تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تبرير الارهاب

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 13, 2014, 02:47:30 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

تبرير الارهاب




لا شك ان تبرير الارهاب لايقل إرهابا عن قطع الرؤوس وسبي الأطفال والنساء .
كي يعيش الارهاب وينمو فإنه يحتاج الى : دعم مالي وعسكري مستديم ، دولة او دول راعية واخرى حاضنه ( كليا او جزئيا ) ، اعلام متمرس ومتشعب  لنشر الافكار والتجنيد ، ونشر اخبار الارهاب ليلقي الرعب في قلوب الناس . ويعتبر تبرير الارهاب الجزء الأهم  في عملية الاعلام هذه لان " المبرر " عادة ما يتناول الموضوع على نحو غير مباشر مُظهرا نفسه وكأنه ضد الارهاب وبذلك يكون خداع الناس وخدمة الارهاب في اوجهها .
نشرت " العربية . نت " بقلم احد محرريها ( كمال قبيسي من لندن ) بتاريخ 12/10/2014 مقال بعنوان :
" كولومبس أخطر الدواعش قتل 250 الف انسان بعامين " . بدأ مقاله بـ :
" الخليفة "الداعشي" أبو بكر البغدادي يستحق "نوبل للسلام" إذا ما قارنوه بآخر دموي، سبقه إلى "التدعوش" بأكثر من 5 قرون، ويزعمون أنه "اكتشف" ما سموه "أميركا " وهو كرستوف كولومبس . موّلت إسبانيا رحلاته "مما جمعته من مصادرة أملاك المسلمين بعد طردهم من الأندلس " .!!!!
نقطتان جوهريتان يريد الكاتب ان تصل الى المتلقي :
اولا :داعشنا الحالي قديسا مقارنة بالدواعش القدامى .                                             
ثانيا : ان التمويل كان من املاك المسلمين التي صودرت بعد طردهم من الاندلس .           
الاسئلة عديدة ، لكن اهمها هي :
ما الذي حدا بالكاتب ان يروي هذه القصة التي حدثت قبل 5 قرون في هذا الوقت بالذات ليجعل من داعشنا بطلا للسلام ؟
ما الذي يرمي اليه الكاتب عندما يقول ان التمويل كان من مصادرة اموال المسلمين بعد طردهم من الاندلس؟   
هل يبرر هنا طرد الاقليات ، والمسيحيين خاصة ، والاستيلاء على ممتلكاتهم لتمويل داعش؟
الكاتب هذا وأمثاله دأبوا مؤخرا على العزف على وتر " الانسانية " المفقود في تاريخهم ، اخذوا يتحدثون عن ما جرى للهنود الحمر وللسود ، ومافعلته الكنيسة قبل 5 قرون ايضا       ( لرعاياها وليس لغيرهم ) .
يصدعون رأسك بما فعله هتلر ، وعندما تقول لهم ان ألغرب هو الذي قضى على هتلر ولا زال يحارب افكاره ، يجيبك ألم يكن منهم !!! . وكأن تاريخنا كان ملائكيا و,إن داعش نهض من الجحيم .
كل هذا السرد ، وكل قصص الماضي هذه ( الصحيحة والمختلقة )، التي تواردت على ضمائر "هؤلاء الأنسانيين " فجأة  وفي هذا الوقت بالذات ، ما  هي إلا لتبرير الارهاب الحالي ....سواء كان بالقصد ام بالنتيجة .
ان معظم هؤلاء الذين يحاربون عنصرية الغرب قد هربوا من بلدانهم السمحة ليعيشوا نكدا في الغرب العنصري !!! ، هذا ان دل على شيء فإنه يدل على مصداقيتهم .
لم يقل لنا الكاتب ماذا كان يعمل المسلمون في الاندلس ؟ ولماذا كانت اسبانيا عاجزة عن التمويل بدون مصادرة املاك المسلمين هناك ؟.
لم يقولوا لنا ماذا كان وضع السود في الشرق العربي وفي الجزيرة العربية خاصة (و ما قصة عنترة بن شداد إلا مثالا).
لا يقولوا لنا لماذا انكمش اعداد سكان البلد الاصليين على نحو خطير وها هو المتبقي منهم الآن مهدد بالتهجير .
الذي اعرفه جيدا ،وهو ماثل امام اعيننا وليس تاريخا قد يكون مزورا ، الآن ، وفي الوقت الحاضر، فإن دولة مثل كندا تعطي امتيازات عديدة ومنها التملك المجاني للسكان الاصليين فقط  .. والآن ، وفي الوقت الحاضر، فإن السكان الاصليين في العراق يتم قتلهم وتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم .
هذا ما نراه اليوم امام اعيننا وليس تاريخا لا نعلم مدى مصداقيته ..