العلامة اللغوي بينامين حداد في حوار لـ(عنكاوا كوم ) بعد تكريمه من عدة جهات التكر

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 22, 2018, 09:20:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

العلامة اللغوي بينامين حداد في حوار لـ(عنكاوا كوم ) بعد تكريمه من عدة جهات
التكريم حافز للكاتب من اجل تكثيف جهده لخدمة ابناء شعبه     

         
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

حظي العلامة واللغوي المعروف بينامين حداد بالتكريم من جهات عدة في الاونة الاخيرة فقد اعلن البرلمان الاسترالي في فترة سابقة عن تكريمه بشهادة فخرية فيما اعلن مركز يونان هوزايا مؤخرا  عن تكريم حداد اضافة لثلاثة من المهتمين باداب واللغة السريانية ..هذا الحراك باتجاه تكريم  العلامة والموسوعي بينامين حداد كان حافزا لي شخصيا بان ازور المحتفى به وحواره عن مدلولات التكريم لدى الكاتب ورغم معاناته مع المرض فقد رحب بفرصة اللقاء مستهلا حديثه قائلا :
-بالتاكيد يمثل التكريم  لدى الكاتب والاديب فرصة مهمة للاستمرار  بابداعه ويمثل ايضا حافزا لتشجيعه لمواصلة  هذا الابداع كما يسعى تكريم اي كاتب  لابعاده عن الاحباط خصوصا وان اي كاتب يقع في فخ الاحباط حينما يسعى للكتابة والانتاج  وبالتالي يرى منتوجه مرفوعا على الرفوف دون ان يستفاد منه الاخرون  مع الاخذ بنظر الاعتبار  ان اي منتج ادبي وكتابي هو بحد ذاته معالجة وحينما تجدها غير مطروحة في الساحة عموما  فانها تبقى بلا جدوى  وحينها يصاب الكاتب بالاحباط  لذلك مثلما ذكرت فان التكريم  يمنح الكاتب دافعا ومحفزا للاستمرار بالكتابة  وانا اقول بان تكريمي ليس لشخصي فحسب بقدر ما هو تكريم للشريحة البشرية التي ينتمي لها الكاتب وبالمحصلة فان تكريم اي كاتب ينعكس على المجتمع الذي ينتمي اليه الكاتب المكرم ..
*وبالعودة للانباء التي اوردتها وسائل اعلام خاصة بشعبنا  بخصوص تكريمك والتي جاءت من جهات غربية فهل تشعر بالاسى في ان تكون مؤسسات شعبنا داخل الوطن بعيدة عن المشاركة في الاحتفاء بشخصك والعمل على منوال التكريم ؟
-بكل صراحة اقول انني راض عن وضعي باعتباري كاتب وتقييمي جاء في ضوء هذا الامر  واذكر انني حظيت بالتكريم في تسعينيات القرن المنصرم حينما تم تكريم 150 كاتبا رائدا بشارة الرواد وكنا اثنين مسيحيين من ضمن تلك النخبة حيث كرم الى جانبي  يوسف متي من البصرة  وتم منحنا الشارة من قبل نجل رئيس النظام السابق حينما كان يشغل منصب رئيس اتحاد الادباء  كما كرمت من قبل اقليم كردستان قبل نحو ستة اعوام  بخارطة ذهبية تمثل الاقليم  الى جانب اربعة من ادباء شعبنا واذكر منهم الدكتور الراحل فائق بطي حيث جرى تكريمنا في مديرية الثقافة السريانية حينما كان يديرها الاديب الراحل الدكتور سعدي المالح ..
*وما هو افضل تكريم حظيت به  على مدى العقود الماضية ؟
-مثلما ذكرت سابقا فان  التكريم الذي يسعدني حينما ياتي بتقييمي ككاتب ومؤلف وعموما فان التكريم الذي حظيت به من برلمان استراليا  اشعرني بالسعادة واعتز به بالاضافة لمجمل التكريمات التي حظيت بها وما زلت احتفظ بعشرات الدروع التكريمية التي نلتها من مدن مختلفة مثل ارومية وشيكاغو ..
*اذن ، هل تذكر اول تكريم حظيت به ؟
-في السابق وحينما باشرت رحلتي في ميدان الكتابة واللغة  لم يكن للتكريم اي حضور خصوصا وانا اعتبر نفسي قد باشرت تلك الرحلة فعليا في مطلع سبيعينات القرن المنصرم وكنت ابلغ من العمر 40 سنة  لذلك لم يكن التكريم حاضرا في مخيلتي كشاب بقدر اهتمامي الفعلي بالبحث والمثابرة  بالاضافة لان الاتحادات المعنية لم يكن لها اي اهتمام  خصوصا وانها في بداياتها بهذا الامر ..
* وانت تبلغ من العمر 87 عاما مع دعواتنا بطول العمر ، هل لك ان تذكر المحطات التي مررت بها ككاتب في خضم تلك العقود ؟
-بالطبع فان المرحلة الاولى لرحلتي الادبية كانت بالتحديد وانا في عمر 14 سنة حينما كنت في الخامس الابتدائي حيث نظمت اول قصيدة باللغة السريانية  وفق  الشعر العمودي ومازلت افتخر بتلك القصيدة خلافا بادباء يخجلون من كتاباتهم الاولى كونها جاءت دون تجربة او خبرة  وفي فترة الستينات بدات مرحلة اخرى من التجربة الادبية  تحددت  بالاهتمام بالجانب القصصي  والتي تبلورت نتيجة قراءتي لمئات من القصص فضلا عن احتواء مكتبتي  لاكثر من 2000 قصة قصيرة او مجموعات لقصص كما كنت اواظب على اقتناء  مجلة (القصة )  المصرية التي كانت تهتم بالقصة والدراسات المتمحورة حولها واحتفظ بعشرات النسخ من تلك المجلة لحد الان  وكنت اطمح لنشر قصصي فيها فقد كانت صفحاتها مفتوحة  لقصاصيين من مختلف البلدان العربية لكن لم تتح لي الفرصة مع الاسف لكن في المقابل نشرت قصصي في مجلة (الثقافة ) وفي الصحف العراقية التي كانت تصدر في تلك الفترة كالثورة والتاخي  وقد هيات مؤخرا مجموعة قصصية للطبع اسميتها (النار والوتر  الاخضر ) وهي عنوان لاحدى القصص المنشورة ضمن المجموعة وفي الفترة التي تلت الستينات بدات مرحلة جديدة حينما اقر قانون خاص للناطقين باللغة السريانية فتبلورت عدة مؤسسات  ثقافية في ضوء ذلك القانون واذكر منها المجمع العلمي السرياني والجمعية الثقافية واتحاد الادباء السريان وجمعية الفنانين  وكنت عضوا في جميع المؤسسات التي ذكرتها ورغم انني املك شهادة دبلوم معهد المعلمين  لكن  اشير انني حزت شهادة جامعية جراء  معايشتي لكبار العلماء في المجمع  العلمي السرياني وطيلة 32 عاما  فقد نضجت خبرتي في اللغة  وتضلعي فيها وبدات تجربة جديدة  بالكتابة والترجمة من العربية للسريانية وبالعكس فضلا عن تحقيقي لمخطوطات سريانية ونشرها وقد يعود بعض من تلك المخطوطات للقرون السابعة والثامنة والعاشرة للميلاد كما اتيحت لي الفرصة بتقديم محاضرات بالسريانية في كلية بابل فاستفاديت وافدت من تلك التجربة حيث انعكست تلك التجربة على انتاجي لعدة معاجم لغوية وصلت لستة او سبع معاجم  بعضها كان من السريانية الى العربية او بالعكس ومنها اوسع معجم ب1300 صفحة من الحجم الكبير وهو روض الكلم ومعاجم متخصصة بالنباتات والاوبئة  والمصطلحات وبعد تلك المرحلة بدات مرحلة جديدة نحو الاتجاه للتاريخ فقرات  للطبري وابن خلدون  وابن الاثير سواء عن طريق الاستعارة او من خلال مكتبتي الشخصية   فتمكنت من تحقيق كتب تاريخية بالسريانية وترجمتها للعربية ومنها كتاب منسوب لايليا برشنايا اسمه الترجمان بالاضافة لحوليات الرهبنة الهرمزدية كما نشرت كتب تاريخية ككتاب القطر البحري وعن الحضر  لغة وتاريخا وودير مار قرتمين في طور عابدين  واخر تلك الكتب تكللت بانجازي لموسوعة الديارات الذي صدر بثمان مجلدات وبمحتوى عن 1700 دير منتشرة  في الشرق ومن الصين الى شمال افريقيا ..
*تطرقنا لمراحل موسعة من مسيرتك الادبية في الكتابة والنشر لكن هنالك جانب مخفي من اهتماماتك عبر هواية قد يجهلها متابعوك وهي اتقانك للرسم فهل تحدثنا عن هذه الهواية ؟
-بالطبع لاانسى هذه الهواية  لدي جوع نحو الرسم وغالبا ما تبلورت لدي هذه الموهبة الفطرية قبل دخولي للمدرسة الابتدائية ومارست الرسم بمختلف الالوان سواء بالالوان الزيتية  او بالحبر الصيني اوبالفحم وتهذبت هذه الملكة اثناء دراستي في معهد المعلمين الكائن في منطقة الكرادة الشرقية فقد كان مرسم المعهد يعج بالفنانين اضافة لغرفة خاصة بالموسيقى  وقد انتميت للمرسم خلال اربعة ايام في الاسبوع كنت فيها اراقب الرسامين وهم ينجزون لوحاتهم واختياراتهم للالوان  وتوزيع الظل والضوء ومازلت في توق لان ارسم بالالوان المائية فهذا النوع لم اجربه وقد طلبت من الفنان المعروف  امير اوراها  ان يعلمني طريقة الرسم بهذه الالوان بعد انجازه بورتريها لي بهذه الالوان  وقد اخبرني بان الرسم بالالوان المائية هو الاصعب حيث اذا اخطات فمن الصعب تصليح اللوحة بالمقارنة بالرسم بالالوان الزيتية  وليس الرسم هو الوحيد الذي اتقنه لذلك اود الاشارة  لمفارقة طريفة  حينما اخبرني حاضرين في تكريم البرلمان الاسترالي واثناء قراءة بعض محطات سيرتي الذاتية  التي اشارت احداها لعملي نجارا الى جانب الكتابة فصفق الحاضرين بل اشادت اكاديمية بالقول  انها لاول مرة تجد ان كاتبا يتقن الى جانب اهتماماته الادبية احد الاعمال الحرفية كالنجارة ..