاخرين وان رفض من قبلهم. ان الشهادة هي عيش الصليب, لا بل الانضمام الى صليب المسيح, لان الشهيد يرفض من اجل المسيح والمسيح يرفض به. الشهيد و رمز حي يدل على المسيح. شهادتنا هي ان نتحد مع المسيح ونصبح معه واحدا كما اصبحت بربارة التي مثالنا بهاذ ومن اجل هذا هي شفيعتنا.
طلبات عيد القديسة بربارة الشهيدة
- لنقف حسنا امام الرب الذي يفيض حبه في قلوب شهوده طالبين وقائلين: اجعلنا شهودا لك.
- يا رب: انت ذقت الموت على الصليب لتشهد للحق والحب الالهي. كل شهداءك وقديسيك ساروا خلفك مضحين من اجل الحب, بصلواتهم احفظنا: منك نطلب.
- يا رب: انت الحق والحياة, هذا ما اكتشفته بربارة وامنت به واعلنته وقدمت حياتها من اجله, ساعدنا لنعلن الحق دوما ونعيش الحب الخالص: منك نطلب.
- يا رب: بصلاة قديستك بربارة الشهيدة, احفظ هذا المكان الذي به يكرم ذكرى حبها لك. احفظ كل ابناء قريتنا وبلدنا: منك نطلب.

         

الاب بولس ثابت حبيب


http://www.karemlash4u.com/vb/showthread.php?t=171862
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

walaa

عيد سعيد لكل واحدة تحمل اسم بربارة و بصلاة قديستك بربارة الشهيدة يارب احفظهم

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة