مشاكسة رسائل سلبية الى القمة العربية / مال الله فرج

بدء بواسطة matoka, مارس 02, 2012, 08:01:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

مشاكسة
رسائل سلبية
الى القمة العربية







مال اللــه فــرج
malalah_faraj@yahoo.com

اذا كان شر البلية ما يضحك , وشر العلاقات الزوجية ما بنيت على التشكيك والشك والتشكك , وشر العملية السياسية ما يربك , فما الذي سيخطر على البال وكيف سيكون سيؤول المأل اذا اجتمع كل هذا المحال في واقع الحال ؟؟؟, واي ضحك سيكون بنكهة البكاء وبأي شكل سيكون البلاء ؟؟؟  , والى اية كوارث وماسي سوف يدفع بنا السياسيون والبرلمانيون والمسؤولون الحكوميون , اذا استمروا على هذا النهج يسيرون  , و في  فوضى  المواقف والتصريحات والقرارت المتناقضة يغرقون ؟؟؟ 

فقد تعددت وتباينت واختلفت الوان واشكال وصيغ ومواقف وقرارات واهداف واتجاهات الحكومة والبرلمان والعملية السياسية ونحن نقف على بوابة استضافة القمة العربية , حتى باتت ستراتيجيتنا ومواقفنا وسياستنا وقراراتنا بتناقضاتها وخلافاتها وصراعاتها عديمة اللون والنكهة والطعم والرائحة , مثل شاي البطاقة التموينية وبقية سلعها الهجينية قبل ان تصاب تلك البطاقة الحزينة بالعقم وتتوقف عن تسويق الشاي المستعمل والردئ ونفايات الدول الاخرى للمواطنين المساكين الذين لا يحصلون من عائداتهم النفطية الا على اردأ السلع الغذائية .

ففي خضم الاستعدادات لاحتضان القمة العربية التي يصر البعض رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها على تسميتها بالقمة التأريخية او المصيرية او الثورية او الحاسمة  بالاخص وان العمل العربي يعيش واحدة من اصعب مخاضاته وتحولاته ومتغيراته وافرازاته وما يستلزمه ذلك من وحدة كل المواقف السياسية والحكومية والبرلمانية وحتى الشعبية لتوفير المناخات الطبيعية ولارسال الرسائل الايجابية المحفزة لاستقطاب حضور الملوك والقادة والرؤساء العرب الى بغداد بكل ثقة واعتداد وفي مقدمة ذلك العمل على توفير اعلى مستويات الامن والاستقرار , الا ان على العكس من ذلك نجد ان العديد من الرسائل السلبية قد انطلقت من مركز استضافة هذا الحدث (التأريخي) بالذات بدل الحرص على توجيه الرسائل الايجابية المطمئنة , فأية فوضى هذه ؟؟؟ وهل المطلوب طمأنة القادة العرب ام افزاعهم ؟؟؟ وهل المطلوب انجاح القمة ام افشالها ؟؟؟ وهل المطلوب وحدة الموقف الوطني ام تبعثره ؟؟؟ والا ما معنى هذه الرسائل السلبية في هذه المرحلة المصيرية ؟؟؟

رسائل ثلاث تقف في مقدمة الرسائل السلبية الموجهة للقمة العربية اولها الاعمال والتفجيرات الارهابية المجنونة التي عصفت ببغداد والعديد من المحافظات الاخرى مؤخرا واوقعت العشرات من الشهداء والجرحى وما رافقها من ردود افعال سياسية متطرفة احيانا تمثلت بتبادل الاتهامات حول مسؤوليتها بل واتهام جهات سياسية ضالعة ومشاركة في العملية السياسية بها فما الذي سيقوله الرأي العام العربي والقادة العرب ورئاسة الجامعة العربية عن دولة تريد احتضان قادة العمل العربي وهي تعيش هذه الاخطار والتحديات الامنية بل وتبادل الاتهامات اليومية بين شركائها ومحاورها واطرافها  حول مسؤولية الضلوع بهذه التفجيرات والسؤال الحيوي الاهم هل بامكان هذه الفوضى السياسية والامنية في دولة بلا وزراء امنيين ان تضمن الامن الشخصي للملوك والامراء والقادة والرؤساء ؟؟؟

اما الرسالة السلبية الثانية الموجهة للقمة العربية فتتمثل بالانقسامات والصراعات والخلافات الحادة بين شركاء العملية السياسية والتي تصاعد لهيبها في ظل افرازات قضية نائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي وفشل كل الاطرف السياسية في احتواء الازمة او ايقاف افرازاتها وتداعياتها على الاقل ,  مما قاد لافشال الجهود المختلفة لعقد المؤتمر الوطني الذي لا احد يستطيع مع كل هذا الكم الكبير والمخيف من التقاطعات والاتهامات السياسية ان يتكهن بموعد عقده في حين تشير معظم الدلائل وفي ضوء هذه الصراعات الحادة الى انه ربما سيتحول في حالة انعقاده الى ساحة حرب سياسية ماساوية وربما كارثية بدل ان يكون محطة للمصالحة الوطنية , وبذلك فان قضية الهاشمي بالذات تشكل الرسالة السلبية الثانية للقمة العربية , رسالة مفادها هل تصلح دولة فشلت في توحيد صفوف سياسييها على ان تكون عاصمة وساحة ومحطة ومركزا لتوحيد الجهد العربي ؟؟؟ وربما السؤال الاهم الذي سيكون مثار تندر بعض الاطراف العربية هو : اية قمة عربية هذه التي يمكن ان تستضيفها دولة يضطلع فيها نائب الرئيس بقيادة المجاميع الارهابية ضد شعبه هذا ان كانت الاتهامات الموجهة اليه مؤكدة وصحيحة بموجب احكام قضائية منصفة ومحايدة ونزيهة وعادلة وقاطعة , وهل سيأمن القادة العرب على انفسهم في دولة يمارس فيها واحد من ارفع المسؤولين الحكوميين الارهاب ؟؟؟

بيد ان اوضح واهم واخطر الرسائل السلبية الموجهة للقمة العربية انطلقت ولشديد الاسف من البرلمان نفسه الذي صوت على صفقة شراء سيارات مصفحة لاعضائه في الوقت الذي تتسارع فيه مختلف الجهود الوطنية وعلى مختلف الصعد لاستضافة القمة العربية ولتعزيز الانطباعات لدى الشارع العربي ولدى الحكومات والقادة العرب ولدى الجامعة العربية بتحسن الاوضاع الامنية واستقرارها وبالتالي جدارة وكفاءة واستعداد بغداد لاستقبال قادة الامة , واذا بقرار البرلمان غير الحكيم ينطلق في الوقت القاتل ليجسد انطباعا سلبيا بل وليمثل رسالة سلبية مفادها (اذا كانت الحكومة العراقية غير قادرة على حماية ارواح برلمانييها الا بالسيارات المصفحة فهل ستكون مؤهلة فعلا وقادرة فعلا على توفير الحماية لضيوفها من القادةالعرب والوفود المرافقة ؟؟)

ترى اما كان الاجدر بالبرلمان الذي بعث بقراره المتسرع العقيم وغير الحكيم هذه الرسالة السلبية  التأني وتأجيل قراره  لما بعد انعقاد القمة ؟؟؟ ام ان القمةالعربية لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد فهي شأن حكومي وأن انتزاع السيارات المصفحة الشخصية اهم بكثير من انجاح القمة العربية , والاهم الا يوجد في البرلمان مستشار حكيم  كان بامكانه ان يقترح تأجيل مثل هذا القرار الثوري المصيري الستراتيجي الخطير لما بعد مؤتمر القمة المثير من اجل ان نوصد الابواب امام أي تفسير سلبي شرير .

اخيرا ان كان المعنيون لا يعلمون بابعاد وتأثيرات رسائلهم السلبية على القمة العربية , فتلك مصيبة , اما ان كانوا يعلمون ويتعمدون فالمصيبة ادهى واكبر واخطر وامر .






ورد الينا عبر بريد الموقع
Matty AL Mache