اولاد الخنازيــــــر / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 22, 2012, 06:52:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

اولاد الخنازير



مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


      تعقيبا على مشاكستي المنشورة  تحت عنوان ( الستراتيجية الحليبية لحل الازمات الدولية)  المتضمنة فتوى (شـــــــرعية) لمفتي سوداني  (حرم فيها زواج شاب وشابة اذا تناولا ايس كريم مشتركة وكانت تحتوي على مادة الحليب)  ردود افعال متباينة كان من بينها  رد فعل قارئ اطلق على نفسه اسم (عاشــــق الصمت) قال فيه :       
  ما ان قرأت تلك المشاكسة حتى ادركت بأن مشكلتي الحقيقية قد انتهت وانني بت اقف على بوابة حل موضوعي وبطريقة هادئة و (شــــــرعية) لن  تحرجني امام زوجتي بالاخص بعد ان اعدت قراءة  تلك المشاكسة التي وفرت لي الحل السحري الذي بحثت عنه طويلا وانتظرته طويلا عدة مرات حتى حفظت كل ما جاء بها استعدادا للمعركة المصيرية الفاصلة واسرعت بوضع تلك المشاكسة امام زوجتي  .

ويتابع : 
وللعلم فان اصل مشكلتي تكمن وراء رغبتي في الزواج ثانية من احدى زميلاتي في العمل وهي شابة انيقة وجميلة ومثقفة واجتماعية ومتحدثة لبقة , والاهم انها تضج بانوثة ملتهبة كفيلة باذابة جليد كل الرغبات النائمة ,  رغم انها تصغرني بأكثر من عشرين عاما  , ورغم انني لم افاتحها صراحة باعجابي ولا برغبتي في الزواج منها الا  انها جعلتني اشعر بانها ستكون جزيرة الحب والرغبة والاحلام الرومانسية التي ستعيدني سنوات  الى الوراء وتفجر ينابيع شبابي الخاوية من جديد وتحتوي كل رغباتي الملتهبة وتروي ظمئي بالاخص وانا اريدها بالحلال , لكن المشكلة كانت تكمن دائما في زوجتي وام اولادي الاربعة التي تزوجتها بعد قصة حب عنيفة ابتدأت على مدرجات الجامعة وانتهت  امام المأذون  وما عزز رباط الزوجية بيننا ارتباطنا الروحي بأطفالنا من جهة وحرصها فوق  العادة على توفير كل متطلبات الراحة والسعادة الزوجية والشخصية لي وقد وقفت الى جانبي في كل العقبات والصعوبات وتحملت الكثير سواء من اساءات اهلي في سبيل الحفاظ على حياتنا المشتركه  .. او في عبور الازمات المالية وعندما كنت اصاب بعارض صحي  كانت تسهر الى جانبي حتى الصباح كما تسهر الام امام سرير وحيدها الرضيع عندما يمرض بل وذهبت الى ابعد من ذلك نبلا وتضحية وهي تؤكد استعدادها   للتبرع باحدى كليتيها لي عندما اصبت بعجز كلوي لولا ان الانسجة لم تكن متطابقة بيننا , ومع ذلك همست باذني وهي  جادة وصادقة (لوأنك كنت بحاجة الى عيني الاثنتين لتبرعت بهما لك ويكفيني ان اسمع صوتك وان احس بانفاسك)  لذلك كان من الصعوبة ومن المحرج بل ومن غير المنطقي وربما من المستحيل ان افاتحها بابغض الحلال او ان استشرها  حول رغبتي بالزواج من اخرى لابدو عديم الوفاء رغم ان ذلك من حقي شرعا  لانني اعرف جيدا  انها سترفض ذلك  , فكرامتها  لن تسمح لها ان تتحول الى زوجة (احتياط ) او الى زوجة ثانية او الى مجرد جسد عند الطلب فهي تحبني بعنف كما احببتها لكنها في الوقت نفسه ابية النفس بعنف ومتمسكة بكرامتها بعنف ايضا وربما لن تغفر لي تلك (الرغبة المجنونة التي قد تأخذ بنظرها شكل  نزوة  جنسية)  ابدا ان انا اقدمت عليها .. لذلك كانت تلك (الفتوى)  تمثل الحل السحري الشرعي الوحيد كما اعتقدت , بل انني رأيت بأنها قد ( فصلت) على مقاسي حقا ومتطابقة مع ظروفي الاسرية , بل مع رغبتي تماما   .

ويضيف (عاشق الصمت) :
كنت ادندن مع نفسي باغنية (كبد .. كبد .. كبدبد فدوى اروح الهالخد )  وانا استعيد تقاطيع زميلتي المثيرة و ارقب في الوقت نفسه بتمعن ردود فعل زوجتي  على تقاسيم وجهها الذي اتعبته الحياة ومعاناتها وتربية الاطفال ومتطلباتي الشخصية ومصاعبها الصحية حتى باتت تبدو اكبر من عمرها الحقيقي وهي تقرأ تفاصيل المشاكسة التي اعتقدت بانها ستكون قارب الانقاذ (الشرعي) لي , فكانت تبتسم تارة وتتجهم اخرى وتقطب حاجبيها وتفتح بؤبؤيها العسليين على سعتيهما ,وعندما فرغت من القراءة سالتها بلهفة داخلية وبلامبالاة ظاهرية  (ما رأيك بهذه الفتوى؟) اجابت على الفور وكأنها كانت بانتظار تساؤلي ذاك (وانت ما رأيك؟) اجبت ببراءة ظاهرية لم تخدعها وانا احبس خفقات قلبي (لقد تناولنا نفس حليب البطاقة التموينية منذ سنوات) اجابت (اكمل مالذي تريد الوصول اليه؟) اجبت (وفق هذه الفتوى الشرعية ان كانت جادة  فقد اصبحنا محرمين على بعضنا اذ اصبحنا اخوة بالرضاعة لأننا تناولنا نفس الحليب من نفس المصدر)  قالت ضاحكة (تقصد من نفس البقرة أي ان جميع الابقار والعجول الذين تناولوا الحليب نفسه من نفس البقرة المعنية قد اصبحوا اخوتنا واخواتنا بالرضاعة حسب فتوى هذا المفتي الجليل  الذي تريد الاحتكام لفتواه ).. واضافت بحدة وبجدية (من هي التي  فضلتها علي بعد هذه السنوات الطويلة وتريد الزواج منها ؟؟)  رغم انني اقسمت لها اغلظ الايمان كذبا بانني لا ابغي الزواج من اخرى وانني فقط اردت التأكد من صحة هذه الفتوى حتى لا نقع في الحرام الا انها تابعت (هل نسيت ايها الذكي المؤمن اللبيب لو كانت هذه الفتوى شرعية حقا كيف سينظر الشرع والمجتمع والدين الى اطفال هم  ــ لا سامح الله ــ ثمرة علاقة او زواج بين اثنين محرمين على بعضهما؟؟؟) صمت وغادرت مسرح المناقشة منكسرا خائبا  بينما عمدت هي الى رفع صوت جهاز التلفاز على الاخر حيث كان الفنان سعدون جابر يشدو صدفة  باغنية (عيني  عيني  لا تعاشر البت ذات والماله تالي ) وبالطبع كانت رسالة مباشرة وبليغة وردا جارحا بل مهينا  .

واضاف : من جانب اخر لو فكرت يا اخي بشكل واقعي بهذه الفتوى الشرعية وانت  تستطلع بنظرة متفحصة تصرفات وخروقات وفساد  بعض السياسيين والبرلمانيين والوزراء والروؤساء وحتى المدراء العامين ورؤساء لجان العقود والمناقصات والمشتريات في بعض الدول واقدام بعضهم على بيع الاوطان واخرين على سرقة المال العام ومتاجرة الاخرين بالشعارات الوطنية لتحقيق مأربهم الشخصية ونفاق بعضهم السياسي وتضحية اخرين بالقيم والمصالح الوطنية وبثروات ومصائر شعوبهم خدمة لمصالحهم ولمصالح  الدول الاجنبية ربما لاقتنعت فعلا بان بعضهم قد تناول حليب ثعالب واخرون تناولوا حليب ذئاب وبعضهم ربما تشي تصرفاته بأنه قد رضع حليب الخنازير.