المزارعون في برطلة.. عشقهم للارض يفوق كل شيء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 23, 2017, 02:28:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المزارعون في برطلة.. عشقهم للارض يفوق كل شيء       




برطلي . نت / خاص
بهنام شابا شمني


احرق الاخضر واليابس...... مثلٌ لم يتحقق الا في زمن داعش. فالقاء نظرة على الاراضي الزراعية على مدى امتداد سهل نينوى لن ترى غير أرض جرداء  يسودها اللون الاحمر وهو لون التراب يقطعه هنا وهناك لون اسود هي بقايا الحرائق التي احدثها داعش في المحاصيل والبساتين المنتشرة في هذا السهل او من جراء المعارك العسكرية التي شهدها هذا السهل طيلة فترة احتلال داعش للمنطقة او اثناء تحريرها.

اليوم قد تحررت هذه الارض وعادت الى اصحابها التي اقتنوها من يوم ما وُجد الانسان عليها وقام باستغلالها وزراعتها على مدى التاريخ الذي يمتد لاكثر من سبعة الاف سنة فكانت مصدر عيش له وللعراق جميعا، ولم يكن يتركها الا بسبب الحروب والغزوات التي كانت تصيب المنطقة ليعود الى زراعتها ثانية بعد زوال الاسباب.

داعش صورة الماضي بمراحله السوداء اجبر الفلاحين على ترك ارضهم وهجرتها، والان قد عادوا اليها بعد تحريرها وباشروا بزراعتها.

هو "عشق للارض" هذا ما يدعونا الى العودة اليها وزراعتها يقول احد المزارعين رغم كل المخاطر التي يمكن ان نتعرض لها. فالارض كانت ساحة لمعارك طاحنة طيلة سنوات سيطرة داعش عليها ولا نستبعد وجود الالغام او المتفجرات والعبوات الغير المنفلقة.

داعش كان قاسيا عليهم ليس في إبعادهم عن أرضهم وبلدتهم فقط بل في الاستيلاء على كل ما يملكونه وسرقته، عادوا فلم يجدوا شيئا، استطاعوا من استعادة بعض آلياتهم الزراعية بعد جولة من البحث خاضوها في سوق الغنائم وفي القرى فكانت خسارتهم كبيرة.

انقضى الثلث الاول من الشتاء والسماء لم تمطر شيئا مما ينبيء بموسم زراعي غير جيد ورغم ذلك فالجرارات الزراعية تشق الارض في مناطق مختلفة من حقول برطلة، انه فعلا عشق للارض.

يضيف المزارع ما يزيد على ذلك ان الدولة لم تؤمن احتياجاتنا من البذور، فقد استلمت (٥) طن منها فقط بينما ما احتاجه هو (٢٥) طنا لذلك اضطررت الى تأمينها من السوق المحلية، اضف الى ذلك يقول المزارع  ان مستحقاتنا لموسم ٢٠١٤ قبل داعش لا زالت بذمة الدولة.

تبلغ مساحة الاراضي الزراعية في برطلة بحسب مصدر زراعي (80) ألف دونم لم يتم غير زراعة (5) الاف دونم منها فقط بسبب التخوف من الاوضاع الامنية غير المستقرة اضف الى ذلك حملة الاطفاءات للاراضي التي قامت بها الدولة في السنوات السابقة والتوسع العمراني على حساب الاراضي الزراعية ناهيك عن التجاوزات الكبيرة التي يقوم بها الاشخاص على الاراضي الزراعية وتحويلها الى سكنية في ظل غياب القانون.

واذا لم يوضع حد لهذه التجتوزات ربما نصل الى اليوم الذي يقضي على الزراعة في المنطقة وهذا ما يسبب خسارة اقتصادية للدولة.
















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "