مشاكسة الستراتيجيــة الحليـــبية لحـل الازمـات الدوليــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 09, 2012, 08:01:08 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
الستراتيجيــة الحليـــبية
لحـل الازمـات الدوليــــة



مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

في الوقت الذي بات فيه العالم يقف وجهاً لوجه امام عواصف الازمات العاتية وافرازاتها الخطيرة التي تهدد باشتعال مواجهات ساخنه هنا، وبصدامات ملتهبة هناك بالاخص مع تواصل عوامل واخطار التصعيد في الازمة النووية الايرانية وتداعيات مضيق هرمز من ناحية، وتواصل تفاعلات زلزال الربيع العربي الذي هز الشرق الاوسط بعنف من ناحية اخرى، وماتزال تفاعلاته تواصل نشاطها الزلزالي محدثة الكثير من التغييرات في هيكلية المنطقة وتضاريسها السياسية والايدلوجية ، ومهددة بالمزيد من الازمات والصدمات التي ربما تقود لكوارث مأساوية اشد عنفا واعمق خطورة ، أفتى شيخ وقور صبور، ومفتي معروف من السودان بفتوى تأريخية، بإمكانها ان تحدث تغييراً جذرياً في العلاقات العائلية والاجتماعية والدولية على حد سواء ، وان تطفأ لهيب الازمات ونيران الصدامات وان توقف الحروب والمنازعات، وان تضع العالم على بوابة عصر جديد من التفاهمات والتوافقات ومن الانسجام والسلام والوئام .

       وملخص هذه الستراتيجية السحرية تتمثل في استخدام (الحليــــــب) في فض المنازعات الدولية، وفي الاحتكام للروابط والعلاقات (الاخويــــــــــة) بعيداً عن العقوبات الدولية وعن التلويح بالمواجهات العسكرية، وعن اللجوء لعوامل الردع في توجيه الضربات الاستباقية، وفي استخدام الصواريخ الغبية والذكية واللجوء للأسلحة التدميرية في فرض الاشتراطات والقرارات الدولية .
       هذه الستراتيجية (الانســــانية) التي ستجنب الانسانية كل الكوارث، والمآسي والحروب والمواجهات العسكرية واخطار المنازعات الدولية، بطلها مفتي سوداني جليل، تصدى بفتوى موضوعية لهذا الواقع العليل، ليضع اللبنة الاساسية لستراتيجية تاريخية ستكفل للانسانية الامن والسلام والاستقرار .. وتجنبها الحروب والدمار.
ففي معرض اجابة هذا (المفتــــي)  الجليل، على اسئلة الطلبة والطالبات الشرعية في احدى الجامعات السودانية حول حكم الشرع تجاه طالب وزميلته الطالبة في الجامعة المذكورة،  وهما يتبادلان تناول قطعة (ايس كريـــــــــم) مشتركة قال:
( اذا لم تكن الايس كريم تحتوي على حليب، فما عليهما من شيء، اما ان احتوت على حليب، فإن زميلته ستكون اخته بالرضاعة، ولايحق له الزواج منها).
في الواقع سررت وحزنت، كما عجبت واندهشت لهذه (الفتــــــــوى) الشرعية التي ستغير شكل ولون وطعم العلاقات العائلية، والدولية على حد سواء.. بالاخص لو بادرت المنظمات الدولية ومراكز صنع القرار وفي مقدمتها الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي لتبنيها واعتبارها قاعدة اساسية في العلاقات الاسرية والدولية معاً.
      على الصعيد العائلي... وفي ضوء هذه (الفتـــــــوى) الشرعية، من وجهة النظر السودانية فإن من حق كل الرجال العراقيين، او معظمهم على الاقل، والذين لايطيقون زوجاتهم المبادرة بتطليقهن فقد اصبحن كأخواتهم وهن محرمات عليهم (وفق هذه الفتوى السودانية )، بعد ان مضى على العوائل العراقية، رجالا ونساء سنوات وافرادها يتناولون نفس حليب البطاقة التموينية علامة (المدهـــــش) الذي تم تصنيعه من نفس المصدر.
      كذلك... فإن نصف سكان بغداد... او المنصور على الاقل اصبحوا اخوة (بالرضاعـــــة) وفق هذه الفتوى بعد تناولهم ولسنوات نفس الايس كريم من محل مثلجات (الـــــــرواد) الذي يحتوي على الحليب نفسه... وبالتالي فإن من حق الازواج الذين لايطيقون زوجاتهم، المبادرة الى تطليقهن وفق هذه الرؤية (الشرعيـــــــــة) بعد ان اصبحن محرمات عليهم بغض النظر ان كان مصدر الحليب المستخدم في صناعة ذلك الايس كريم من البقر او النعاج او الابل او الماعز او كان حليبا صناعيا وربما من مصادر اخرى .
        اما على الصعيد الدولي... فقد اصبح بإمكان الامم المتحدة اطفاء لهيب جميع الحروب والمنازعات، دون الاضطرار للتدخلات العسكرية المسلحة، او لتطبيق العقوبات الواردة في البند السابع من ميثاقها، من خلال اعتماد ستراتيجية (الحليــــــب) الجديدة..
        ويكفي ان تجعل الرئيسين الامريكي باراك اوباما، والإيراني محمود احمدي نجاد يتناولان وجبة (آيس كريـــــــــــم) مصنوعة من مصدر حليب واحد حتى يصبحا اخوين.. وبالتالي بإمكانهما حل ازمة النووي الايراني بالتفاهمات الاخوية بدل العقوبات الاقتصادية والتلويح بالمواجهات العسكرية!
       الامر نفسه، ينطبق على العملية السياسية العراقية الغارقة بأزماتها وتفاعلاتها وتصادماتها... بالاخص ونحن نقف على بوابة المؤتمر الوطني، لذلك.. فإن امام اللجنة العليا المكلفة بالاعداد للمؤتمر... فرصة تاريخية لاطفاء لهيب كل الخلافات السياسية من خلال المبادرة بتقديم وجبة (آيس كريـــــــم) مصنوعة من مصدر حليب واحد الى جميع الفرقاء السياسيين.
      عندها سوف يتحولون من اعداء... الى اخوة اوفياء.. وازاء ذلك  ستزول الخلافات المستعصية بين المالكي وعلاوي.. وسوف يتم احتواء ازمة الهاشمي.. وسوف يتم الاحتكام ليس الى الدستور وحسب.. وانما الى العلاقات الاخوية والى الثوابت الاخوية والى المصالح الاخوية، وفق هذه (الستراتيجيـــة الحليبيـــــة) بعيداً عن الانانيات السياسية .
        بيد ان الامر الاشد مدعاة للاهتمام هو امكانية ردم هوة الخلافات بين حماس والرئيس الفلسطيني محمود عباس.. من خلال وجبة (آيس كريــــــــــم) شهية... والامر نفسة بين الفلسطينيين والاسرائيليين...
      فبعد ان فشل الحكام العرب جميعاً خلال اكثر من نصف قرن في نضالهم البطولي التاريخي الملحمي الثوري الكبير في تحرير فلسطين.. وفي التوصل لاتفاقية سلام رغم اطنان المذكرات والخطب والبيانات والاجتماعات والقرارات والتضحيات.. والبطولات وحيث فشلت كل الستراتيجيات في حل ازمة الازمات ومعضلة المعضلات، فقد جاء دور (الستراتيجية  الحليبيـــــة) الاخوية لحل كل المنازعات الدولية.
     ويكفي ان تجمع الامم المتحدة، الاسرائيليين والفلسطينيين على وجبة (آيس كريــــــــــم) تأريخية مشتركة حتى يصبح الطرفان اخوة... وينجحوا بحل المعضلة الفلسطينية  بالحوارات  الاخوية والتفاهم بدل الحرب والتصادم.
   وهكذا... ستمارس ( ستراتيجيــــــةالحليـــــب ) دورها في اعادة الوطن السليب.

وصلت الينا عبر بريد الموقع

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة