" الهوية السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود !"/هنري بدروس كيفا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 12, 2017, 07:41:20 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

" الهوية السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود !"     
   
برطلي . نت / بريد الموقع

هنري بدروس كيفا

كم كنت أتمنى أن يكون عنوان الموضوع " إعشقوا هوية أجدادك أيها السريان ! "

و لكن وآسفاه هنالك مجموعة من السريان الذين خانوا هوية أجدادهم و صاروا يؤمنون بإيديولوجية أشورية مزيفة و يريدون منا أن نصدق طروحاتهم التاريخية الكاذبة ... المشكلة هي أنه من المستحيل على سرياني واعي أو سريانية واعية أن تتمسك بتسمية مزيفة لهوية أجدادها !



أولا - جسر الفنون في باريس Pont des Arts .أعيد بناء هذا الجسر المشهور بين سنتي ١٩٨١ و ١٩٨٤ و هو جسر للمشاة فقط . و كان القنصل بونابرت قد بنى الجسر الأول سنة١٨٠١ و كان أول جسر مبني بالحديد في باريس . و كان هدف بونابرت أن يضع بعض الأشجار و الورود كي يجمل مدينة باريس !

و بالفعل أصبح هذا الجسر مقصدا للزوار و محبي الفن لأنه – في بعض المناسبات - كان يتحول الى معرض للفنون في الهواء الطلق !
الشيئ المثير هو أن هذا الجسر - منذ سنة ٢٠٠٨ - قد أصبح مشهورا لأن العشاق من كل بلدان العالم يقصدونه و يتركون " قفلا "معلقا على السياج الحديدي مع الإسمين ( الصغيرين ) للعاشقي!

و قد درجت العادة أن يرمي الحبيبان المفاح الى قاع النهر و ذلك لتأكيد حبهم المتبادل الى الأبد !
و يبدو أن هذه العادة قد وصلت الى باريس من أوروبا الشرقية ... سأضع رابطا باللغة الإنكليزية حول هذا الجسر Pont des Arts
http://en.wikipedia.org/wiki/Pont_des_Arts

و هذا الرابط و هو ريبورتاج باللغة الفرنسيةحول مشاكل " الأقفال "على الجسر . أرجو أن تفتحوه لمشاهدة الأقفال و جمال هذا الجسر!
Les "cadenas de l'amour", trop lourds pour le pont des Arts
http://videos.tf1.fr/jt-13h/2013/les-cadenas-de-l-amour-trop-lourds-pour-le-pont-des-arts-8250362.html


ثانيا - هل هويتنا السريانية هي مشكلة و " قفل مغلق " ؟


أ- لقد رأينا كيف تحولت كثرة الأقفال في هذا السر الى مشكلة قد تدفع المسؤولين في باريس في منع وضع هذه الأقفال لأن كثرتها تشكل خطرا حقيقيا على الجسر بسبب ثقلها !
الهوية السريانية الحقيقية التاريخية أي الآرامية قد تحولت في القرن الماضي الى " مشكلة " في نظر بعض السريان الذين يدعون بالغيرة القومية و العمل من أجل الوحدة : بعضهم لا يزال يتوهم أن الهوية السريانية هي فقط للناطقين باللغة السريانية لأنهم لا يرون أبعد من أنوفهم و البعض الآخر يدعي أن جميع مسيحي الشرق يتحدرون من السريان الأشوريين ! كل باحث أكاديمي و كل سرياني مثقف لا يرى هويتنا السريانية و لا إسمنا السرياني كمشكلة أو كقفل مغلق لأنهم - بكل بساطة - يعتمدون على المصادر السريانية لمعرفة ما كان يؤمن به السريان حول هويتهم و إسمهم و تراثهم!



ب - الإدعاء أن إسمنا السرياني هو أحجية أم حزورة هو مشكلة مصطنعة !بعض السريان الذين تنكروا لهوية أجدادهم الآراميين يحاولون بكل الطرق تشويه تاريخنا الحقيقي من أجل الإدعاء بهوية أشورية مزيفة و هم يروجون نظريات مزيفة مبنية على مفاهيم تاريخية خاطئة:


*التسمية السريانية ليست مشتقة من إسم الشعب الأشوري و لكن من تسمية إدارية فارسية هي أسورستان كانت تطلق على الشرق و هي بكل تأكيد لا تعني إنحدار السريان من الأشوريين...
*التسمية السريانية لم تطلق على " الشعوب القديمة " من سومريين و أكاديين و أشوريين و آراميين و حثيين بعد قبولهم للديانة المسيحية !المضحك إن النظرية تذكر أن الآراميين بعد تنصرهم صاروا يعرفون بالسريان و هذه النظرية هي غير علمية لأن أجدادنا قد حافظوا على إسمهم الآرامي و إفتخروا به ! عكس بعض السريان الذين يرددون النظريات الخاطئة لإحياء هويات منقرضة كالشعب الأشوري المنقرض!
*هل سمعتم أحد السريان يدعي بجذور سومرية أو أكادية أو كاشية أو حثية أو ميتانية أو بابلية ؟

السريان المزيفون يروجون المفاهيم الخاطئة بين السريان متوهمين أن السرياني المثقف سيخون - مثلهم - هوية أجداده و سيتوهم أن التسمية السريانية تشير الى عدة إتنيات و هويات لشعوب مختلفة ! و بالتالي يحق لكل سرياني أن " يؤمن "بالهوية التاريخية التي يراها مناسبة!
*دعاة الفكر الأشوري المزيف يتوهمون أن بإستطاعتهم أن يتلاعبوا بإسمنا السرياني و يفسرونه حسب إيديولوجيتهم الأشورية التي قسمت و أضعفت شعبنا السرياني الآرامي .

هم يرددون ܣܘܪܝܐ = ܐ̱ܣܘܪܝܐ = ܐܬܘܪܝܐ = ܐܫܘܪܝܐ.... و يتوهمون أن السرياني المثقف سيتخلى عن تاريخه و هويته السريانية الآرامية الحقيقية من أجل هوية أشورية مزيفة !
نحن نعلم بوجود بعض السريان الغربيين الذين نكروا جذورهم التاريخية و يحاولون نشر بين السريان هذا الإدعاء الكاذب " ܣܘܪܝܝܐ " هي أصلها " ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ" .

الشيئ المهم جدا أن المصادر السريانية لم تسم الأشوريين القدامى " ܣܘܪܝܝܐ " سريان / " ܐ̱ܣܘܪܝܝܐ" أسريان و لكن " ܐܬܘܪܝܐ " أشوريين !
فحين كان السريان المشارقة أو المغاربة يفسرون أسفار التوراة فهم كانوا يستخدمون التسمية " ܐܬܘܪܝܐ " للدلاة على الشعب الأشوري و ليس " ܣܘܪܝܝܐ " أم " ܐ̱ܣܘܪܝܐ " كما يحاول ترويجه هؤلاء المتطرفون.


ثالثا - التسمية السريانية التاريخية توحد جميع مسيحيي الشرق !



من المؤسف إن السريان المدعين بالهوية الأشورية المزيفة قد حولوا إسمنا السرياني المعلوم الى نكرة و علامة إستفهام مستمرة!

و صار هؤلاء السريان يناضلون من أجل طروحات تاريخية كاذبة مدعين إنهم ناشطون قوميون بينما هم في الحقيقة مجرد " سريان يعملون ضد هوية شعبهم و مستقبله"!
هؤلاء السريان المزيفون مستعدون أن يعترفوا بوجود هوية كنعانية أم فينيقية اليوم و غدا هويات سومرية و أكادية لتقسيم السريان و لإفراغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و الجغرافية و الإتنية ( هوية. )
التسمية السريانية ليست" قفلا" بالنسبة للسرياني المثقف لأنه يعلم إنها صارت مرادفة لإسمنا الآرامي !
السريان الذين يؤمنون بالإيديولوجية الأشورية المزيفة لا يستطيعون الإعتماد على المصادر السريانية لتثبيت طروحاتهم للأسباب التالية :
*أغلبيتهم شربوا الفكر الأشوري في شبابهم متوهمين إنه فكر قومي صادق و للأسف يحاولون الدفاع عن طروحاته الكاذبة...
*لقد تحول الفكر الأشوري الى إيديولوجية سياسية مزيفة لهويتنا السريانية الآرامية و أصحاب هذا الفكر يعندون في الدفاع عنه بدل التحقيق في صحة طروحاته الخاطئة!
*المصادر السريانية الغنية هي ما تركه لنا أجدادنا من تراث عريق و هي الحكم الفاصل في إظهار الهوية التي كانوا يؤمنون بها : الشعب الأشوري قد زال نهائيا من التاريخ و مصادرنا السريانية لا تذكر شعبا أشوريا معاصرا لهم !
و إذا تحقق السريان المنخدعون بالفكر الأشوري المزيف لوجدوا أن التسمية الأشورية قد ورت في تفسيرات الآباء لأسفار التوراة !
أخيرا هويتنا السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود و لكن إعتماد التاريخ الأكاديمي و مصادرنا السريانية هو " المفتاح " الذي يؤكد أن أجدادنا كانوا يؤمنون بأنهم سريان آراميين !