العشرات من فلول داعش يختبئون في أنفاق وسراديب الموصل القديمة

بدء بواسطة matoka, يوليو 19, 2017, 11:18:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

العشرات من فلول داعش يختبئون في أنفاق وسراديب الموصل القديمة









برطلي . نت / متابعة
 بغداد / وائل نعمة

قبل أسبوع تفاجأ سكان القيارة في جنوب الموصل، بخروج رجل من تحت الارض، تبين في ما بعد انه عنصر تابع لـ"داعش". المسلح الاجنبي، الذي يعتقد بانه روسي، كان اشبه بهيكل عظمي لعدم تناوله الطعام لفترة طويلة،حيث ظل مختبئاً في احد الانفاق لنحو سنة، لكنه قرر الخروج بعد نفاد المؤن لديه.
وكانت "القيارة" قد تحررت، في آب الماضي، فيما لم تتعرض المدينة لدمار كبير كما حدث في الموصل القديمة، التي تضم سراديب اختفت الآن تحت ركام المنازل المدمرة.
ويعتقد بعض المسؤولين في الموصل ان معالجة المسلحين، الذين سيبقون داخل تلك المخابئ المعقدة بعد التحرير، قد يأخذ وقتا طويلا.
ومضى أسبوع منذ اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي تحرير الموصل وانتهاء ماوصفه بـ"دولة الخرافة". لكن القوات الامنية مازالت تشتبك مع جيوب المسلحين في المدينة القديمة حتى اللحظة.
لايعرف بالضبط عدد المسلحين المتبقين. وكانت التقديرات، في الايام الاخيرة، قبل اعلان التحرير، تحدثت عن 500 الى 400 مسلح في المدينة القديمة. وقبل يومين فقط، كانت هناك ضربات جوية استهدفت مسلحين يحاولون الهروب عبر نهر دجلة.
ويقول أحمد الجبوري، النائب عن نينوى، ان "المجابهات قد توقفت الآن، لكن هناك عناصر متخفية داخل المباني المهدمة أو السراديب".
وفي منطقة باب الشط داخل المدينة القديمة، يؤكد الجبوري، في تصريح لـ(المدى) امس، ان "طيران الجيش قتل، يوم الاحد، 27 مسلحاً كانوا يرومون الهروب عبر النهر".
ونقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لجثث طافية في نهر دجلة، قالت بانها تابعة لعناصر التنظيم الذين حاولوا الفرار من المدينة القديمة. وقال الفريق الركن عبد الأمير يار الله، قائد عمليات (قادمون يا نينوى)، قبل ايام، بان قواته قتلت "10 آلاف مسلح من تنظيم داعش".
بدوره يقدر زهير الجبوري، عضو مجلس قضاء الموصل، عدد المسلحين المتبقين في الموصل بين 100 الى 200 عنصر.
وينقل الجبوري ، خلال اتصال مع (المدى) امس، عن شهود عيان في الموصل ان "أغلب المسلحين المتبقين من جنسيات أجنبية ويتكلمون بلغة عربية ضعيفة، ويرتدون أحزمة ناسفة".
ويرجح تواجد تلك المجاميع في مناطق الشهوانية، والقليعات، والميدان، ومنطقة الخزرج. ويؤكد المسؤول المحلي صعوبة العثور على مناطق اختبائهم بسبب الطبيعة العمرانية المعقدة في تلك الاحياء. ويختبئ اكثر المسلحين في السراديب، التي يوصل بعضها عبر شبكة أنفاق الى حافة نهر دجلة.
ويضيف الجبوري قائلا "قد تستغرق تصفية المسلحين المتخفين مدة طويلة ربما تصل الى عام كامل".

لو استسلم داعش!
وشهدت الموصل، عملية استسلام لعدد من عناصر التنظيم، فيما يقدر المسؤول المحلي ان اعدادهم تبلغ نحو 20 مسلحاً.
وقال القائد في قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن سامي العارضي، قبل ساعات من اعلان العبادي النصر، إن "مسلحي تنظيم داعش لا يقبلون أن يسلّموا أنفسهم ". وبين ان مسلحي التنظيم يخاطبون القوات العراقية بصوت عالٍ "ما نسلّم، إحنا نريد نموت".
وعن حالات الاستسلام، يقول النائب أحمد الجبوري، الذي يقود فصيل (فرسان الجبور) الذي شارك في معارك الموصل، بان "المسلحين تأكدوا ان ليس امامهم فرصة للنجاة فقرروا تسليم أنفسهم".
واتضح ان اغلب المستسلمين في الموصل القديمة من المسلحين المحليين، وبينهم من سكان الشرقاط والرمادي وجنوب بغداد. وتعتقد بعض الجهات في الموصل، بان عمليات الاستسلام كان يمكن ان تحدث قبل الهجوم على المدينة، ولتجنيب الموصل الدمار الذي حصل بفعل المعارك.
ويقول مسؤول محلي، طلب عدم نشر اسمه لعدم تخويله بالتصريح، "كان يمكن للحكومة ان تعد المسلح بمحاكمة قضائية إذا قرر تسليم نفسه".
ويضيف المسؤول، الذي تحدث مع (المدى)، "كان من المفيد ان تظهر الحكومة ببرامج تلفزيونية بعض المعتقلين، وهم يؤكدون انهم عرضوا على القضاء. ويشير المسؤول الى ان "بعض المسلحين، خاصة المغرر بهم، كانوا ينتظرون مثل تلك الوعود قبل المعركة، حينها كنا سنمنع الدمار الذي حل هناك".
ولايعرف حتى الآن عدد المسلحين الذين تم اعتقالهم، لوجود اكثر من جهة عسكرية وعدم تخصيص مركز واحد للاحتجاز. ويعتقد المسؤول المحلي، القريب من العمليات العسكرية، بان "بعض الدواعش المعتقلين قد تتم تصفيتهم في لحظة إلقاء القبض عليهم، والبعض الآخر ينقلون الى بغداد".
وأكد المسؤول أن "المسلح الذي ظهر في القيارة بعد عام على تحريرها، كان يختبئ في نفق ضيق وخرج بعد اقتربه من الموت".

برنامج تلفزيوني
بالمقابل تسرب الكثير من المسلحين مع النازحين الى المناطق المحررة. وكشفت محطة فضائية محلية بعض تلك الوجوه اثناء النزوح.
ويقول النائب أحمد الجبوري ان "القوات العراقية ركزت، وسط المعارك الطاحنة،  على نقل السكان الى المناطق الآمنة، مما اتاح فرصة للمسلحين بالعبور مع النازحين".
وينتقد النائب إجراءات التدقيق، ويرى انها "غير دقيقة"، كما يشير إلى ان "برنامجا تلفزيونيا على قناة محلية نبه القوات الامنية الى تسلل مسلحي داعش، وإلا كانوا سيمضون دون ان يعرفهم احد".
وقامت تلك القناة، بإجراء لقاءات عشوائية مع النازحين من المدينة القديمة، لم تشمل كل السكان، لكنها اختارت بعضهم. ولاحقا تلقت القناة سيلا من المعلومات والمكالمات من الاهالي، تؤكد ارتباط الاشخاص الذين ظهروا في مقابلات عشوائية بـ"داعش".
ويصعب التفريق بين المسلحين والمدنيين، لاسيما مع تشابه الرجال في مظاهرهم الخارجية كإطلاق اللحى التي يعاقب داعش على حلقها. كما يستخدم المسلحون، عبارت باللغة الموصلية، للتمويه على هويته، التي يصعب اكتشافها حتى بوجود مستمسكات رسمية.
ويذكر المسؤول القريب من العمليات العسكرية ان "بعض عناصر التنظيم يذكرون للقوات الامنية اسماء مسؤولين، مؤكدين أنهم أقرباؤهم، وبالمصادفة يكتشف بأن لا علاقة تربط بين الشخصين".
ويقول المسؤول المتواجد في مراكز التدقيق "بالصدفة نتصل بالمسؤول الذي يذكره النازح، لنكتشف بان الاخير يكذب".
ويمر عشرات الآلاف من السكان اثناء عمليات الإخلاء امام القوات الامنية، التي تتغلب فيها العاطفة، خاصة مع وجود النساء والاطفال، وتسمح لهم بالعبور.
ويضيف المسؤول المحلي "بعضهم يعطينا اسماء وهمية، ولانستطيع التأكد منها، كما انه يخرج من مناطق اخرى غير تلك التي كان يقاتل فيها". ويقدر الاخير أعداد "داعش" مع عوائلهم في ساحل الموصل الايمن بـ50 الف شخص. إذ يقول ان "المدينة تحولت الى مركز استقبال أخير لكل المهزومين من داعش في الانبار وصلاح الدين".
ولم تشهد الموصل عمليات تفتيش او تمشيط فعالة، كما يعتقد بعض المسؤولين، مشيرا الى ضرورة إعلان حظر التجوال لمدة 3 أيام، ليتم خلالها تمشيط كل الاحياء.

تعويض الدمار
وتعرضت الاحياء الى دمار كبير، حيث يقول المسؤول المحلي ان "95% من المدينة القديمة قد تدمرت، حيث شهدت معارك طاحنة". وتتراوح نسب الدمار في باقي الاحياء بين 80% الى 30%، وفقاً لحجم المعركة، او ان بعضها قد وقع في ظهر القوات، فلم تتعرض لتدمير كبير.
ويقول النائب عن نينوى عبدالرحمن اللويزي ان "مؤتمرا للمناحين عقد قبل ايام في الولايات المتحدة، وسيعقد آخر نهاية العام في الكويت".
ويلفت اللويزي، في تصريح لـ(المدى)، ان "تلك المؤتمرات ستوفر تغطية لإعادة إعمار الموصل وباقي المدن المدمرة، التي قد تكلف نحو 100 مليار دولار او اكثر"، مشيرا الى ان "الموصل قد اصبحت محط انظار العالم، والخندق الاول في محاربة الارهاب، مما قد يؤدي الى توسيع جبهة المانحين".
بالمقابل يقول اللويزي "نحن لانخشى بعد الحصول على التمويل، وإنما من إدارة تلك الاموال وحالات الفساد".




Matty AL Mache