المسلمون والمسيحيون في مناخ التحوّلات الكبرى

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 20, 2012, 08:55:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسلمون والمسيحيون في مناخ التحوّلات الكبرى


(أ.ي) - اختتم مؤتمر "المسلمون والمسيحيون في مناخ التحولات الكبرى" أعماله بعد ظهر أمس في فندق كورال بيتش، وترأس الجلسة الثالثة عن "دور الأديان والثقافة الدينية في ترسيخ السلم الأهلي ودرء الفتنة الدينية" سعادة السفير الإيراني الدكتور غضنفر ركن آبادي الذي أشار إلى أن الرسالات السماوية اشتركت جميعا بالإيمان بالله تعالى وباليوم الاخر والمحافظة على قضايا وحقوق الانسان والشعوب في المحبة والعدل والحرية والتصدي للطغيان على كل المستويات وإشاعة روح التسامح ونبذ التعصب الأعمى، فما همنا إن كان شريكنا في الوطن يتبع تلك الديانة أو ذاك المذهب، فجميعنا نلتقي بدائرة الانسانية وعدونا هو من يقتل ويسفك الدماء ويدعو للكراهية أياً كان دينه.

وشدد على أهمية دور الإعلام وضرورة نشر ثقافة المواطنة ومكافحة العنصرية والفتنة الطائفية عبر وضع قوانين وضوابط تمنعه من إثارة الفتن بما لا يتعارض مع حريته. وبذلك نقطع الطريق على كل من يتربصون بالانسان شراً ويتحينون الفرص لإثارة الفتن هنا وهناك بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة. ولا يخفى على أحد أن العوامل الخارجية هي من تقف وراء إثارة الفتن في عالمنا العربي والإسلامي. فأمريكا وإسرائيل هم أداة الهدم في العلاقة ما بين المسلمين أنفسهم وما بين المسلمين والمسيحيين لتوسيع الشقة بينهم، لذا فإن مسؤوليتنا جميعاً أن نعي هذه المخاطر وأن نعمل على الحد من تأثيراتها بدءاً بإصلاح مجتمعاتنا وتعميق ثقافة المحبة والرحمة والأخلاقلنرتقي مسلمين ومسيحيين بقيمنا وحضارتنا متماسكين موحدين في وجه أعدائنا.

ثم ألقت الأستاذة فيفيان فؤاد (مؤسسة المصري من أجل المواطن) محاضرة استعرضت فيها الدور المركزي للشباب المصري في صنع الثورة المصرية حيث تخطى هذا الشباب تحذيرات القيادات الروحية ونجح في الوصول إلى أهدافه. وقالت :" انطلاقاً من تجربة الثورة المصرية اكتشف المصريون أنه لا يمكن أن يكون هناك سلم أهلي دون إقرار لمبادئ الكرامة والعدالة والحرية"، ورأت أن التحرير كان نموذجاً للحوار الإسلامي المسيحي الوطني الذي يغلب المصلحة الوطنية، حيث اكتشف المصريون مسلمون ومسيحيون أن ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم، لكن هناك قلق من صعود بعض الفتن الطائفية التي تعكس أن الماضي ما زال مستمراً وأن الثورة لم تنجز مطالبها الأساسية بعد، لكن فرص الحرية التي تحققت بعد 25 يناير تساهم بشكل كبير في تعميق الحوار الإسلامي – الاسلامي البيني حول طبيعة الدولة وقضايا المواطنة والحريات العامة والخاصة وحرية التعبير، وأيضاً هناك الحوار الإسلامي – المسيحي الذي أصبح خارج الصندوق التقليدي وهناك مبادرات كثيرة حرة من الشباب للعمل على الأرض وتكوين المنتديات لإقامة الحوار الذي من شأنه الوصول إلى النهضة والتقدم.

ثم ألقى مدير الديوان البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس – سوريا المطران جان قواق محاضرة أكد فيها أن المحبة هي أهم فضيلة تربطنا بالله تعالى، معتبراً أن تنوع مصادر الثقافة الدينية يجب أن يغني مجتمعاتنا الشرقية ويعزز الإطمئنان الديني ويرسخ الاستقرار الثقافي، ويقوي الجبهة الداخلية ضد المؤثرات الفكرية والعقائدية الخارجية التي تهدف إلى المساس بالأمن الروحي وإلحاق الضرر بالوحدة الوطنية.

وانتقد دعاة الأديان الذين يطلون علينا ليضعوا مقايسهم الخاصة للسلام، وباجتهاد شخصي، بعيد كل البعد عن روح الأديان السماوية، لأن الدين الصحيح هو ضمير المجتمع ، فمتى حادت السياسة عن جادة الحق، فعلى المؤسسات الدينية أن تدق لها ناقوس الخطر، وتوجه المسؤولين إلى جادة الصواب.
وخلص إلى أن الرهان الحقيقي يبدأ على شباب الجيل الجديد، ليصنع من هذا النسيج المتنوع لوحة واحدة. ومما لا ريب فيه أن للخطاب الديني دور هام في توعية المؤمنين وخاصة الشباب منهم، ودفعهم إلى احترام الآخر انطلاقاً من مبادئ الدين الصحيح، على عكس ما تقوم به اليوم بعض وسائل الإعلام، التي باعدت بين الشعوب وزادت في إبراز الفوارق الطائفية والعرقية والدينية.

ثم تحدث الباحث الإسلامي الدكتور منير سعد الدين عن دور الكليات والمعاهد الجامعية الدينية في تفعيل ثقافة الحوار وترسيخ السلم ودرء الفتن، مستعرضاً التجربة الجامعية اللبنانية حيث تسود أخلاقيات ومناخات مناسبة للحوار انطلاقاً من الجوامع المشتركة بين الديانتين الإسلامية والمسيحية.
كما ألقى مستشار وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني الدكتور محمد علي آذر شب محاضرة.
وقد اعتذر الأستاذ المحاضر في جامعة البلمند الأب الدكتور جورج مسّوح عن الحضور.

وترأس الجلسة الرابعة والأخيرة عن " الإيمان الديني كعامل مؤسس لثقافة العيش الواحد واستعادة السيادة الوطنية" سماحة الشيخ ماهر حمود ، وحاضر فيها الباحث الاستاذ محمود حيدر الذي دعا إلى ضرورة التعرف على الغير كأساس سابق للحوار معه، لأن التعرف يساعده في معرفة دينه على نحو أكثر عمقاً، ويعينه على معرفة مواطن الخلل التي ينطوي عليها سلوكه الديني حيال المنتمي إلى دين آخر، إضافة إلى أنه من فضائل التعرف أن يتوصل المتعرف إلى إدراك معنى آخر للحرية وأن يستفيد مما في معتقد الغير من محاسن وكمالات.

تلاه ممثل حركة حماس في لبنان الأستاذ علي بركة فقال:نحن المسلمون ومسيحيو الشرق سكان هذه البلاد وأصحاب الحق في العيش والبقاء فيها، ومن حقنا أن نتحدث ونصر على التعايش المشترك بل العيش الواحد، والتاريخ خير شاهد على هذا العيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين. ونحن في فلسطين لا يوجد عندنا حروب دينية بين أبناء الشعب الواحد من المسيحيين والمسلمين، بل هناك شكاوى مسيحية وإسلامية من الاحتلال اليهودي الأجنبي، ونحن في القدس نواجه معاً الاحتلال وسياسة التهويد". وأضاف "في القدس ينزل سيدنا عيسى بن مريم عليهما السلام ليفك الحصار عن القدس ويقتل الدجًال ويصلي مع المسلمين وإمامهم يومذاك المهدي عليه السلام وينعم الناس بالأمن والأمان. وأكد أن الإيمان الديني هو عامل مؤسس لاستعادة السيادة الوطنية وحماية الأرض والمقدسات واستعادة الحقوق.

ثم ألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب محاضرة فأكد على عملية تفاعلية إيمانية تترجم القيم إلى واقع معاش يتخطى القول إلى الفعل، كما أكد ان الايمان الديني بقيمه يشكل عاملاً أساسياً في المجتمع المتنوع ومكوناً للحمته وضامناً لاستمراريته وحامياً له في ظل حالة الاستحواذ التي تمارسها الدول الكبرى على قاعدة مصالحها . ورأى أنه لم يعد تعريف السيادة الوطنية ساكناً مقتصراً على اختراق حدود أو التعدي المباشر وإنما كل ما يشكل تهديداً ومصدراً للخطر والشرور على شعوبنا ودولها، وفي حالتنا الراهنة فإن الاختراقات تتمثل في محاولة تفكيك منطقتنا لتسهل السيطرة عليها عبر العمل الدؤوب على تسعير نار الفتن بكل أنواعها، وذلك يتم وفق آليات توضع لها إمكانات هائلة لإجراء تحولات جذرية تعيد تشكيل المنطقة كيانات مشرذمة على أساس مذهبي مع الدفع باتجاه تهجير المسيحيين مع تواطؤ غربي أوروبي لاستيعابهم في إطار تجديد القوة العاملة التي تحتاجها هذه الدول، وكل ذلك من اجل سلامة الكيان الصهيوني واستفراده بالقوة. وأكد ان ذلك لا يمكن ان يجابه بأي نوع من أنواع الحياد وإنما بالتكاتف الداخلي والعمل معاً من أجل التصدي لهكذا مشاريع.

واختتمت الجلسة بمحاضرة للأمين العام للفريق العربي للحوار الإسلامي – المسيحي القس الدكتور رياض جرجور الذي رأى أن على الحريصين بأن تقوم الأديان بدور أنسنة الإنسان أكثر فأكثر وبإشاعة قيم السلام والمحبة والعدالة والمساواة، أن يحصنوا المؤمنين بالله لأن الوحدة المؤسسة على إزالة التوترات والنزاعات الدينية لا يمكن أن تتحقق إلا باعتماد المبدأ القائم على: الدين لم اعتمد الدين، والوطن للجميع، والناس متساوون في الانسانية وفي المواطنة الواحدة.


http://www.syrian-orthodox.com/readnews.php?id=1169