ربّي المخ .. قبل اللحية!! / عبدالاحد قلو

بدء بواسطة matoka, فبراير 06, 2012, 07:13:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

ربّي المخ ..  قبل اللحية!!









عبدالاحد قلو


ما اروعها من لافتة والمكتوبة بخط يد بسيط والمعبرة عن صفاء ونقاء نية لحاملتها، التي توحي بأنها هي كاتبة لتلك الكلمات في هذه اللافتة والتي تخفي من ورائها مشاعر خوف من المستقبل الذي سيظهر من وراء الذين يربون اللحى الغارقين في دهاليز التخلف مكتسبين تعليمهم من كتاتيب وشيوخ ملقنين اياهم بحتوتات بالية هدفها  اصبح يتفق مع الوسيلة حيث لايمكن التفريق بين الهدف والوسيلة التي مدى كليهما قصير جدا، الغاية منها الغاء الاخر ليس الاّ. نعم لقد اعجبتني هذه  اللافتة المكتوب عليها (ربي المخ قبل اللحية)  التي تعني الكثير والتي من خلالها اردت ان اعلق ببعض الاسطر لما لها من دلالات وماعليها من معاني عميقة بالرغم من انها متكونة من اربعة كلمات ولكن ليست كالكلمات كما تقول ماجدة الرومي في احدى اغانيها. وهذه اللافتة التي كانت مرفوعة بأيادي ناعمة من قبل فتاة جميلة ذات شعر مسترسل ووجه صبوح في مقتبل العشرينات من العمر ومعها كوكبة من الشباب والشابات رافعين لافتات اخرى. ولكن هذه اللافتة بالذات كانت الابرز والاكثر اهتماما من قبل الصحفيين والمثقفين حتى ان البعض منهم اقترحوا ان تكون لافتة هذا العام لعمق مغزاها وتأثير وقعها على الذين يطلقون اللحى مقطومة الشارب (لأن اللبن يوسخ شاربهم وحسب قول مرجعيتهم) من اصحاب الدشاديش القصيرة. بالتأكيد ستسألونني من اي مكان هذه اللافته؟ . نعم انها من مكان مظاهرة في تونس الخضراء لمجموعة من المثقفين الذين كانوا يتمتعون بحرية الرأي والفكر والملبس والاناقة الظاهرة والتي كان للمرأة مكانتها وكما هي مكانة الرجل في الحقوق والواجبات، وهم حاليا مهددين بأن تطغى عليهم مظاهر لبس الاسوداد والتحجب والنقاب وايضا البرقع ليظهرن للعنان بأنهم اكياس سوداء على شكل دمى تتحرك شمالا ويمينا دون معرفة شخوصهم. هذه الكوكبة من المتظاهرين، خوفهم يكمن من المستقبل الغامض الآتي عليهم من حكم الاشاوس الذين سيفرظون عليهم مبدأ (المنكر والنهي بالمعروف) بعد ان بدأت في الافق بوادر تغير النظام الذي افرزته نتائج الانتخابات في بلدهم بصعود التيارات المتشددة والتي مبادئها مع الديمقراطية يمثلان خطين متوازيين لايلتقيان ابدا ،   بالرغم من ان الديمقراطية هي التي اوصلتهم الى سدة الحكم وكما هو الحال في العراق.
لقد اختلفت المظاهر في بلدان الشرق الاوسط ومنها بلدنا العراق  فمن منّا (لأعمار  الخمسينات وصاعدا) لم يتذكر تلك المظاهر في السبعينات من القرن الماضي، حيث كان الشاب يسترسل شعره على اكتافه ومنهم من كان يطلق لحيته وشاربه او اللحية الوسطية(سكسوكة) ولبس الكابوي والجارلس وكانت الفتيات يرتدين القصير من التنانير وكانوا يتبارون بلبس القصير جدا آخذا" بتسميات الميني – جوب والميكري- جوب وام الفتحة وبسذاجة وقبول من الطبقات المثقفة لانه كان تعبيرا عن الحرية والانفتاح للثقافات التي تضفي على المجتمع الجمال والاناقة ولم تكن هذه المظاهر تمثل مبدأ اوعقيدة وكما هوالحال مع الذين يربون اللحية وليس المخ كما تقول اللافتة اعلاه، وانما كانت نزوة او ظاهرة لسنين محدودة يتركونها لما بعدهم من اجيال ليتفرغوا للدراسة وطلب العلم. ولكن لم يسلموا هؤلاء الفتيات والشباب من الحكومة انذاك والتي جندت  مجموعة المسماة بشرطة الاداب لملاحقتهم وصبغ سيقانهم وقص شعورهم من جراء عدم رغبة من لهم سيطرة على الحكم  بمثل هذا التحرر.
وبالتأكيد سمعتم ماقررته وزيرة الدولة لشؤون المرأة في العراق والمنتمية للكتلة الحاكمة في ايامنا هذه، والتي صرحت بتأييدها بمقومات الرجل على المرأة وعممت للوزارات والدوائر بتقييد المرأة بملبسها حيث منعت من ارتداء التنانير القصيرة والملابس المزركشة والتبرج وبمعنى يريدونها ان تلبس اكياس زبالة سودة لتباشر بعملها. وقد ثارت منظمات ومجالس المرأة على هذه الوزيرة متهمين اياها بتآمرها مع الرجل لأخضاع المرأة لسيطرته وهي تعمل بالضد من جنسها، وحصر واجبات المرأة وانهاء طموحها ضمن نطاق العائلة وتربية الاسرة والتفرغ للأنجاب فقط . يؤسفني ان اقول بأن الشرق الاوسط مقبل على التراجع والتخلف وتحت مسميات الربيع العربي الذي تخترقه اجندات للعودة الى اربعة عشرة قرنا للوراء على أمل ان يتنعموا بجنات الخلد (العرب وين والطنبورة وين؟).







وصل الينا عبر بريد الموقع
Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

بهنام شابا شمني

يبدو ان الديمقراطية قد اصبحت وبالا علينا بل اصبحنا نمقتها لكثرة ما جاءت باسمها من متاعب ومشاكل وتقييد للحريات ولكن الا يعلم هؤلاء الذين جاءوا باسم الديمقراطية الى سدة الحكم انها تعني حرية الراي والتفكير والحرية الشخصية ايضا  ، ام انها تقف عند حدود تفكيرهم فقط .

تحياتي