تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

هل العالم يعيش مخاضا ؟

بدء بواسطة متي اسو, أغسطس 18, 2015, 09:31:11 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

هل العالم يعيش مخاضا ؟
شهدت الانسانية مخاضات  في تاريخها الطويل . فترات من الألم مصحوبة بالحيرة والخوف ليأتي بعدها الانفراج .. لم تكن جميعها مخاضات سهلة ، كما لم تكن نتائج بعضها إنفراجا ، ربما بدا في باديء الأمر إنفراجا مُفرحا ثم تبين فيما بعد ، وبعد مرور الايام ، انه كان كارثة على الذين ساهموا في " الولادة " أنفسهم وعلى العالم اجمع .
ليس من السهل قراءة ما يحدث على الساحة العالمية وعلى الساحة العربية على وجه الخصوص ، فكيف تخمّن النتائج ؟ ...  الاحداث تتعرضّ الى عمليات من التحريف والتزييف من قبل مّجندين لتصوير الحقيقة على مقاسات الجهات التي ينتمون اليها ، محترفون يبيعون الكلمات الوطنية " الورعة " والنزيهة لتصبّ في صالح الجهات الشريرة . لو لم يكن هناك هذا الكم الهائل من الاعلام المضلّل لتسنّى للمواطن العادي معرفة حقيقة ما يحدث ، لكن الاوضاع المزرية التي يعيشها المواطن ، والأمواج المتلاطمة من الأكاذيب المتناقضة من اطراف الصراع ، تضعه في حالة من اليأس لا يستطيع معها معرفة حقيقة ما يحدث.... حاله تماما حال الذي يتلمّس طريقه في ليل دامس لايرى فيه ابعد من ارنبة انفه ، يتعثّرعلى ارض موحلة والمطر ينهمر بشدة على رأسه  والرياح الشديدة تُفقد توازنه ... هذا المشهد هو ما اخرجه لنا أبطال الصراع  والمزمّرين معهم .
لكن ، إذا تمعنّا في الموقف جيدا ، سنكون متأكين من شيء واحد لايمكن إخفاءه ابدا ، وهو ان " اللامعقول " هو سيد الموقف في معظم الحالات .
فهل " اللامعقول " أصبح قوة قائمة في ذاتها ؟ هل هي قوة اخرى غير منظورة  تفرض نفسها وتتحكم بنا ؟...أم ان " اللامعقول" هو مجرد إفراز لـ " لا معقولية المفاهيم " التي سيطرت على عقول مجتمعاتنا بفعل الأمية المفشيّة والتسطيح المعرفي بعد ان تعرضّت  لزمن طويل لضغوط " الاستبداد "  وحماوة " الايمان الثأري " ؟ .
وماذا بشأن العديد من " لا معقولية " القرارات التي يتخذها الغرب ؟.. هل يصدرها لتناغم " لا معقولية " ما يجري في المنطقة ليجني منها " نتيجة معقولة " .. كما في الرياضيات ( السالب × السالب = موجب ) ؟
في زمن الاتحاد السوفيتي والحرب الباردة  كانت امريكا والغرب على علاقة متينة ، وثقة شبه مطلقة ، مع حلفائها في العالم العربي والاسلامي ...بعد الحقبة السوفيتية إسترخى الغرب خاصة وان المنطقة العربية والاسلامية اصبحت شبه خالية من غريمه الأزلي وهو اليسار السياسي ... وأصبحت المخابرات في هذه الدول " مقاول ثانوي " للمخابرات الغربية الصديقة لقاء مساعدات اقتصادية وعسكرية هائلة .. لكن ، هل إستمرت الثقة بينهما ، خاصة بعد إطلاق جماح التنظيمات الأسلامية التي لم تقتصر اعمالها على أسلمة المجتمعات العربية والاسلامية فقط بل تغلغلت في مفاصل هذه الدول وخاصة في أجهزة مخابراتها ؟ .. الجواب كلا ..
باكستان الحليفة ، تُخرّج  جيوشا للقاعدة وطالبان لتتعسكر في اراضيها وفي الجارة افغانستان  ، وبعد 11 سبتمبر تأوي قادة القاعدة سرا وتنكر بشدة علنا ، دول الخليج تعتّم على نشر جماعاتها الارهابية بأفكارها الوهابية وتُصورهم بـ " الأسلام المعتدل " صديق الغرب المستقبلي.. الى ان أصبحوا تهديدا مباشرا لوجودها فغيّرت موقفها ...تركيا تلعب على ألف حبل بعد ان استلم اردوغان الأسلامي الحكم فيها ... قطر ، ملاذ الأخوان ،  تغطّي على كل افعالها بـ " فلوسها " ... ايران ، رغم عدائها للجانب الآخر ، إلا انها الطرف الآخر للمعادلة السلبية التي لا يمكن الوثوق بها أبدا ، وهي لا تكف عن التدخل في جميع الصراعات في المنطقة غير آبهة بالعالم أجمع  ...
السؤال هو : ما الذي يجعل ايران وداعش وتركيا وباكستان ودول الخليج وكل المتصارعين في المنطقة يقدمون على مثل هذه الافعال الخطيرة وهم يعلمون جيدا مقدار " حجومهم " ؟ ... هل افقدهم الغرور بصيرتهم فأصبحوا يرون " اللامعقول " معقولا ؟ أم انه الخدر الديني ؟ .. لا استبعد ذلك ولنا في الراحل صدام حسين مثالا في تدمير نفسه والعراق ايضا .
هل يستطيع الغرب ان يقنعنا بأنه لا يعرف " حجم " كل واحد من هؤلاء ؟ ام انه يأس منهم ومن خداعهم للعالم ولبعضهم البعض ، ففضل ان يقف شبه متفرج لما تخوضه هذه الكيانات " الغير معقولة " لتنتج مخاضا ايجابيا في النهاية ؟
هل نسينا كيف ادارت بعض الاقطار العربية ظهرها للأتحاد السوفيتي الذي كان يدعمها في كثير من الامور ؟
ان طغيان واجرام الحكام العرب بحق شعوبهم كان ولا يزال مرضا مزمنا ، والكأس الذي يجمع قطرات خطاياهم قد إمتلأ الآن وأخذ يطفح ...وقد حان الوقت ليشربوا كأس اجرامهم .
هل يتدخل الغرب عسكريا بقوة لانهاء داعش في اسابيع قليلة ليقدم العراق بأكمله هدية الى ايران ؟ ... فعلها سابقا وكانت النتيجة معروفة...ومن يريد ان يدعي ان هناك بديلا جيدا له القوة الكافية على مسك الارض وحكم العراق فليرشدنا عليه !!! ............                  أم يدع داعش تُسقط النظام ليصبح العراق أتعس من افغانستان في زمن طالبان ؟
تعلّم الغرب ان لا يتدخل فيما ليس له مصلحة فيه .. ومادام الصراع لا يهدد مصالحه ، بل قد يفيده ، لذا من الافضل له ان يدعهم يتقاتلون .... ومن صلب صراعهم سيخرج من يُسقطهم بعد ان تتكشف حقيقتهم...
ارجو ان تكون المظاهرات الحالية أول الغيث .
لكن السؤال  هو : هل نتحدث هنا عن مصير دولة او منطقة ؟ ، أم سيكون زلزالا عظيما يُطمر ما عانت منه المنطقة  والبشرية جمعاء في تاريخها الطويل ؟
ربما الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجئات .