رحيمو يضمد جراح كنائس الموصل جراء ما خربه تنظيم داعش باستذكاره لتاريخها العريق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 14, 2018, 01:25:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

رحيمو يضمد جراح كنائس الموصل جراء ما خربه تنظيم داعش  باستذكاره لتاريخها العريق     

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد
ابرز الاكاديمي الموصلي زهير ابراهيم رحيمو فصولا من التاريخ المهم الذي ارتكزت عليه كنائس مدينة الموصل وحواضرها  المسيحية  عبر كتابه الذي عنونه (كنائس الموصل واديرتها ..مفخرة للمسيحية ) والذي طبع على نفقة  الرابطة الكلدانية  في العراق والعالم حيث جاء ب176 صفحة من القطع  الكبير مزدانا بالكثير من الصور التوضيحية والخرائط الهامة التي توضح  اروقة الكنائس الشرقية  التي احتوتها مدينة الموصل ..
ورغم تخصص  رحيمو  الاكاديمي  بعلوم الحياة وتحديدا  بعلم الحيوان والفسلجة المقارنة  التي حاز شهادة الدكتوراه عن هذا التخصص  من جامعة  برمنكهام  اضافة لحصوله على درجة الاستاذية  فان هذا الامر  ابرز اهتماما بالشان التاريخي  حينما  تصدى الاكاديمي  الموصلي  لاوضاع كنائس مدينته  متناولا تاريخها البارز ومقارنا اوضاعها بواقعها المعاش اليوم خصوصا بعد  تحرير المدينة وما خلفه تنظيم الدولة الاسلامية فيها  فجاء الكتاب ضمادا لجراح عشرات الكنائس التي نالها  ما نالها من الخراب والدمار  في كل اروقتها ليسعى التنظيم المتشدد في محاولة بائسة منه لنسف تاريخها الذي يكاد يماثل تاريخ مدينة بكامله ..
لكن هذا لايمنع ان تحدث يعض الهفوات والاخطاء  التي احتواها الكتاب المذكور والتي سنستعرض جانبا منها  في هذه السطور خصوصا بما يتعلق بالاخطاء  اللغوية  مثل ورود كلمة الثرا بهذا الشكل  في الصفحة 16 فضلا عن  كلمة عائشا  التي لم تتناسب مع ما ذكره  الكاتب في الاشارة لاحدى الشخصيات الموصلية المعروفة  كما اورد في الصفحة 13 جانبا من حياة الفنان الموصلي المعروف فرج عبو  ذاكرا انه كان طالبا في معهد الفنون الجميلة  سنة 1937  والادق بان عبو من مواليد الموصل في عام 1921 و اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة فيها، المرحلة التالية اكملها في بغداد سنة 1939، في الاعدادية المركزية.
. كما ذكر حادثتين  دون الاشارة لمصادرهما من خلال تناول  احترام  القادة المسلمين  للاديرة  والكنائس  وما اورده بهذا الخصوص في  الصفحة 18 كما تناول  في سياق شهادته عن  مطرانية الكلدان  التي شيدها في تسعينيات  القرن الماضي  المثلث الرحمات  المطران كوركيس كرمو  دون ان يتناول ما جرى لواقعها بعد قيام مجموعة مسلحة بتفجيرها في بدايات  الاحداث وبالتحديد في عام 2004 حيث قام مسلحون باخلاء دار المطرانية من شاغليها  وارغامهم على الخروج منها ليقوموا بزرع العبوات في محيط تلك البناية ويعمدوا الى تفجيرها  امام انظار القوات الامنية  التي لم تكن بمستواها  المعهود في تلك الفترة  ومع ذلك يتساءل الكاتب عما جرى  لهذه الكنيسة  دون ان يلتفت لما تداوله الاعلام بشانها خصوصا مع بدايات سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية  حيث قام عناصر  التنظيم بتحطيم تمثال  سلطانة دجلة  وانزال صليب الكنيسة ..
كما عانى الكاتب من الالتباسات التي تتيحها تعدد الكنائس التي تحمل تسمية الطاهرة  فنراه في ذات الصفحة 20 متحدثا عن كنيسة الطاهرة القديمة واصفا اياها بالبيعة العتيقة  الواقعة  في محلة القلعة وكانه يوصف كنيسة المحبول بها بلادنس  والتي اشار اليها كتاب الاب سهيل قاشا  الذي تناول فيه كنائس ابرشية الموصل للسريان الكاثوليك والذي اصدره عام 1985كما يهمل  اسم كنيسة  ثيولوس او كنيسة الصليب  التي تحولت الى جامع باسم جويجاتي بمحلة باب عراق  حيث ذكر فقط عثور  المسلمين  على ذخائر  لمار تيودورس ومخطوطات من الكنيسة حيث تم نقلها  الى كنيسة مار توما ويدرج الكاتب على ايراد كلمة المرحوم مقترنة  بالبطريرك زكا عيواز فيما الادق استخدام مفردة مثلث الرحمات حين الاشارة لشخصية كنسية راحلة  وذلك في الصفحة 22 كما يتساءل عما حل بكنيسة مار توما  دون ان يلتفت لما قدمه التنظيم نفسه من  توثيق للعمليات التي قام بها في هذه الكنيسة بالذات حينما عمد بنشر تقرير مصور لقيام عناصره بتحطيم شواهد القبور التي كانت تجاور الكنيسة  وذلك مطلع عام 2015  وباعتماده بشكل رئيسي على ما قدمه المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون من ايراد لابرز النخب الكنسية التي تولت رئاسة ابرشية الموصل للسريان الارثوذكس  لكنه بشكل مستغرب درج تاريخ 2013 في الفترة الخاصة بحياة المطران صليبا  رغم ان الاخير احيل للتقاعد تاركا ابرشيته التي رعاها منذ عام 1969 في  عام 2011كما يورد بشكل متكرر  اسم الاب بولس  باسم الاب عامر  وهو المعروف بالاوساط الكنسية باسمه الكهنوتي  الذي حازه من خلال رسامته كاهنا في عام 1989 وفي الصفحة 38 يعلن عن اسفه من خلال تعليقه عن نشر خبر هدم كنيسة مار احوادمة من قبل تنظيم داعش في مواقع التواصل الاجتماعي متمنيا ان يكون الخبر غير صحيح والاصح ان الكنيسة هدمت قبل دخول التنظيم وسيطرته على المدينة  وفي ضوء قيام ديوان الوقف السني  بهذا الامر من خلال رغبته بتوسعة الجامع المجاور والمعروف بجامع التكريتي  ..
وفي الصفحة 39 يتحدث الكاتب عن كنيسة مار كوركيس في محلة الساعة والتي اضحت مهجورة منذ ثمانينات القرن الماضي حيث كنا تلاميذ في مدرسة الغسانية  وكنا نمر بالقرب منها حيث نلاحظ  بوابتها الموصدة على الدوام  ويتساءل الكاتب  عن مصير  لوحة الختم والتوقيع السلطاني المعروفة بالطغراء والتي نقلت من مطرانية الكلدان في محلة الشفاء بعد ما تعرضت له من تفجير لتستقر في دار المطرانية البديل والذي  كان عبارة عن منزل سكني يقابل مطرانية السريان الارثوذكس في حي الشرطة وهذه المعلومات اوردها لي شخصيا المربي الفاضل بهنام حبابة ..
وفي الصفحة  51 يختلف الكاتب بين تاريخين في الاشارة لانشاء كنيسة مار بولس  فضلا عن انه يخطا في ادراج تاريخ استشهاد المطران مار بولس فرج رحو  دون الاشارة لاختطافه بتاريخ 29 شباط والعثور على جثته بتاريخ 14 اذار  من عام 2008 وفي الصفحة 75 يتحدث الكاتب عن كنيسة الطاهرة  الخارجية بالقول انها  كنيسة ليست قديمة جدا بينما تشير المصادر الكنسية المتخصصة بهذه الكنيسة  بان تاريخ انشائها مجهول  بسبب قدمها بالاعتماد على ما تحدث عنها المطران صليبا  في كتابه الخاص عن ابرشية الموصل للسريان الارثوذكس  ويهمل  الحديث عن المعهد الكهنوتي الذي يعد امتدادا  للمدرسة الاكليركية الافرامية  التي نقلت لزحلة  عام 1946 واعيد افتتاح المعهد الكهنوتي ليتخذ من المدرسة المجاور للكنيسة مقرا لها في حقبة الثمانينات وفترة واسعة من  حقبة التسعينيات  قبل ان ينتقل المعهد المذكور ليتخذ جناحا مستقلا ضمن اجنحة دير مار متى كما يتطرق لجهود ساعور الكنيسة  المعروف عيسى الازخلي الذي لم يتحدد واجبه برعاية الكنيسة في فترة الستينيات فحسب بل امتدت خدمته حتى فترة الثمانينات..
وفي الصفحة 79 يورد الكاتب  بشكل  ارتجالي خبرا تناقلته بعض وسائل الاعلام عن هدم كنيسة اللاتين من قبل داعش  وكان على الكاتب التحقق خصوصا وانه انهى  كتابه بعد تحرير المدينة في تموز من عام 2017 واقتصار قيام داعش بهدم برج الكنيسة التي يحمل الساعة المهداة من قبل ملكة فرنسا اوجينية التي عليها سميت المحلة باسم محلة الساعة ويعود الكاتب للحديث في الصفحة 81 عن كنيسة الطاهرة  الخاصة بالسريان الكاثوليك وكما اشرنا سلفا بان اسمها الصحيح هو اسم كنيسة المحبول بها بلادنس فضلا عن خطا اخر  بشان تاريخ انشاء كنيسة  الطاهرة الداخلية  للسريان الارثوذكس  حيث يورد تاريخ تاسيسها في عام 1872 والاصح ان  انشائها بدا عام 1893 وانجزت في عام 1896 وفي عام 1996 احتفلت ابرشية السريان الارثوذكس بمئوية الكنيسة باحتفالات واسعة ..
ولم يتطرق الكاتب في  تناول كنيسة ماريوسف للكلدان  بانها كانت تقيم قداسا في الاول من ايار كون اسم الكنيسة كان مار يوسف شفيع العمال وكانت جرسيتها ظاهرة للعيان من خلال السير باتجاه الجانب ايمن من المدينة وبالتحديد من خلال الجسر القديم كما يلتبس الامر بشان تاسيس  كنيسة مار كوركيس للاثوريين  حيث يذكر الكاتب  انها تاسست في الدواسة في فترة الستينيات والادق بان الكنيسة افتتحت من قبل رئيس الكنيسة  الاثورية في عام 1952 بعد اشهر من رحيل رئيس الطائفة الاثورية في الموصل القس يوسف قليتا  والذي رحل في شباط من العام المذكور  وفي الصفحة 104 وفي حديث للكاتب عن  امسية ثقافية  جرت عام 2002 حيث يشير للاب زكريا عيواز  والمعروف ان الاب المذكور ارتسم كاهنا في عام 2007 خلفا للاب الشهيد بولس اسكندر لرعاية كنيسة مار افرام  كما اورد في اشارة منه لممثل المكونات الدكتور دريد الطوبيا  بمنصبه ممثلا للمكونات في المحافظة وليس بمجلس المحافظة كما اورد اما عن كنيسة الارمن في حي الوحدة فالاصح انها نهبت قبل سيطرة داعش فيما قام التنظيم  باول ايام سيطرته باحراقها كاشفا لاعماله الاجرامية بحق الحواضر المسيحية  وفي الصفحة 122 يتحدث الكاتب عن احد رهبان دير مارمتى  داعيا لاطالة الرب في عمره رغم ان الراهب ادة انتقل للاخدار السماوية قبل نحو عام من تاريخ صدور الكتاب فضلا عن انه يورد جهله بما جرى للصرح التراثي الايماني والادبي والعلمي متحددا بدير مار ميخائيل  بعد غزو داعش في حزيران من عام 2014 وفاته ان يبحث في مواقع الانترنت عن مصير الدير الذي تحول الى حظيرة للحيوانات من قبل اهالي المنطقة المحيطة بالدير  فضلا عن تضرره بسبب السيول  والامطار مما ادى لسقوط احد جدرانه وبسبب الاوضاع الامنية  تم تركه وهجرانه من قبل  مطرانية الكلدان ..