معارك الموصل تدور داخل 3كم مربع..وداعش يعتمد سياسة الارض المحروقة

بدء بواسطة matoka, مارس 18, 2017, 12:41:28 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

معارك الموصل تدور داخل 3كم مربع..وداعش يعتمد سياسة الارض المحروقة










بغداد / وائل نعمة

سيطرت (القوات الصديقة)، التسمية التي تطلق على القوات الاميركية في الموصل، على الطائرات المسيرة التي لجأ لاستخدامها تنظيم داعش واستهدف بها المدنيين والقوات العسكرية.
ويسيّر تنظيم داعش الطائرة المفخخة نحو المناطق المحررة في الساحل الأيسر، وعلى نحو أوسع في غربي الموصل حيث تدور معارك شرسة منذ شهر تقريباً.
وتتوسع هجمات التنظيم في المدينة التي تسيطر القوات العراقية على نصفها الآن، مع سوء الاحوال الجوية الذي حرم الأخيرة من الغطاء الجوي للتحالف الدولي.
وهاجم داعش، خلال الـ48 ساعة الماضية، القوات المشتركة بعدد من السيارات الملغمة، بينها (جرافات) كانت ضمن ممتلكات الجيش قبل سقوط الموصل في صيف 2014.

دروع بشرية
في غضون ذلك تحذّر سلطات الموصل المحلية، من تكتيك جديد يستخدمه داعش للايقاع بأكبر عدد من المدنيين.
ويقول حسين حاجم، قائممقام الموصل، خلال اتصال هاتفي مع (المدى) أمس، ان "داعش يجمع كل 4 عوائل في منزل واحد، ويضع في سطح البيت مقاوم للطائرات، مما يعرض حياتهم للموت المؤكد".
وترد المدافع الذكية الثقيلة التي يوجهها مستشارون اميركان وغربيون على مصادر النيران بصورة تلقائية.
ويقول حاجم، القريب من مسرح العمليات في الساحل الأيمن، "نخشى ان تصيبهم قذائف تلك المدافع او الطائرات"، متوقعا وجود 750 الف الى مليون نسمة في غربي الموصل.
وكان الساحل الأيمن استقبل، خلال الاشهر الماضية، عددا كبيرا من النازحين الفارين من الاحياء الشرقية للمدينة قبل ان تبدأ العمليات العسكرية الأخيرة.
ويعمد داعش، منذ ذلك الحين، الى استخدام اساليب جديدة لعرقلة تقدم القوات العراقية، لاسيما وان المساحة التي يسيطر عليها التنظيم في مجمل مدينة الموصل قد تراجعت الى الربع.
وفي أغلب الأوقات تتداخل موجات بث اجهزة اللاسلكي، التي يستخدمها المسلحون على موجات الراديو العادية في الموصل، وهو ما يسمح للمسؤولين في الموصل لمعرفة مايجري هناك.
ولوحظ ارتباك حركة التنظيم في الآونة الاخيرة، لا سيما بعد انهيار خطوط الصد في (وادي حجر) والمجمع الحكومي وسط المدينة.
وتقدر مصادر أمنية قريبة من القطعات العسكرية، مقتل 1200 مسلح منذ انطلاق العمليات في غربي الموصل.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، قبل اسبوع، ان "عملية استعادة المجمع الحكومي أسفرت عن قتل 139 ارهابياً".
وتشير تقديرات أميركية وعراقية أن اعداد عناصر داعش، في الساحل الأيمن، يتراوح بين 1500 و2000 مسلح.
وتؤكد المصادر ان المسؤولين يسمعون عبر الراديو ان مسلحي التنظيم المنحدرين من الموصل، بحسب لهجتهم، يتهمون الاجانب بانهم هربوا الى الرقة و"تركوهم بمفردهم".

طائرات مفخخة
ومؤخرا، فخخ داعش الطائرات المسيّرة المستخدمة للتجسس، وبدأ يهاجم القوات العراقية عن بعد. ووضع التنظيم لأول مرة، عبوات محلية الصنع في تلك الطائرات، لاستهداف المدنيين في الاحياء التي حررت قبل اسابيع في الساحل الأيسر.
لكن قائممقام الموصل يقول ان "القوات الصديقة في التحالف الدولي، استطاعت مؤخرا السيطرة على تلك الطائرات بنشر منظومة مضادة".
وكان التنظيم قد سحب، خلال الايام الماضية، مفاتيح السيارات من السكان، وحوّلها الى قنابل كبيرة تنفجر على القطعات العسكرية، لاسيما في أوقات هطول الأمطار.
ويلفت المسؤول المحلي الى ان "فعالية الغطاء الجوي تتراجع في أوقات الامطار الغزيرة، عندها يبدأ المسلحون بمهاجمة القوات بالجرافات المفخخة".
وتنتشر غيوم سوداء في سماء الموصل، بفعل قيام مسلحي داعش، بحرق المنازل والبنايات الحكومية. كما يقوم التنظيم بحرق السيارات التي يتعمد السكان تعطيلها للحيلولة دون قيام داعش بتفخخيها.
وينفي قائممقام الموصل ان تكون تلك الحرائق لاعاقة الطائرات فقط، مبينا ان "المسلحين يستخدون سياسية الارض المحروقة.حيث انهم احرقوا كل شيء خلفهم".

حين تتوقف المعارك
وتوقفت العمليات، خلال اليومين الماضيين، بسبب كثافة الامطار، قبل ان تستأنف مجدداً، امس الجمعة. والتوقف الاخير، هو الثاني منذ انطلاق عملية تحرير الساحل الأيمن في شباط الماضي.
وخلال التوقفين يندفع النازحون من احياء الموصل، مستغلين هدوء المعارك الى مناطق تواجد القوات العراقية. وخلال 48 ساعة انتقلت المئات من العوائل، لاول مرة عبر نهر دجلة الى الساحل
الايسر.
ويقدر المسؤول المحلي ان هناك "20 الف عائلة تتواجد الآن في الساحل الايسر، فيما تجاوز العدد الكلي للنازحين عتبة الـ100 ألف شخص".
وسيطرت القطعات العسكرية، خلال الايام الماضية، على 3 جسور من أصل 5 تربط بين ضفتي النهر. وكانت القوات الاميركية قد دمرت بعد ايام من بدء معركة الساحل الايسر، كل الجسور المارة فوق دجلة، بضربة جوية وصفت آنذاك بـ"الدقيقة".
وتسمح الاضرار التي ألحقت بالجسور، بمرور النازحين سيراً على الاقدام، فيما تقوم الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بتوزيع المساعدات على الواصلين للضفة المحررة قبل نحو شهرين.
وانتقد وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف، قبل أيام، دور الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها تجاه نازحي الساحل
الأيمن.
واضطر نازحون من مناطق شمال غربي الموصل، للسير عشرات الكليومترات للوصول الى السيارات العسكرية لنقلهم الى مخيمات الايواء. وتركت تلك العوائل، القادمة من مناطق زراعية في ناحية بادوش والحميدات، وراءها اعداداً كبيرة من المواشي والأبقار.
ويقول قائممقام الموصل ان "هناك فريقاً من المتطوعين، اغلبهم شباب، سيذهبون لاطعام واعطاء الماء لنحو 15 ألف بقرة تركت في تلك المناطق".
وكانت القوات المشتركة قد أعلنت نهاية الاسبوع الماضي، تحرير ناحية بادوش بالكامل والسيطرة على الضفة الغربية لنهردجلة.
وتدور المعارك الآن، في قلب الموصل، بمساحة لاتزيد عن 3كم  مربع، وهو ما يهدد بإنهيار اغلب المنازل نظرا لتقادمها.
ويتوقع النائب عن نينوى أحمد الجبوري ان تطوّق القوات العراقية الاحياء القديمة في وسط الموصل، وتستخدم اسلوبا آخر لتحرير المنطقة.
ويقول الجبوري، في تصريح لـ(المدى)، ان "الأزقة الضيقة لاتسمح بعملية عسكرية كبيرة، ويجب محاصرة تلك الاحياء ثم الاعتماد على المعلومات الأمنية لاصطياد المسلحين بالداخل".
وتعد القيادة العسكرية، بحسب مسؤولين، خطة منفصلة لإعادة السيطرة على المنطقة القديمة. وتلك الاجراءات لو اعتمدت من شأنها ان تطيل من زمن عملية التحرير.
لكن النائب الجبوري يفضل "الذهاب الى مناطق أخرى في الموصل وترك الاحياء القديمة مطوقة".




Matty AL Mache