تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المسيحيون العراقيون (2)

بدء بواسطة عبدالله النوفلي, فبراير 06, 2012, 12:43:48 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

عبدالله النوفلي

المسيحيون العراقيون
الواقع وآفاق المستقبل في العراق (2)
تكلمنا في الحلقة الأولى عن نتف من واقعٍ أقل ما يقال عنه أنه واقع مزرٍ لشعب يدّعي أنه ينحدر من صلب الآشوريون القدماء والكلدانيون العظماء الذين تابعوا ولادة السيد المسيح في المذود وتبعوا النجمة حيث يوجد الصبي لأنهم كانوا يعملون بالفلك والآشوريون الذين كان لهم مملكة زاهرة منذ آلاف السنين في نينوى العظيمة وفي آخر أيامها اكتسحتها مملكة الكلدانيين واحتلتها!!!
لسنا هنا بصدد سرد تاريخي لما تم قبل آلاف السنين ولا يهمني ماهية تاريخي بقدر ما تهمني نفسي ومن أكون وماذ أفعل أو أدرس أو أقدم للإنسانية أو لعائلتي على أقل تقدير، وقال بهذا الصدد الحكيم العربي قولا مازال يردده الناس مفاده؛ ليس الفتى من قال كان أبي بل الفتى من قال ها أنذا!!! فكيف لأصحابنا من السياسيين الذين لا يقولون كان أبوهم فقط بل أن أجدادهم منذ آلاف السنين!!! أليست هذه مفارقة يجب التوقف عندها؟ ألا نجد الدول المتقدمة تهتم أكثر بالواقع والمستقبل لأنها قد وضعت الماضي خلف ظهرها ولا تهتم له إلا في حالة استفادتها من خبراته ولكن ليس للتبجح بما كانت عليه، ألسنا كلنا قرأنا عن الامبراطورية العجوز، وعن تلك التي لم تكن تغيب عنها الشمس؟ أين أصبح كل هؤلاء؟ هل بقوا متشبثين بذلك الماضي؟ أم أنهم تجاوزوه كي يستطيعوا بناء أنفسهم من جديد وتجديد شبابهم ولبس ثوب الحاضر والاعداد بقوة لمستقبل أفضل، ومن هذا نجد هذه الدول تتقدم بسرعة ولقد أصبحت الفجوة بينها وبين الآخرين كبيرة وطالما الآخرون مهتمون بالماضي؛ وكنا وكنا وكان أهلنا وأجدادنا، فإننا سوف نبقى أسرى لن تقوم لنا قائمة وسيبقى الآخرون يتقدمون ونحن نراوح إن لم نتراجع. ونجد هذه الدول المتقدمة اليوم تقدم يد العون لجميع الشعوب ومنها أهلنا الذين انتشروا في أمريكا وأوربا واستراليا وبقاع كثيرة في العالم... وفي أوطانهم الجديدة يحاولون ما استطاعو الاندماج للاستفادة من تقدم هذه الدول ومن تجاربها السياسية لكن دون شك فإن الانصهار في بودقة المجتمعات الجديدة يبقى هاجسا يقلقهم خاصة وهم يرون أولادهم يبتعدون رويدا رويدا عن اللغة والعادات والتقاليد التي وُلدوا عليها وبدأت أمورها وتعابيرها تذهب صوب النسيان!!!
إنه واقع آخر في دول المهاجر لكننا يجب ان نقرّ بأن لغة التفاهم لمن أصبح في السويد ومن أصبح في فرنسا او ألمانيا أو أمريكا ستبقى السورث؛ خاصة بين الأجيال الجديدة. ومن هنا وجب على جميع الآباء أن يتابعوا تعليم أبنائهم مخافة أن نصل يوما حيث سيتفاهم أبناء العمومة بواسطة مترجم وهذه طامة كبرى جديدة أضيفت لما خسره هذا الشعب عندما حزم أمتعته متوجها نحو بلاد أكثر استقرارا وأمنا مما واجهه في بلده وأرض مولده مع أبائه وأجداده.
إنه واقع صحا عليه الكثيرون؛ فبعد أن ذهب عنهم الخوف الذي كانوا عليه في بلدهم وبعد تحملهم أعباء السنين العجاف وهم ينتظرون الوصول إلى بلد الأمان والاستقرار، نجدهم اليوم وقد بدأت لديهم هموما جديدة لم يكن يعرفونها في بلدهم من أمثال المخدرات والجرائم والطلاقات والزواج المدني وعدم القدرة على السيطرة أو المضي قدما في تربية الأبناء على الأخلاق التي تربينا كلنا عليها في العراق، فالقوانين تختلف وعجلة الحياة في المهجر تدور بسرعة فائقة والانسان عليه أن يدور بسرعتها وإلا يجد نفسه يعيش على الفُتات الذي ترميه له دوائر المنفعة الاجتماعية، وإن عمل وحصل على مرتب فإنه يجد نسبة مهمة من مرتبه تبتلعها الضرائب، ولذلك نجدهم يلجأون للتحايل على القوانين كي يخفون مداخيلهم ولكي يخففوا عنهم الضرائب، فضلا عمن يعمل في الخفاء ويدعي أنه عاطل عن العمل كي يحصل على المرتب الذي تقدمه دوائر الاعانة بالاضافة لما يحصل عليه من عمله في الخفية!!!
لقد خرج شعبنا كي يحافظ على نفسه وعائلته وتحمل المشاق الكثيرة كي يصل إلى مبتغاه لكنه فقد السيطرة على عائلته وأصبح الاولاد يعملون ويتصرفون وفق ما تمليه عليه قوانين البلدان الجديدة لا بل نجد من يتمادى كي يتصرف أكثر من أهل البلد الذي لجأوا إليه بتقليدهم أو حذو حذوهم وغالبا وهذا محصور في فئة الشباب ما يتم تقليد القشور التي تضر ولا تنفع، فأوضاع أهلنا في المهاجر لا تسير بصورة جيدة ونحن نواجه واقعا غير ما كان في أحلامنا، فشعبنا من مسيحيي العراق مطالبون الانتباه كي لا تغرق مراكبنا ونضيع بل ننصهر في المجتمعات الجديدة وعندها نكون قد وصلنا إلى الخسارة مرتين والخسارة الأخيرة هي بلا شك أكبر بكثير مما خسرناه في بلدنا الأصلي....

وللموضع صلة

نشرت جريدة العراقية الصادرة في سدني المقالة بعددها الصادر يوم 16 تشرين الثاني 2011



عبدالله النوفلي


ماهر سعيد متي

فبعد أن ذهب عنهم الخوف الذي كانوا عليه في بلدهم وبعد تحملهم أعباء السنين العجاف وهم ينتظرون الوصول إلى بلد الأمان والاستقرار، نجدهم اليوم وقد بدأت لديهم هموما جديدة لم يكن يعرفونها في بلدهم من أمثال المخدرات والجرائم والطلاقات والزواج المدني وعدم القدرة على السيطرة أو المضي قدما في تربية الأبناء على الأخلاق التي تربينا كلنا عليها في العراق، فالقوانين تختلف وعجلة الحياة في المهجر تدور بسرعة فائقة
ابدعت استاذ .. هذا بالفعل الواقع المرير الذي يمر به شعبنا الأصيل .. شكرا على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

عبدالله النوفلي

وشكرا لك عزيزي
ولكل من يهتم بشأن شعبنا المسيحي
لك ولكل القراء أحترامي الكبير
[/b]

بهنام شابا شمني

هناك شيء اخر لا زلنا نتشبث ونتفاخر به على رفقائنا في الوطن من المكونات الاخرى  وهو اننا نحسب انفسنا اكثر ثقافة وتحضرا وفهما للحياة منهم بينما واقع الحال يقرأ غير ذلك

شكرا استاذنا لقراءتك واقع شعبنا على حقيقته

عبدالله النوفلي

#4
أستاذ بهنام
[/b]
أ
اعتقد موضوع الثقافة نحن محقون به لأننا فعلا أكثر ثقافة من الآخرين في بلدنا وهنا الثقافة لا تعني فقط المتعلمين والدارسين فمن يختلط بالشعوب الأخرى في العراق يجد بل يلمس ذلك وكنا نقول لمن نقابله نحن صحيح في العدد أقلية في العراق لكن لو قارنا نسبة حملة الشهادات على عدد الشعب سنجد نحن أكثرية فمن أنهى الاعدادية مثلا من شعبنا هم الغالبية الكبيرة لكن وإلى وقت قريب لو عملنا مسحا للعراق من بغداد نزولا نحو الجنوب سنجد هذا الامر غير موجود لكن ربما هذا تغير لاحقا وخاصة بعد أن سرى في جسدنا مرض الهجرة. شكرا لتعليقك وأتمنى أن أرى تعليقات كثيرة كي استطيع الاستمرار في كتاباتي هذه. تقبل محبتي وتقديري
[/b]
عبدالله
[/b]

د.عبد الاحد متي دنحا

عزيزي الاستاذ عبدالله
اعتقد ان احد اسباب تناحرنا هو تداخل ما بين الشؤون الدينية مع الشؤون الدنيوية وكذلك الركض وراء المنافع المادية.

مع تحيات

عبدالاحد


لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

عبدالله النوفلي

عزيزي الاستاذ عبدالأحد
لقد أصبت حقا فهذا التداخل هو أحد أسباب المشكلة وهو مهم جدا لأن شعبنا يؤمن ويثق بالقيادات الدينية لكن هؤلاء القادة لا خبرة سياسية لديهم إضافة إلى مباديء التسامح والمحبة والرحمة التي يؤمنون بها وعدم السماح للسياسيين بالدعاية أثناء الانتخابات لا في الكنيسة ولا حولها وكأن تمثيل مكوننا ليس مهما بالنسبة لهم وأيضا السياسيين لشعبنا فإنهم في وادٍ آخر يغردون لوحدهم والذين يركضون وراء المنافع المادية المقيتة ومن كل هذا وغيره مما سيرد في هذه السلسلة من المقالات نجد واقعا أقل ما يشبه بالمأساوي، نسأل الله أن يرحم شعبه ويعينه كي يبقى مستمرا بالحياة الكريمة حاله حال كل شعوب الدنيا

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا عزيزي الاستاذ عبدالله على الرد, وهذا يثبت ان تنحصر الكنيسة في خدمة المسائل الروحية وترك باقي النشاطات السياسية والثقافية للمتخصصين فيها ويطبق المثل مال قيصر لقيصر ومال الله لله وهذا ينطبق على الدولة وذلك بفصل الدين عن الدولة.

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

عبدالله النوفلي

#8
كم يكون جميلا لو كل من الأطراف طبق مثل الرب يسوع هذا
فعلا أنه عين الصواب
ولو عمل رجل الدين بمجاله
والسياسي بمجاله
وخلقا بينهما نوعا من لغة التفاهم
لكنا بخير فعلا
شكرا للملاحظة

د.عبد الاحد متي دنحا

و هذا يعني باننا سنبقى متخلفين!
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

عبدالله النوفلي

ليس بالضرورة فربما يضم لنا المستقبل أمورا نراها اليوم غير ممكنة
شكرا للمتابعة
[/b]