تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

أجيال الليبرالية

بدء بواسطة متي اسو, يوليو 06, 2015, 08:58:13 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

أجيال الليبرالية
كنا نحلم ، ونحن نعيش في قفص اسمه وطن ، بالحرية ... حرية مطلقة ، نسمع بها ولم نذقها .. نرنوا اليها بعيون جائعة ، كطفل متشرد فقير وهو يضغط بأنفه على زجاج دكان يبيع الحلوى ... الليبرالية ، ما أجملها وما أحلاها ....
لكننا ، وبعد ان سافرنا اليها وكلنا اشتياق ولهفة ، وآمال واعدة تدغدغ احلامنا.....توقفنا وصحونا ...
سأفوّتُ الفرصة على الجاحد الذي سيرقص فرحا وهو يقول : ألم نقل ان " الوطن السجن" هو الافضل ؟ ... الجواب : كلا ، وألف كلا ... الشعور العالي بقيمتك الانسانية هو وحده الكفيل والدافع لقول " كلا ... وألف كلا " .
لم نكن نتصور ان مفهوم الليبرالية سيتشوّه على ايادي بعض الليبرالين المغالين انفسهم ... جعلوا من الليبرالية أشبه بـ " بيت الحرامية " يحوي في كنفه : اسلاميون متطرفون ، مثيلي الجنس ، مافيات المخدرات ... كل هؤلاء إستغلوا قيم الحرية والنظام القانوني  لانتشارهم السرطاني ، وبالتالي للأعتداء على حرية الآخرين !!!! ،
لم تعمد الليبرالية والعلمانية الى فصل الكنيسة عن الدولة فقط ( والتي أؤيدها ) ، لكنها فصلت الكنيسة عن الناس انفسهم فجعلت الكثير منهم يعيش في حالة من الخواء الروحي ..
كانت لي صديقة ، يجمعنا تبادل الكتب والحوار بشأنها . كانت شابة لطيفة مسالمة ، فوجئتُ بطلبها مني ان أرافقها يوما الى مركز " بوذي " ، ثم علمتُ منها انها لا تذهب الى هناك لممارسة " اليوغا " فقط ، بل للأستماع الى " تعاليم بوذا " .. كانت معجبة جدا به وتعتبره إله المحبة والسلام ... تعجبتُ من هذه الكندية ( رغم حبي لبوذا ) والتي هي من اب انكليزي وام استرالية ولا تعرف شيئا عن  " رئيس السلام " يسوع المسيح له كل المجد .
قلت لها : سوف أأتي معك شرط ان تأتي معي الى الكنيسة يوم الاحد ... وافقتْ .
" تجاوز عمركِ الثلاثين الآن ، ألم يخبركِ ابواك أبدا شيئا عن يسوع المسيح ؟ " سألتها.
اجابت : ان اهلها لا يؤمنون .... رغم ان اباها كان مثقفا جدا ويزودنا بالكتب احيانا ... قلتُ لها : لماذا لم تحاولي انتِ ؟ .. أجابت : ذهبت مرتين الى الكنيسة ورأيتُ الجواب في تصرفات وعيون بعض المؤمنين والتي تقول لي : " الجنة لنا نحن المخلّصون ، والنار لكم انتم الخطاة " .
هذه هي مصيبة بعض المؤمنين ... عوضا ان يعملوا بتعاليم المسيح التي دعت الى محبة الآخرين ، اصبحوا عثرة للآخرين ليس لسبب إلا لأشباع نرجسيّتهم .
مضى وقت طويل ... لم أذهب الى المعبد ، ولم تأتِ الى الكنيسة .. لا اسمع منها عدا ايميلات قليلة  تطلب فيها ان أقرأ ما كتبته او عن ما قيل عنها ...تعبر فيها عن حبها لـ " الليبرالية والليبراليين " !!!!
في يوم الاحد ، قبل اسبوعين ، إخترتُ الذهاب الى كنيسة كندية لم أدخلها قبلا ... المفاجأة كانت في العدد الكبير من الناس الذين حضروا للصلاة ، المفاجأة الاكبر كانت في عدد الشباب والشابات الذين تعمّدوا في ذلك اليوم ... سمعت كلام الشباب وهم يصلّون ويقبلون المسيح مخلّصا ... لم يكونوا مسيحيين من طوائف اخرى ، بل لم يكونوا مسيحيين اصلا رغم انحدارهم من اسر كانت مسيحية يوما ما . بكت بعض الشابات وهنّ يعلن كيف كنّ ضائعات بين اشواك تحاول عامدة متعمدة خنق المسيحية ، لم تكن لديهن اية فكرة عن المسيح ... ابدا .. ثم وجدن انفسهن بمعرفة المسيح .
أخبرتُ صديقا لي بما رأيته في الكنيسة ... أجابني ابنه ضاحكا :  " اخبرت صديقتي من المدرسة بأنني مؤمن ، تراجعت مذعورة خائفة ، خابرت امها لتخبرها بـ " المصيبة " : يا الهي ، ماما ، هذا صديقي يقول انه يؤمن بالله " . ( عندما قالت – يا الهي – لم اكن اعلم اي اله تقصد ) .
تريد الليبرالية ان تفرض ما هو غير طبيعي ليفرض قوانينه على قوانين الطبيعة ( ولا نقول قوانين الكنيسة ) .
ترفع الليبرالية شعارات برّاقة وهّاجة إن إستمرت بها ستحطم قيم مجتمعاتها ..
من هذه الشعارات " التعددية الثقافية والعرقية " .. هذا الشعار البراق الذي يستهوي كل المهاجرين ولا يستفيد منه إلا  الرجعيين والاسلاميين ...
نعم لـ " التعديية العرقية " لان الانسان ينتمي الى عرق ما بالولادة وعليه الاعتزاز بإنتماءه .
.. لا فضل لأحد على أحد ....
لكن ، كلا والف كلا لـ " التعددية الثقافية " .. القانون لا يمنع احدا ان يراعي ويمارس ثقافته الشخصية المهاجرة معه في بيته ... لكن فرضها على المجتمع الجديد تحت قانون " التعددية الثقافية " مأساة ما بعدها مأساة ... ساهموا في خنق ثقافاتهم في بلدانهم الاصلية ، ويريدون حملها على ظهورهم ليفرضوها هنا !!!!!
سألتُ صديقا لي ( وهو عراقي مسلم كان قد هاجر الى كندا قبلي بوقت طويل ) لماذا ليس للعراقيين مركز ثقافي ؟ ... ضحك طويلا ... وسرد لي القصة ، كيف انه وزوجته ( وهي استاذة جامعية ) مع عراقيين آخرين معظمهم يحمل شهادة دكتوراه اجتمعوا لأشهر لهذا الغرض ، بعد الانتهاء من وضع النظام الداخلي قرروا الاجتماع لغرض اختيار الرئيس والادارة والشؤون المالية ... وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان ... قام احد المؤمنين الغيورين على دينه وثقافته وسأل السؤال التالي : هل من الممكن تاجير المركز للأعضاء لغرض المناسبات ؟ .. الجواب نعم ... ثم سأل : هل يسمح المركز  لصاحب الحفلة ( ان اراد ) تناول المشروبات الروحية ؟ ... الجواب ( بعد تردد )  نعم ....
إستشاط المؤمن غضبا وضرب المنضدة فقلبها وهويصيح " هذا ليس مركز ثقافي بل ماخور!!! "
والدهشة الكبرى ان الحاضرين انقلبوا الى معسكرين يتعاركون .... و " تفلّشت الدومنة " ....
الشعار الواجب فرضه هو " مجتمع متعدد الاعراق ذو ثقافة واحد " ... وكما أسلفتُ ، القانون لا يمنعك من مزاولة ثقافتك في بيتك .
ومن لا يعجبه فعليه العودة من حيث اتى ، يحتضن ثقافته وينام قرير العين .


متي اسو

سألني احد الاخوان في احد المواقع التي نشرت فيها المقال :  الليبرالية منعت الكنيسة من السياسة ، فكيف منعت الناس من الكنيسة ؟
كان هذا جوابي :
" عزيزي الاخ مزاحم
قبل كل شيء اود ان أعبر عن مدى سروري بتعليقاتك الناضجة
المثل الذي ينطبق على الحالة في الغرب هي ما قاله رب المجد يسوع المسيح ، قال ذلك وهوينظر بعين الشفقة الى الجموع ،
فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ ".
ما ذنب الاطفال ، ومن ثم الشباب الذين لم يُسمعهم احد بـ " يسوع المسيح " ؟ كيف لهم ان يعرفوا ... الفتاة التي ذكرتها تجاوزت الثلاثين وهي تفتش عن الغذاء الروحي الى ان وجدته صدفة ( عن طريق اصدقاء ) لدى " بوذا " ، وجدت السلام والمحبة التي تبحث عنها وهي لا تدرك انها ، مع المسيح ، قريبة منها .
ناقوس لا يدق في الغرب ، معظم الكنائس لا صُلبان عليها كي لا تؤذي أعين غير المسيحيين ، " هكذا تكلّم الليبراليون " ... تحولّت التهنئة بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة الى " عطلة سعيدة !!" كي لا تكون ضغطا على غير المسيحيين  ،" هكذا تكلّم الليبراليون ".. إركاع الكنيسة يجري على قدم وساق لتزويج مثيلي الجنس ، فالحرية لمثيلي الجنس وليس للكنيسة ، " هكذا تكلّم الليبراليون " . بعض المدرسين والمدرسات أضافوا دروسا يعلّمون فيها الاطفال ان يتقبلوا حياة وأسرة فيها أبوان أو أمان فقط ، لكن معلمة ارادت ات تشرح معنى عيد الميلاد لطلابها ،عاد الطفل وحكى لآبيه المسلم ، لم يذهب الأب الى المدرسة لعلّ هناك سوء فهم ، بل اتصل بمنظمة " كير " وهي منظمة العلاقات الامريكية الاسلامية ، هذه بدورها لم تذهب الى المدرسة لتقف على صحة الخبر بل دفعت محاميها ( الجاهزين دائما ) لتسجيل شكوى في المحكمة على معلمة تخرق قانون " العلمانية " لإفساد الطلاب !!!! . " هكذا تكلّم الليبراليون "...هجمة اعلامية ضخمة في كل مناسبة مسيحية للسخرية من رب المجد نفسه...
لكن ، في الخمس السنوات الاخيرة ، بدأت الناس تعود الى منبعها الايماني ... ان قيم العلمانية والليبرالية مبنية اساسا على القيم المسيحية مهما حاول الملحدون من الليبراليين طمس هذه الحقيقة .
" فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ "..... " وأبواب الجحيم لا تقوى عليها " ... هذا وعد من الرب الأله ...."