مداخلة الكاردينال كوخ في مؤتمر حول مسيحيي الشرق الأوسط في الذكرى الثانية للقاء ا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 17, 2018, 12:34:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مداخلة الكاردينال كوخ في مؤتمر حول مسيحيي الشرق الأوسط في الذكرى الثانية للقاء البابا فرنسيس والبطريرك كيريل     

         
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم/إذاعة الفاتيكان
في الثاني عشر من شباط فبراير 2016 التقى البابا فرنسيس في العاصمة الكوبية هافانا البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، ومع حلول الذكرى الثانية لهذا اللقاء الهام استضافت الكنيسة الكاثوليكية في النمسا في الثاني عشر من الشهر الجاري في العاصمة فيينا مؤتمرا دوليا تمحور حول أوضاع مسيحيي الشرق الأوسط شارك في تنظيمه بطريركية موسكو والمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين. وبدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية لرئيس أساقفة فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن وصف فيها لقاء البابا فرنسيس والبطريرك كيريل برسالة إلى المسيحيين جميعا وللأشخاص ذوي الإرادة الطيبة. وتلت ذلك مداخلة لرئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو المتروبوليت هيلاريون والذي عرض تقريرا حول ما تعاني منه منذ سنوات الجماعات المسيحية في سوريا والعراق ومصر، وأيضا في نيجيريا والهند وباكستان وغيرها من الدول. تحدث من جهة أخرى عن تعاون الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في تقديم المساعدات الإنسانية وفي إعادة بناء المساكن وأماكن العبادة المدمَّرة.

تحدث بعد ذلك رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ وتمحورت مداخلته حول البعد المسكوني لشهادة المسيحيين في الشرق الأوسط. وبدأ متحدثا عن أن الفضل في تسليط الضوء على البعد المسكوني لاضطهاد المسيحيين وللشهادة يعود إلى البابوات الذين تتابعوا عقب المجمع الفاتيكاني الثاني. ذكّر الكاردينال كوخ بأن البابا الطوباوي بولس السادس قد طوب خلال المجمع وتحديدا في 18 تشرين الأول أكتوبر 1964 شهداء أوغندا مكرِّما أيضا الأنغليكان الذين تعرضوا للآلام ذاتها التي تعرض لها أخوتهم الكاثوليك. عبّر بعد ذلك البابا القديس يوحنا بولس الثاني عن البعد المسكوني للشهادة من خلال احتفالات مشتركة في مكان رمزي تاريخيا، ألا وهو المسرح الروماني الكولوسيوم في روما وذلك خلال يوبيل عام 2000، حيث ذكّر في حضور ممثلي كنائس مختلفة بشهداء القرن العشرين وأيضا بشهادة الإيمان لشخصيات مثل الراعي الإنجيلي بول شنايدر أو المتروبوليت الأرثوذكسي سيرافيم والراهب الكاثوليكي ماسيميليانو كولبي. وذكّر الكاردينال كوخ بحديث البابا القديس خلال عظته في الكولوسيوم إحياءً لذكرى شهود الإيمان في القرن العشرين عما تركه هؤلاء من إرث مشترك للكنائس كافة وكل الجماعات الكنسية، إرث يتكلم بصوت يعلو على صوت عوامل التفرقة، وأكد أن مسكونية الشهداء وشهود الإيمان توضح لمسيحيي القرن الحادي والعشرين طريق وحدة المسيحيين. ثم انتقل رئيس المجمع الحبري إلى حبرية البابا الفخري بندكتس السادس عشر وذكّر بشكل خاص بزيارته في 7 نيسان أبريل 2008 كيسة القديس برتلماوس في روما المكرسة لذكرى شهداء القرن العشرين، حيث حيا الشهادة المسكونية كأسمى شهادة للمحبة. ثم انتقل رئيس المجلس إلى حبرية البابا فرنسيس والذي واصل تأكيد الأهمية المسكونية للشهادة حتى أنه جعل ما أسماه بمسكونية الدم، ومنذ بداية حبريته، من بين أهم القضايا المسكونية. ومن بين ما ذكّر به الكاردينال كوخ حديث البابا فرنسيس في 31 تشرين الأول أكتوبر 2014 إلى أعضاء الأخوية الكاثوليكية بمناسبة انعقاد مؤتمرهم الدولي السادس عشر في روما، حين أشار إلى أن مَن يضطهد المسيحيين لا يرى فرقا بين اللوثري، الأرثوذكسي، الإنجيلي أو الكاثوليكي،  فبالنسبة للمضطهِدين نحن مسيحيون. وتابع رئيس المجلس مؤكدا أن تأكيد الباباوات على مسكونية الشهادة يثبت وحدة الكنيسة في الشهداء، وقال إنه وكما كانت الكنيسة في بدايتها تؤمن بأن دماء الشهاء هي بذور مسيحيين جدد، فيمكننا نحن اليوم الرجاء في أن يكون دم شهداء زمننا الكثيرين بذرة الوحدة المسكونية الكاملة لجسد المسيح. وأشار إلى أن هذا كان أيضا رجاء البابا فرنسيس والبطريرك كيريل في الإعلان المشترك الصادر عن لقائهما والذي جاء فيه: "ننحني أمام استشهاد الذين، وبثمن بذل حياتهم، شهدوا لحقيقة الإنجيل وفضَّلوا الموت على إنكار المسيح. نؤمن أن شهداء زمننا هؤلاء، المنتمين إلى كنائس مختلفة، والمتحدين بأَلَمٍ مُشترك، هم علامة على وحدة المسيحيين".

وعقب هذا الاستعراض المفصل للاهتمام بالبعد المسكوني للشهادة توقف الكاردينال كوخ عند الشرق الأوسط مشيرا أولا إلى أنه أرض نشأة المسيحية، كما أن هذه المنطقة لها مكانة فريدة في الحركة من أجل وحدة المسيحيين. ونوه إلى قناعة الحركة المسكونية بأن المسيحيين سيجدون الدرب نحو الوحدة إذا تعمقوا في جذورهم المشتركة، ولا عجب بالتالي أن يتم في القدس تحديدا الحدث الذي شكل انطلاقة حوار المحبة بين الكاثوليك والأرثوذكس، أي الحج المشترك في المدينة المقدسة للبابا الطوباوي بولس السادس والبطريرك المسكوني أتيناغوراس في السادس من كانون الثاني يناير 1964. وواصل رئيس المجلس الحبري مشيرا إلى أنه ورغم كون الشرق الأوسط من المناطق التي يعيش فيها المسيحيون أوضاعا صعبة، إلا أن العلاقات المسكونية قوية جدا وواعدة وخاصة بين الأرثوذكس والكاثوليك. وأشار إلى اتفاقيات رعوية بين الكننائس المختلفة في هذه المنطقة في إطار ما وصفها بمسكونية الحياة، أي كون أوضاع الأقليات والإطار العام الصعب من العوامل المشجعة على قرب الكنائس من بعضها البعض. وتحدث أيضا عن تشجيع كل من البابا الفخري بندكتس السادس عشر والبابا فرنسيس كنائس الشرق الأوسط على تعزيز العلاقات المسكونية، وذكّر بحديث كليهما عن مسكونية القداسة.

ثم حتم الكاردينال كورت كوخ رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين مداخلته في المؤتمر الذي نُظم في فيينا في الثاني عشر من شباط فبراير الجاري مع الذكرى الثانية للقاء البابا فرنسيس والبطريرك كيريل في هافانا، مذكرا بالقلق المشترك بين الكنائس إزاء أوضاع مسيحيي الشرق الأوسط، وأعطى مثلا لقاءات البابا فرنسيس مع البطريرك المسكوني برتلماوس أو بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني وأيضا لقاء هافانا. ثم أكد كون أوضاع المسيحيين الأليمة في منطقة الشرق الأوسط دعوة ملحة إلى استقبالهم في قلوبنا وتذكرهم في صلواتنا والتضرع إلى الله من أجلهم، كما شدد على ضرورة تفادي جعلهم يشعرون بأنهم متروكون بمفردهم.