ايها الكلدان هل تملكون الايمان بقوميتكم بقدر حبه الخردل ؟؟.

بدء بواسطة يوسف ابو يوسف, يناير 29, 2018, 02:34:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف ابو يوسف

تحيه و احترام :

بعد دخول احزابنا الكلدانيه الانتخابات القادمه في شهر آيار بقائمه موحده , ودعوه البطريركيه الكلدانيه والرابطه الكلدانيه واحزابنا السياسيه الكلدانيه ابناء شبعنا للمشاركه فيها , احببت ان اشارككم بعض افكاري فيما يخص هذا الامر ,فهل نحن ككلدان مؤهلون للمشاركه في هذه الانتخابات ,والاهم هل المشاركه في هذه الانتخابات لصالحنا ؟.. يعلمنا الكتاب المقدس (دَبِّرْ أمورَكَ وأصلِـحْ حَقلَكَ، وبَعدَ ذلِكَ ا‏بْنِ بَيتَكَ.(الامثال 24\27)).

يقول السيد المسيح (فأجابَ الرَّبُّ لَو كانَ لكُم إيمانٌ مِقدارُ حَبَّةٍ مِنْ خَردَل وقُلتُم لِهذِهِ الجُمَّيزَةِ ا‏نقَلِعي وا‏نْغَرِسي في البحرِ، لأطاعَتْكُم. (لوقا 17\6)) ..تعاليم السيد المسيح هي حياه لنا وتنطبق في بعض نصوصها على جميع نواحي حياتنا وليس فقط على سياق الموضوع الذي قال فيه السيد المسيح تعليمه هذا ,بمعنى ان نكون مؤمنين بأبانا السماوي وأبنه يسوع المسيح بكل معنى الكلمه ,وبدليل كلام فادينا عندما سأله احد الفريسيين عن اعظم الوصايا حيث اجابه مخلصنا وقال له (فأجابَهُ يَسوعُ أحِبَّ الرَّبَّ إلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ، وبِكُلِّ نفسِكَ، وبكُلِّ عَقلِكَ. (متى 22\37)) هكذا يجب ان يكون (الايمان) بأبينا السماوي وابنه الحبيب ,فلا وجود للحب الحقيقي دون الايمان بالمحبوب واثبات هذا الشئ على ارض الواقع وليس بالكلام فقط.

نحنُ نحتاج لهذا الايمان (دينيا) لننال الخلاص , و هناك الكثير من الامور الاخرى التي اذا اردنا تحقيقها,علينا الايمان بها بقدر حبه الخردل ,على سبيل المثال ايماننا بقوميتنا نحن الكلدان ,سؤال يطرح نفسهُ ,هل نحنُ مؤمنين حقا بكلدانيتنا  ؟؟ ام الظروف التي مرت علينا ما بعد ال 2003 فرضت علينا الانتباه اخيراً اننا كلدان القوميه؟؟ !! .فقبل ال 2003 لم نكن نسمع بتداول اسم الكلدان بين عوائلنا المسيحييه كقوميه بل كان غالب تداول اسم الكلدان يخص الدين المسيحي كطائفه مسيحيه كاثوليكيه وهذا كان واقع الحال ,بدليل انه في تعداد عام 1977 حيث كانت الدوله تعترف بقوميتين فقط العربيه و الكرديه ,الغالبيه العظمى من الكلدان ان لم يكن كلهم ,سجلوا انفسهم تحت القوميه العربيه بحجه الابتعاد عن المشاكل مع الدوله ,وهذا كان واقع الحال يومها الا البعض القليل جدا جدا جدا من ابناء الكلدان , على عكس اخوتنا الاشوريين الذين الكثير منهم سجلوا في التعداد انهم اشوريون او اثوريون وهذا ما ادخلهم في متاعب بعدها بما يتعلق باملاكهم وعقاراتهم خصوصا فيما يتعلق بالبيع والشراء . وهذا ان دل على شئ فانما يدل على ان الكلدان لم يكن لهم اهتمامات قوميه بقدر حبه الخردل !! بينما الاشوريون كان لديهم الكثير منها !!.

بما اننا واخوتنا الاشوريين تجمعنا ارض واحده ولغه واحده وكنيسه المشرق سابقا قبل تسليم امرنا لكنيسه روما ,لهذا دعونا نقارن بيننا وبين اخوتنا الاشوريين قومياً لاننا في نفس القارب ان صح التعبير مع احترامي الشديد لكل من يشاركنا ارضنا الام اليوم .

ما يميز اخوتنا الاشوريين عنا هو ايمانهم بآشوريتهم كقوميه وشعب ليس وليد الحاضر, عكسنا نحنُ الكلدان الذين مؤخرا بدأننا الاهتمام بكلدانيتنا كقوميه ,والطامه انه هذا الاهتمام جاء ليس كأيمان باننا كلدان بل كرد فعل لما يقوم به البعض من اخوتنا الاشوريين من ضمنا واخوتنا السريان تحت اسم القوميه الاشوريه .لهذا تجد اليوم نفس رد الفعل لدى البعض من اخوتنا السريان تجاه الاشوريين .

هلم نرى كيف هو الايمان لدى الكلدان والاشوريون كل بقوميتهم . ليسمح لي اخوتي الاشوريين بالتكلم عما احسسته وخبرته منهم  , ويمكن لهم ان يصححوا لي ما ليس فيهم , ومنهم نستفاد ونتعلم .

أخوتنا الاشوريون رضعوا حبهم لقوميتهم من اثداء امهاتهم كرضاعتهم الحليب منها ,وتعلموا من ابائهم الايمان بآشوريتهم وانها لم تسقط يوما لكنها حيه فيهم ليومنا هذا ويوما ما سيعود لها مجدها , وتعلموا من كنيسه المشرق ان اشور حية في الكتاب المقدس ولم تمت وينتظرون لليوم ما جاء في نبؤه اشعيا 23.( وفي ذلِكَ اليومِ يكونُ طريقٌ مِنْ مِصرَ إلى أشُّورَ، فتَجيءُ أشُّورُ إلى مِصْرَ ومِصْرُ إلى أشُّورَ، تعبُدُ مِصْرُ الرّبَّ معَ أشُّورَ.  24. وفي ذلِكَ اليومِ تكونُ إِسرائيلُ ثالِثاً لمِصْرَ وأشُّورَ، وهذا بَركةٌ في وسَطِ الأرضِ.  25. ويمنَحُ الرّبُّ القديرُ بَركتَهُ قائِلاً مُبارَكٌ شعبـي مِصْرُ، وصَنعَةُ يَدي أشُّورُ وبنو إِسرائيلَ الّذينَ ا‏ختَرتُهُم.(اشعياء 19))  ..فأين نحنُ ككلدان من هذا الايمان ؟؟.حيث كان الكلداني منا اذا دخل السياسه ,دخلها تحت عبائه الغير !! شيوعيا او بارتيا او بعثيا!! ??? .

دعوني اكلمكم واتشارك معكم خبرتي ككلداني ما عشته منذ ستينات القرن العشرين وليومنا هذا من القرن الواحد والعشرين , حيث في ايام الدراسه كان اسم اخي الاشوري واضح وضوح الشمس عندما ينادي المعلم اسمه بينما كانت اسمائنا نحن الكلدان ضائعه بين اسماء الاخرين لولا وجود اسماء بعض القديسين فيها ك كوركيس او يوحنا او مرقس وغيرها لكن لم يكن بينها اي اسم قومي يحمله اي منا ك حمورابي او نبوخذنصر او بابل بينما لدى اخوتنا الاشورين حدث ولا تمل حيث قليلا ما كانت تخلو اسمائهم من التسميات التاريخيه و الدينيه ,على سبيل المثال احدى العوائل الاثوريه التي تعرفت اليهم في بغداد كان اسماء ابنائهم (كلدون) و (بابلون) !! ربنا يحميهم من كل مكروه ..فأي ايمان بقوميتهم وتسميتهم يحملوه هؤلاء الاشوريون ؟؟ وأي ايمان نحمله نحنُ الكلدان ؟؟. عندما نحمل تسميات عمر و خالد و علاء ؟؟. كل هذا من اجل ان لايعيرنا الغير مسيحي بأسمائنا بينما اخانا الاشوري كان لايقبل ان ينكر اسمه وقوميته !!.

من ناحيه اخرى ,في افراحنا ومناسباتنا الخاصه ,تجد اخوتنا الاشوريين يزينون حفلاتهم ومناسباتهم بملابسهم الاشوريه الزاهيه ,بينما نحنُ نزين حفلاتنا ومناسباتنا بالباس العربي والكردي والهندي والتركي واللباس الافريقي عن قريب بمشيئه الرب ومشاركه خجوله لزينا الكلداني!! فأين ايماننا بكلدانيتنا ؟؟ وهل نحن الكلدان لا نمتلك ازيائنا الخاصه كي نفتخر بها ,لنرتدي الزي العربي والكردي والهندي والتركي وغيرها في مناسباتنا مع احترامي لاصحابها ؟؟ . فأي ايمان نحمله نحنُ الكلدان بزينا ؟.

من ناحيه اخرى لو شاركت او حضرت مناسبه قوميه لاخوتنا الاشوريين ستجد هناك اجواء تجذبك وتذكرك بتاريخنا العظيم واين كنا وما وصلنا اليه ,وسيزداد معك الحماس بالاغاني والقصائد وما اكثرها واجملها التي تذكرك بمجد هذه الامه العظيمه ,بينما لو حضرت نفس المناسبه القوميه للكلدان تُقيمها الرابطه الكلدانيه مثلا فسترقص فرحا على انغام الاغاني العربيه و الكرديه وغيرها وقليلا من الخكه وستكون محظوظا لو سمعت اغنيه قوميه واحده تُمجد الكلدان وتاريخهم !! وستنتهي الحفله بلعبه الدمبله وشبيهاتها !! . فأي ايمان نحمله نحنُ الكلدان بثقافتنا ؟.

شئ آخر مهم جدا حصل في الانتخابات السابقه واخص اول انتخاب منها جذب انتباهي ,حيث عندما كنتُ اسأل اخوتي الكلدان الى من ادليتم بأصواتكم كان الجواب يأتي وبدون اي تردد الى السيد اياد علاوي !!! بصراحه كنتُ انصدم لانه هل السيد علاوي كان بحاجه لاصوات المسيحيين من الكلدان وغيرهم!!وعندما كنتُ اسألهم لماذا لم تدلوا بأصواتكم لقوائمنا المسيحيه ؟ كان الجواب يأتي سريعا (هم جماعتنا شكو بيدهم وشيكدرون يسولنا) !!!.وهنا تُسكب العبرات . فأي ايمان نحمله نحنُ الكلدان بقادتنا ؟.

اذن ما الذي اختلف اليوم في فكر الكلدان وايمانهم بكلدانيتهم غير ردة الفعل على تصريحات بعض الاخوه الاشوريين ؟؟ ليجعلهم يفوزوا في الانتخابات القادمه ويحرزوا مقعد او اثنان او ثلاثه !!! وماذا ستعمل هذه المقاعد الثلاثه تجاه ما يزيد عن الثلاثمائه مقعد لاناس لا علاقه لهم بالسياسه لا من قريب او بعيد (الله وكيلكم)!! لكنهم كلهم دكاتره في امور اخرى  :( :( :( :( .

اعلم ان كلامي هذا سيسبب لي الكثير من المشاكل انا في غنى عنها ,لكن الحق يجب ان يُقال ,لانه ان لم اعلم مقدار حجمي وايماني بما انا عليه ,لن استطيع ان اتقدم خطوه واحده الى الامام , وفي حال فزنا بهذه المقاعد اليتيمه عندها سيتلوث اسمنا الكلداني مع العصابات التي تحكم العراق بالانتخابات الرسميه وندخل انفسنا وسمعتنا في نفق نحن في غنى عنه .

اذن علينا ككلدان بالفعل وليس بالقول فقط الايمان بأننا احفاد اولائك العظام الذين تركوا بصمتهم في البشريه وخلد اسمهم في الكتاب المقدس والتأريخ ,علينا ان نُحيهم مره اخرى فينا وفي بيوتنا واسامينا ولباسبا وفي كل تفاصيل حياتنا ,وان نفوز اليوم بالانتخابات الحقيقيه الاكبر ,عن طريق ان نُعرف الاخرين بنا وبوجودنا ,علينا ان نعتمد على انفسنا اولا و ان نتحرك في دول الاغتراب وان ندرس ونتعلم على قدر استطاعتنا وان نعادل شهاداتنا الدراسيه و العمليه ونشجع ابنائنا على الحصول على مواقع مرموقه على قدر الامكان لتعريف الاخرين بنا وبالظلم الذي وقع علينا في بلدنا الام .وبالمناسبه كل المجالات لها تاثيرها سواء سياسيه او علميه او صناعيه او زراعيه او رياضيه او فنيه او كنسيه ,فكل شخص منا يستطيع ان يخدم قضيته الكلدانيه من موقعه ,وهذا لن يتحقق ابدا ان لم نكن نؤمن بأننا كلدان بقدر حبه الخردل .

اتمنى ان لا يتضايق اخوتي من صراحتي لواقعنا الكلداني , وان نتعلم ان نتخلص من النفاق و(اللواكه) فهي طامتنا الكبرى . هذه رؤيتي الخاصه وما عشته ولكم ان تتقبلوها او ترفضوها ,متمنيا لابناء امتي كل الموفقيه ,كذالك لاخوتنا الاشوريين والسريان لنيل حقوقنا المسلوبه في ارض الوطن .

                                           ظافر شَنو