مائدة الصوم بين الامس واليوم

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 23, 2012, 10:03:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مائدة الصوم بين الامس واليوم




الصوم هو زهد اختياري، ودلالة على طاعة اللّه وشرائعه والعمل بفرائضه تعالى وذلك بالانقطاع الإرادي عن تناول أي طعام أو شراب مدة معينة من الزمن، ثم تناول مأكولات خفيفة في مقدارها، خالية من الدسم، فيقتصر الصائم على أكل الحبوب، والبقول، والفواكه، وزيوت النبات ويمتنع عن أكل اللحوم ونتاج الحيوانات باستثناء السمك وسائر الحيوانات المائية، وعسل النحل، لأن النحل حيوان بغير شهوة.

بما اننا نعيش ايام الصوم الاربعيني المقدس قمنا باستطلاع بعض الاراء حول ما كانت تتضمنه مائدة الصوم البرطلية في السابق وما تتضمنه في ايامنا هذه .

لقاؤنا الاول كان مع العمة سارة اسحق رفو آل هدايي أرملة المرحوم الشماس الانجيلي الياس اسحق ألّو ، التقيناها وهي في طريقها لحضور صلاة الرمش ( رَمشا دصوما ) فذكرت :




ان الصيام خلال ايام الصوم الاربعيني ، كان يبدأ في السابق من بعد العشاء الى ما بعد صلاة الرمش ، والتي تقام في العادة الساعة العاشرة صباحا ، ولهذا فوجبة الفطور هنا هي بمثابة الفطور والغداء ومائدة الصوم كانت تتكون من :
( زيتون ، دبس ، طحينية ، فجل ، بصل أخضر ، القصب ، الزبيب  بالاضافة الى الخبز ) . اما الاكل المطبوخ فكان غير موجود نهائيا . ولهذا كان يؤجل الى العشاء .

اما مائدة الصوم في وجبة العشاء فكانت تتكون من احدى الاكلات التالية  :
( البرغل ، الخبّاز ( أريني arene  ) ، قلية كعوب lagny ، حَمّيضة hammetha ، بصل أخضر ، طحينية ، القصب ، الزبيب ) ، اما زيت القلي فكان نباتيا ايضا وهو زيت السمسم ويسمى ( شيرك sherek ) .

اما الشماس الاستاذ سعيد توما ابراهيم دكة فيضيف ليقول ان طعام الصوم في السابق كان طعاما نباتيا خالصا وقلة من الناس من كانوا يتناولون السمك المقلي ،  وذكر ايضا انه بالاضافة الى الاكلات التي ذكرت سابقا ، كانت هناك دولمة الصوم التي كانت تُعمل من ورق الخبّاز ،  وكانت هناك اكلة خاصة يؤُتى بها من الموصل تسمى ( شَبرا shapra ) وهي من ما يفضل من عملية استخراج زيت السمسم وتكون طرية وتُعمل على شكل اقراص وتقدم للاكل ، كما كانت بذور البطيخ تُقلى وتُدق ( تطحن ) بشكل خشن وتستخدم للاكل بعد ان تُلف بقطع الخبز الطرية ، ومن الاكلات المفضلة والسريعة ، رغيف خبز الرقاق اليابس الذي يرش سطحه بالطحينية والدبس ويُمسكه الصائم بيديه ويبدأ بقضمه قطعة قطعة وهو في سعادة تامة .
اما طرشي الصوم فيقول الشماس سعيد بانه عبارة عن نباتات طبيعية محمضة والتي تزخر بها بيادر وحقول برطلي وهي ( كيرَمْبا keramba ، خَركْـلتا khargilta ، الكعوب المحمض ) . اما الحلاوة الوحيدة في الصوم فهي حلاوة الطحينية .
ويُضيف الشماس سعيد توما ،  من جراء هذا الاكل الذي يدوم طوال الصوم الاربعيني يُصاب الكثيرين من الناس بالعشو الليلي ، ولكن ما ان يعودوا الى طعامهم الاعتيادي تزول عنهم اعراضه .
واضاف الشماس سعيد توما ليحدثنا عن اكلة خاصة كانت تُحضر ايام صوم الرسل وصوم العذراء وهي ( شَمّيزا shammeza ) ومكوناتها قطع صغيرة من خبز الرقاق ، ماء السمّاق ، بصل ، طحينية ) .   

اما للحديث عن مائدة الصوم في ايامنا هذه فكان لقاؤنا مع السيدة اخلاص بشير حنا المفتشة في حراسات برطلة والحريصة على اداء الصوم فقالت



ان وجبات الصوم في ايامنا هذه ثلاثة وهذه تتضمن وجباتها لاكلات تراثية قديمة ومنها ما هي مستحدثة :
وجبة الفطور تتضمن الطحينية والدبس والزيتون وحلاوة الطحينية  والبطاطا المقلية والمسلوقة ، فطر ، طماطة مقلية ، بانجان مقلي ) .
اما وجبتي الغداء والعشاء فتتضمن مائدتهما على مختلف انواع الماكولات ولكن ما يُجيز بها الصوم ومنها ( فلافل ، باذنجان مقلي ، سمك مقلي ومسكوف ، دولمة الصوم ، برياني الصوم ، عروق الصوم ، المرقات على انواعها ولكن خالية من اللحم بانواعه ، البرغل والرز ) . بالاضافة الى الاكلات التراثية مثل ( حَمّيضا ، كادي المحشوة بالسمسم والحلاوة ، شرحياثا المحشوة بالبطاطا والطماطة ، أريني ، سْـلقا بْهَلوش ، شوباتي ( العدس الخام المطبوخ ) ، العدس المجروش المطبوخ ) .

يُضيف الى ذلك الاستاذ الشماس سعيد توما دكة ليقول ظهرت الان ايضا حلويات الصوم ومنها ( بقلاوة الصوم ، بقصم ، وغيرها من الحلويات ) .
اما الزيت المستخدم فهو الزيت النباتي بانواعه .   

وللاطلاع على رأي الكنيسة في الصوم وعلاقته بنوعية الاكل ، التقينا في البداية  الاب بهنام روفائيل للو فقال :




الصوم ( أماتة ) ويعني ترويض الجسد واخماد الشهوات لكي يكون هناك توازن بين البعد الجسدي والبعد الروحي ، اذن الصوم ليس انقطاع عن الاكل فقط ولكنه احدى الطرق لترويض الجسد  .

اما الاب الخوري داود دوشا فلخص الصوم وعلاقته بالطعام قائلا



( الصوم ليس انقطاع عن الاكل فقط وانما الانقطاع عن أي شهوة يتلذذ بها الانسان ، فلو كان الانسان يشتهي العدس وهو من مأكولات الصوم فالافضل له ان لا ياكل العدس في الصوم لئلا تغلب عليه الشهوة . 


نتمنى للجميع صوما مقبولا .
   



       


 
 

hasson_natalia

نتمنى للجميع صوماً مقبولاً ومباركاً ,
ما أروع وما اجمل تقريركم - برطلي.نت - نتمنى لكم وللجميع اياماً مباركة لتحل بركة الرب على الجميع .
وكما اشرتم في تقريركم الموقر- ليس الصوم فقط انقطاع عن انواع معينة فقط من الاطعمة بقدرماهو تقرب من الرب كأن ..نتأمل ونتعمق ونقترب اكثر منه سواء بالصلاة او بالندامة والتوبة او بمساعدة المحتاجين سواء مادياً او معنوياُ .. او بزيارة لمريض او لمسكين لا يذكره احد.. او تخصيص مبلغ بسيط لأناس فقراء لا معيل لهم؟؟
,,,واهم من ذلك هو عدم اظهار صومنا امام الناس كما اوصانا رب المجد
حيث كانت كلمة السيّد المسيح صريحة جداً، عندما قال: "وإذا صمتم فلا تعبسوا كالمرائين، فإنهم يُكلِّحونَ وجوههُم، ليظْهَرَ للناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. أما أنتَ فإذا صُمتَ، فأدهُن رأسك وأغسل وجهك، لِكَيّلا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي في الخُفية، وأبوكَ الذي يرى في الخُفية يجازيك." (متى 16:6-18)

ولما دعا الجمع ثانيةً إليه قال لهم:
"أصغوا إليَّ كُلُّكم وافهموا! ما من شيء خارج عن الإنسان إذا دخل ينجسَهُ. ولكن ما يخرج من الإنسان هو الذي يُنجس الإنسان" ولما دخل البيت مبتعداً عن الجمع، سأله تلاميذه عن المثل، فقال لهم: "... ألا تدركون أن ما يدخل الإنسان من الخارج لا يُنجسه، لأنه لا يدخل إلى القلب، بل إلى الجوف ثم يذهب في الخلاء؟" وفي قوله ذلك جعل الأطعمة كلها طاهرة. وقال لهم: "ما يخرج من الإنسان هو الذي يُنجس الإنسان، لأنه من باطن الناس، من قلوبهم، تنبعث المقاصد السوء والفحش والسرقة والقتل والزنى والطمع والخُبث والغش والفجورُ والحسدُ والنميمة والشتمُ والكبرياءُ والغباوة. جميع هذه المُنكراتِ تخرج من باطن الإنسان فتنجسُه." (مرقس 14:7-23)

فالصوم هو رجوع إلى بيت الآب: "أقوم وأمضي إلى أبي فأقول له: يا أبتِ إنّي خطئت إلى السماء )إلى الله( وإليكَ" (لوقا 18:15)، والوقوف أمام الله الحيّ "فقال إيليا لأحاب: حيُّ الرّب ... الذي أنا واقف أمامه." (1ملوك 1:17)
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.