مسيحيو سوريا: عين على العراق وأخرى على مصر.. وخوف

بدء بواسطة matoka, مايو 20, 2011, 03:00:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مسيحيو سوريا: عين على العراق وأخرى على مصر.. وخوف


المسيحيون يتمسكون بنظام الأسد ويطالبون بإصلاح تدريجي بعد أن شاهدوا ما يجلبه التغيير من ويلات على أبناء دينهم في المنطقة.







خوفا من دفع ثمن الثورات قتلا وتشريدا


تراقب الاقلية المسيحية في سوريا عن كثب الاحتجاجات التي تجتاح بلادهم بقدر من الخوف من احتمال ان تتهدد حريتهم الدينية في حالة الاطاحة بحكم الرئيس بشار الاسد العلماني.

ويمثل المسلمون السنة أغلبية السكان في سوريا لكن خلال حكم الاقلية العلوية المستمر منذ أكثر من 40 عاما تمتعت الطوائف الدينية المختلفة بحق ممارسة شعائرها.

تتردد أصداء الاذان في الوقت الذي تقرع فيه الكنائس أجراسها في دمشق حيث ظل المسيحيون يباشرون شعائرهم الدينية طوال ألفي سنة.

لكن بالنسبة للكثير من المسيحيين السوريين فان الاضطرابات الطائفية التي يعاني منها العراق المجاور والهجمات التي تعرض لها مسيحيون في مصر في الاونة الاخيرة أبرزت المخاطر التي يخشون منها في حالة اذعان الاسد لموجة من الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي.

وقال المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الارثوذكس في حلب "بالتأكيد المسيحيون بشكل عام هم مع الدكتور بشار الاسد ومع النظام ويتمنون ان لا تمتد هذه الزوبعة كثيرا".

واندلعت الاحتجاجات في سوريا قبل شهرين بسبب الغضب والاحباط من الفساد المستشري والافتقار الى الحرية في البلد الذي تحكمه عائلة الاسد بقبضة حديدية منذ نحو أربعة عقود.

وعلى الرغم من أن بعض المسيحيين ربما شاركوا في الاحتجاجات فان المؤسسات الكنسية لم تعلن تأييدها لها.

وقال مسيحيون انهم يؤيدون مطالب الاصلاح لكنهم لا يؤيدون مطالب "تغيير النظام" وهو ما قالوا انه سيؤدي الى تفتت سوريا وربما يعطي اليد العليا لجماعات اسلامية تحرمهم من حرية العبادة.

وقال حبيب افرام رئيس الرابطة السريانية وأمين عام اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية ورئيس سابق للاتحاد السرياني العالمي "المسيحيون هم مع الحوار ودفع البلاد في طريق الاصلاح بدون استخدام العنف الذي يمكن ان يولد فعل وردود افعال في كثير من الحالات. المشكلة مع الاضطرابات الاخيرة في سوريا هو ان الامر يأخذ بصورة غير مباشرة الهوية الدينية اكثر من المدنية".

ومضى يقول "المسيحيون في سوريا على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم او قومياتهم او لغاتهم يعتبرون أنفسهم أولا مواطنين.. ابناء الارض.. من روم أرثوذكس الى سريان الى أرمن الى موارنة الى انجيليين الى أشوريين الى روم كاثوليك".

وأضاف "نعم هناك خشية من سقوط النظام. ان اي انقسام طائفي أو مذهبي في اي وطن ليس في مصلحة المسيحي. ان المصلحة الاولى للمسيحي هو دولة قانون ومساواة وأمن واستقرار. أكيد يتمنى مزيدا من الحريات ومن الاصلاحات ومن النهضة ومن حقوق الانسان واحترام التنوع والتعدد وحقوق الجماعات بكل أبعادها.. لكنه يدرك ان هذا التطور مرهون بظروف معقدة".

ويعتقد أن المسيحيين يمثلون ستة في المئة من سكان سوريا بعد ان كانت نسبتهم 10 في المئة في مطلع القرن.

وللمسيحيين حقوق متساوية مثل المسلمين وكذلك يخضعون للقيود ذاتها المفروضة على المسلمين لكن هناك بندا في الدستور ينص على أن رئيس البلاد لابد أن يكون مسلما.

وقال مصدر كنسي "ربما لا تكون المجموعة العرقية التي ننتمي لها أو لغتنا معترفا بها ولا يسمح لنا بتشكيل حزب لكن هذا هو حال كل السوريين" مضيفا أن الاختيار المتاح أمام الاقليات في الشرق الاوسط "هو اما الخضوع لحكم الجيش أو العمائم".

وفي منطقة تواجه فيها الاقليات تحديات متزايدة وتتصاعد فيها التوترات بين المسلمين السنة والشيعة ما زالت سوريا تبدو كملاذ للكثير من المسيحيين.

وتعرض المسيحيون العراقيون للاستهداف من حين لاخر بأعمال العنف التي أعقبت الغزو الأميركي عام 2003. وقتل 52 شخصا في هجوم استهدف كاتدرائية في بغداد في اكتوبر/تشرين الاول الماضي.

وفي مصر لقي 12 شخصا حتفهم في أحد أحياء القاهرة الاسبوع الماضي في اشتباكات أشعلتها شائعات عن أن مسيحيين خطفوا مسيحية اعتنقت الاسلام.

ومضى المصدر الكنسي يقول "التغيير الذي جاء على يد الجيش الأميركي في العراق لم يحم المسيحيين والتغيير الذي جاء على يد الشعب في مصر غير قادر على حماية المسيحيين".

وتابع "الاقليات هي التي تدفع ثمن تلك الثورات".

ويلمح بعض المسيحيين هذه النزعة الطائفية في هتافات أطلقها متظاهرون في سوريا مؤخرا.

وقال سامر لحام مدير العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية الروم الارثوذكس في دمشق ان مسألة انطلاق الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة -التي تتيح ملتقى نادرا بين السوريين بشكل مشروع- أدى الى اضفاء هوية دينية على المظاهرات.

وتابع أن المسيحيين لا يمكن ان يكونوا جزءا من مثل تلك الممارسات لكنهم يؤيدون اجراء اصلاحات ملموسة على مختلف المستويات وأن تكون تلك الاصلاحات ببطء ومتواصلة.

وأضاف لحام أن المسيحيين يخشون من أن تكون الخطة هي تحويل سوريا الى نظام ديني يحكمه من ليس لديهم ثقافة احترام الاخر.

وقضى الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي على انتفاضة مسلحة قام بها أعضاء في جماعة الاخوان المسلمين في أوائل الثمانيات. وامتد النفوذ الاسلامي منذ ذلك الحين في المجتمع في سوريا وفي بلاد أخرى بالشرق الاوسط وتسعى الحكومة الى استمالة الزعماء المسلمين المعتدلين.

وقال المطران ابراهيم ان الكنائس لا تشجع الناس على المشاركة في المظاهرات ولا المشاركة في ممارسات ينظر لها على أنها معادية لحكم الاسد.

وأضاف "في كل خطاب دائما نحكي ان المسيحي يجب ان يكون له موقع في سوريا من خلال المواطنة وليس من خلال انه هو ينتمي الى الاقلية.. نحن لا نحب لغة الاقلية والاغلبية".

وأردف قائلا ان المسيحيين لهم نفس رأي المحتجين فيما يتعلق بمعارضة الفساد والرشوة وضرورة اجراء اصلاحات لكن كل تلك المطالب يجب ألا تجعل الناس يدمرون منازلهم وبلدهم بأيديهم.

وقال انه متأكد من أن 80 في المئة من المسيحيين يحضرون للكنيسة للاستماع الى رأيها بشأن الاحتجاجات وهم يلتزمون بموقفها.





www.middle-east-online
Matty AL Mache