تَداعِيات أزمة الإستفتاء بين إقليم كوردستان والمَركز وتأثيراتها السلبية على مَصي

بدء بواسطة وسام موميكا, أكتوبر 29, 2017, 03:39:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

وسام موميكا

تَداعِيات أزمة الإستفتاء بين إقليم كوردستان والمَركز وتأثيراتها السلبية على مَصير شعبنا السريان الآراميون في مناطق سهل الموصل التاريخية




وسام موميكا
في عام 2003 ومنذ سقوط نظام صدام  كانت أمريكا وحلفائها يُخططون لتدمير العراق وتقسيمهِ  إعتماداً على أَشخاص وأَحزاب قومية ودينية كانوا ولايزالوا يدعمونها إلى هذا اليوم . ولايخفى على شعبنا العراقي عموماً ماجرى منذ بداية سقوط نظام صدام  من خطف وقتل وتهجير وإِضطهادات ومصادرة حقوق القوميات الأصيلة من خلال صياغة (دستور ناقص ) يحفظ ويَضمن حقوق القوي من العرب والكورد على حساب الأقليات القومية الاصيلة كالمسيحيين ( السريان الآراميون ) وهذا ماحدث لأبسط حقوقنا في هذا الدستور  الناقص الذي شارك بصياغتهِ ساسةٌ يُمثلون العرب والكورد والتركمان . وأيضاً لانَنسى بأن ساسة وممثلون عن (الكلدوآشوريين ) هُم مَن نَكروا شعبنا وصادروا حقوقهِ وإرادتهِ لصهرهِ في التسمية السياسية المُركبة ( كلدوآشور ) والتي ثبِتت في الدستور العراقي الناقص!
سوف لن أدخل كثيراً في تفاصيل الأحداث الدامية والمؤلمة لعراق ما بعد صدام حسين , لأن المقال مُخصصٌ لتداعيات الازمة الحالية بين حكومة بغداد الطائفية وبعض الاطراف الحزبية الحاكمة والمُتنفذة في حكومة الإقليم . والذي أفرز هذا الوضع المُتأزم هوإستفتاء الإقليم للإنفصال وهو حق مَشروع  لِشعب ناضَل لعقود من الزمن إلى أن تَحَررمن ظُلم الحكومات والأنظمة العربية الإستبدادية وهذا لايمكن تَجاهلهُ مَهما بَلغ الخِلاف والصِراع الحزبي والسياسي حِدَته بين جميع الأطراف العربية والكوردية . كما وأنه في المُقابل يجب أن لايَنسى الساسة الشيعة في بغداد ماقدمه لهُم الإقليم قبل سقوط نظام صدام من دعم وتسهيلات ومساعدات مادية ومعنوية لمُمارسة نشاطاتِهم الحزبية والسياسية المعادية للنظام السابق , هل يجب مكافأة شَعب الإقليم بِالتهديد والترويع وفَرض حِصارعليهِ بِسبب خلافات وصراعات سياسية حول قضايا عالقة  كانت في طي النسيان منذ أعوام مَضت !!!!!
فَهل تناسى الطرفين السياسيين (الكوردي والشيعي ) كارثة 2014 عندما أصدروا الأوامر لِقواتِهم بالإنسحاب من الموصل والمدن والقرى التابعة لها وتسليمها إلى تَنظيم داعش الإرهابي دون إبلاغ  المواطنين بهذا الإجراء وتداعياتهِ  , وجَراء هذا التصرف اللامسؤول وقَعت إبادة جماعية وتهجير وتطهير عرقي مُنظم بِحق الإخوة اليزيديين والمسيحيين الكلدان والسريان الآراميون والشَبك وايضاً بِحق العرب السنة من أهل الموصل , بالله عليكم ياحكومة بغداد والإقليم مَن يَتحمل الذي جَرى لبعض الأقليات القومية الأصيلة منذ 2014 إلى يومنا هذا وأنتم تَتصارعون فيما بينكم  لِتتخذوا من حِجج مُغطاة بِصبغة إما وطنية كاذبة أو قومية أو دينية مذهبية طائفية لتكون مُنطلقاً لتنفيذ مُخططات سياسية وحزبية مُغرضة ومشبوهة على حساب الشعب العراقي المَظلوم من شمالهِ إلى جنوبهِ !!!
ولكن للأسف بعد أن أَوشك مسلسل داعش على الإنتهاء وتحرير مُعظم مناطق العراق من قبضتهِ الوحشية وعودة المهجريين والنازحين إلى مناطقهم , نرى أن تداعيات إستفتاء الإقليم قد مَنَح الفرصة  للطائفيين والحاقدين على الكورد وقضيتهم القومية لإثارة قضايا ومشاكل كانت مُهمَلة ومَنسية من جانب الحكومات العراقية المُتعاقبة على الحكم في بغداد منذ 2003 وبحجة تطبيق القانون والدستور العراقي الناقص !!!...هذا الدستور المطاطي الذي تَم صياغتهُ ليخدم مُخططات وأطماع الساسة الشيعة أولاً والساسة الكورد ثانياً ..لكن التوتر والخلاف والمواجهات الجارية بين القيادات الشيعية والكوردية والتي تَحمل صبغة حكومية لخداع الشعب العراقي بجميع أطيافهِ وشرعَنة العدوان على الإقليم بِحجة تصويت الشعب الكوردي على الإنفصال عن العراق والذي إقترفت جميع حكوماتهِ العربية أبشع الجرائم بِحق الكورد .وهذهِ حقيقة يَعرفها الجميع وليس دفاعاً مني عن الكورد .
إن الأحداث الأخيرة التي وقعت في بلدات شعبنا المسيحي الكلداني والسرياني الآرامي في تلسقف وبعشيقة مابين قوات البيشمركة وميليشيات بابليون التابعة لشيخ الكلدان (ريان) والتي غالبية افرادها غرباء عن مناطق شعبنا في سهل الموصل , مما أدت هذهِ الإشتباكات العسكرية إلى وقوع خسائر وضحايا بين المدنيين بسبب القصف العشوائي للطرفين , مما دفع بأهالي هذهِ المُدن والقرى للنُزوح والهجرة نحو مناطق أُخرى تكون أكثر أمناً , وهذهِ هي المرة الثانية التي يَتُم فيها إرغام شعبنا للهجرة والنزوح عن مناطقهِ بَعد عودتهِ إليها قبل عامٍ مَضى فالهجرة الاولى طالت شعبنا عام 2014 !!!
نتألم  للذي يَجري في مناطق شعبنا ( سهل الموصل ) التاريخي من صِراعات سياسية وحزبية وطائفية بحجة فرض القانون والدستور الناقص بَعد سنوات من الإهمال لبعض فَقراتهِ , فاليوم أصبح يُستخدم كأداة ضغط على الطرف الفلاني أوالعلاني لتصفية حسابات سياسية وتاريخية دَفينة مابين العرب والكورد بشكل عام والذي سوف يدفع الثمن بالتأكيد هم السكان الأصليين في المناطق التي كانت تُسمى زيفاً وتَضليلاً بالمناطِق المُتنازع عليها , ومن ثُم تَطور المصطلح إلى مناطق مُختلف عليها ولانَعرف مالمُصطلح الجديد الذي سوف تُطلقهُ حكومة بغداد الطائفية بَعد أن يَتم إنتزاع هذهِ المَناطق التاريخية لشعبنا من أيدي حكومة الإقليم !!!
وفي نِهاية المَقال أُجدد مَطلب شعبنا المسيحي من (السريان الآراميون ) كوننا أَصحاب الأرض الحقيقيين والأُصلاء في سهل الموصل بِضرورة إبعاد مناطقنا عن الصِراعات والتصفيات الحزبية والسياسية الطائفية والمذهبية . وحِرصاً مِنا على عَدم إراقة الدِماء بين المدنيين العُزَل مِن جَراء الإشتباكات العسكرية الجارية بين الفصائل والميليشيات المُسلحة ومن الطرفين العراقي والكوردستاني  ,لذا نُطالب الطرفان بِوقف هذهِ التحركات والإجراءآت العسكرية في مناطقنا وعدم زَجِ شعبنا في صراعات ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل . وإذ نؤكد للحكومتين العراقية والكوردستانية بأننا كشعب (مسيحي سرياني آرامي) بَراءٌ من جميع الفَصائِل والمِيلشيات الحزبية المسيحية المُسلحة والتي يَنضوي جزء كبير مِنها مع الحشد الشعبي . كما ونَتمنى أيضاً أن تَسود لغة التفاهم والحوار بين جميع الأطراف المتنازعة عرباً وكرداً ليَعم الأمن والأمان في ربوع عراقنا الحبيب ويتعافى الجميع من مَرض المُحاصصة الحزبية والطائفية المقيتة التي دمَرت البلد .







Wisammomika
سرياني آرامي