البصرة ثغر العراق الباسم ..ما حالها الان؟

بدء بواسطة Hikmat Aboosh, نوفمبر 24, 2015, 03:42:05 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

Hikmat Aboosh

البصرة ثغر العراق الباسم ..ما حالها الان؟   


حكمت عبوش

أنا لست بصريا ولكن مايجذبني اليها هي عراقية اهلها وطيبتهم التي ستبقى تنضح منهم مهما كانت الظروف وما شدني اليها هذه المرة هو اللقاء الذي اجرته (قناة الشرقية) وعرضته مساء يوم25/9/ 2015(اول ايام عيد الاضحى) مع النائب والوزير ومحافظ البصرة سابقا القاضي (وائل عبد اللطيف)الذي يتميز برصانته وموضوعيته في طرح افكاره المعبرة عن قناعاته الديمقراطية فتكلم في اللقاء بمرارة عن واقع وطنه العراق ومدينته البصرة التي كانت زاهية ومتالقة في زمان مضى واصبحت على ماهي عليه اليوم (مع الاسف لم احظ الا بالقسم الاخير من كلامه وكان معظمه عن البصرة) وقال عن مدينته انها ليست البصرة التي اعرفها فاوضاعها تشهد ترديا في كل المجالات فمثلا التبذير الغير المعقول والضار الذي مارسه المحافظ عندما اقام وليمة غداء كلفت 94 مليون دينار وأسال هل كان المحافظ يحسب نفسه حاتم الطائي؟وقام المحافظ بمنح كل عضو مجلس المحافظة 5ملايين دينار ليشارك في اقامة مجالس العزاء الحسينية، كما سلم لكل عضو مجلس المحافظة البالغ عددهم (36) عضوا مبلغ (100) مليون دينار لدرع اخطار الفيضانات بسبب مداهمة مياه الامطار مدينة البصرة لايام ولا أعرف هل اعضاء المجلس هم بدلاء للبلدية التي يجب ان تقوم بهذا العمل ( لم يذكر اسم المحافظ الذي قام بهذا البذخ الغير الطبيعي ) وقال: البصرة قد لبست ثوبا غير ثوبها وعندما سأله مقدم البرنامج : ماذا تقصد بهذا ؟ أجاب الدكتورعبد اللطيف : أقصد ان البصرة كانت مدينة زاهية ومدينة ثقافة مدنية نشرب من مائها وناكل من خيراتها ولكننا الان نستورد الماء من الكويت والخضراوات من ايران ، والطب كان متقدما ولنا اطباء بارزون  ولايخضعون للحسابات العشائرية المتخلفة كما الان والبصرة لم ينتخب منها اي عضو للبرلمان خارج الاحزاب الدينية والسياسية منذ ثلاث دورات انتخابية وما نستشفه من كلام الاستاذ القاضي وماتظهره الاحداث والوقائع ان هناك من يدفع باتجاه مضاد للخيار المدني حتى في القشور وماجعل البصرة كأنها ( قندهار ) عراقية واصبح فرض الحجاب بالقوة شئ طبيعي وفعلا تم اغتيال نساء خرجن سافرات في المدينة دون اقتراف اي ذنب يجيز هذا الفعل الشنيع دون حسيب او رقيب وكأن السفور هو علامة انحراف المراة و الحجاب هو علامة الشرف الوحيدة وهذا يؤكد أن من يسرق حريات وحياة ابناء الشعب الابرياء يسهل عليه سرقة اموالهم ويؤكد صواب قول الراحل (محمد مصبح الوائلي) محافظ البصرة الاسبق والذي اغتيل : (هناك من يريد تطبيق احكام طالبان في البصرة).                                                                               
ان مايميز البصرة الان هو احتراق غازها بما يوازي 15مليون دولار يوميا فهو اكبر اهدار عبثي غير مبرر سببه اهمال الحكومة المركزية والمحلية ووزارة النفط وشركات الغاز. وبسبب  هذا الاهدار اللا مشروع تتعرض اجواء المدينة الى الى ملوثات اضافية يستنشقها المواطن البصري اكثر من اي مواطن اخر ولذلك فان عدد المصابين فيها بمرض السرطان هو اكثر من المصابين في أي من المحافظات العراقية الاخرى ورغم ذلك لايوجد لحد الان مستشفى تخصصي لمعاجة هذا المرض فيها من الاجهزة والمعدات الحديثة الخاصة بذلك اما ازمة الكهرباء في المدينة فهي عميقة  وتعاني جماهيرها كما كل العراق منها كثيرا واعطت البصرة شهيدين على مذبح المطالبة لتحسينها والكف عن غمط حقوقها فيه.                                     
اما الماء الذي تكلم السيد القاضي عن ندرته بسبب عم اكتمال مشروع ماء البصرة لحد اليوم ولاننسى التخريب الذي اصاب المدينة عندما جعلها نظام صدام ساحة حرب تعرضت فيه للكثير من القصف الايراني ومحاربته للكثير من مواطنين البصرة الشيوعيين والديمقراطيين والاسلاميين وخربت الكثير من بساتين النخيل والفواكه واراضي المحاصيل الزراعية بسبب ندرة مياه السقي وملوحة المياه المتوفرة حيث اهدى( صدام الارعن) نصف شط العرب الى اخيه شاه ايران ثمن اجهاضه الثورة الكردية في ذلك الوقت واصبح الماء المالح هو الذي يجري في شط العرب بدل مائه العذب كما فشلت القناة التي بدأت الحكومة السابقة بشقها منذ عام 2010من منطقة كيبان في شط العرب الى الفاو على الخليج وبدات تعطي ماءا مالحا بدل الماء العذب الصالح لسقي المزروعات كما تمنى فلاحوا البصرة. و تم تجريف الاراضي الزراعية لتحويلها الى اراضي سكنية ولكن مع ذلك لايزال الكثير من اهالي البصرة وخاصة الفقراء يعانون من تدني المستوى المعاشي وازمة مياه الشرب والسكن وانتشار البطالة والامية والحاجة الماسة للمدارس والكهرباء الذي ذكرناها وماعدا هذا فان البصرة التي كادت ان تصبح فينيسيا عراقية اصبحت الانهار الصغيرة والسواقي التي تسير بين اجزائها واحيائها تملا بالمخلفات والقمامة بدل الماء ولذلك فان اهالي البصرة قد خرجوا منذ اكثرمن شهرين ونصف للمطالبة بحقوفهم واموالهم المسروقة ومحاكمة مافيات الفساد واللصوص واعادة هذه المليارات الى الى اصحابها الفقراء والكادحين لأنهم يريدون ان تكون مدينتهم متحضرة دائما وفنارا هاديا يسترشد بها كل ملاحوا الثقافة من علم وادب وفن وملاحوا الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة والبناء والاعمار وكل جوانب الحياة الاخرى لكي تكون مدينة ينتشر فيها الحق والعدالة الاجتماعية واحترام الاخر ومجموعة القيم المدنية والديمقراطية وهو ما يليق بالبصرة الفيحاء.