في عيد الرابطة السريانية 43، حبيب افرام: هل نيأس من الوطن؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 19, 2018, 04:15:45 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

في عيد الرابطة السريانية 43، حبيب افرام: هل نيأس من الوطن؟     

         
برطلي . نت / متابعة
عشتارتيفي كوم/

     أكدّ رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام أن السريان أعطوا لبنان دائما دون منّة  دماً حين  كنا  جزءا من المقاومة اللبنانية، إن 1300 شهيد على مذبح لبنان وسامٌ على صدرنا نحن.  لقد ناضلنا على اسم المسيحية الحرّة لكن يبدو أنهم يريدوننا شهداء فقط، وقودا فقط!

     ولقد ناضلنا مع العماد ميشال عون وقربه بعد عودته حتى نثبِّتَ حضورَ المسيحي القوي الرئيس والمشرقي في سدة القصر، من أجل توازن حقيقي ومناصفةٍ صحيحة ومازلنا  نؤيدُه ونعتبرُ العهد عهَدنا. فإذا لم ننصف الآن فمتى؟ واذا لم ننصف مع العماد عون فمع من؟



     جاء ذلك في خطاب ألقاه في حفل عشاء أقامته الرابطة في عيدها الثالث والاربعين  في مطعم " لو مايون" حضره  الوزير نقولا تويني ممثلاً فخامة الرئيس ميشال عون، والمطران جورج صليبا ممثلا قداسة البطريرك مار افرام وزير الدفاع يعقوب الصراف السفير الروسي الكسندر زاسبيكين القنصل المصري وائل السيسي النائب ياسين جابر، السيدة لينا مخزومي ممثلة أخيها النائب فؤاد مخزومي، العميد نديم فارس ممثلا النائب نديم الجميل، النائبان السابقان مروان أبو فاضل أمين عام اللقاء الارثوذكسي وأميل رحمة رئيس حزب التضامن، المطران جورج  أسادوريان، الارشمندريت يترون كوليانا، ممثل المطران مطر المونسينيور انطوان سيف  الاب الدكتور رفعت بدر رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام في الاردن عميد السلك القنصلي جوزف حبيس، مدير مخابرات بيروت في الجيش طوني فارس، ممثل مدير عام الأمن  العام العقيد جون  صيصا، السفير انطونيو عنداري، العميد المتقاعد جان شمعون، النقيب روجيه  ملو، ميشال قماطي ممثلا  المجلس  الماروني رئيس مركزية مسيحيي الشرق فادي سماحة، المهندس جان ابو جودة، المهندس  ابراهيم ملاّح، هادي راشد، ايلي فرحات وليم شرو ممثلا الوزير نقولا صحناوي وعدد من رؤساء المؤسسات السريانية.



       

    إستهلت الحفل المهندسة  تيري بيطار بكلمة عن معنى العطاء. بعدها قدّمت مارغريت خشويان المكرّمة مايا مراد الاعلامية السورية السريانية من السويد"لأنها صوتٌ صارخ لشعبنا، مدافعة ٌ عن قضاياه، ورمزٌ للعطاء وقدّم لها النائب ياسين جابر درع الرابطة ."

وكانت كلمة لها: أنا من هنا .. وان مرت أكثر سنين عمري في تلك الارض البعيدة التي لا تشبهني أنا من هنا.. ومن نصيبين التاريخية والجديدة ، من هذا الشرق ملأت به حقائب سفري فمكث معي أينما رحلت لأقص حكاياه وآلامه وأحلامه على كل رفاق الطريق. في هذا الشرق وقبل أكثر من مئة عام، سالت دماء جد أبي على جدران كنيسة مار يعقوب في نصيبين وهو يدافع عنها، ومنذ ذلك اليوم وأنا أكبر كل يوم مع تلك الروايات. الكارثة التي حلت بهم صنعت جزءاً مني .. ومخاوفهم ما تزال مختبأة في حنايا نفسي تشير دائماً الى الشرق والآن الى الغرب الذي أسكنه، الأمر الذي شغل تفكيري ورسم خطوات عملي من أجل متابعة قضايا مسيحيي الشرق وقضايا المهاجرين والإندماج في المجتمعات الجديدة حتى لا يكونوا عبئاً عليها بل نموذجاً للمواطن الصالح. اليوم وأنا أقف أمامكم، أرى وجوهاً عرفتها منذ الصغر ، وجوهاً عزيزة كانت لي قدوة وخط إنتماء.. فيغمرني فرح الطفولة وفخر الكبار لأقول لها بصوت عالٍ، شكراً خالي الحبيب نيافة المطران جورج صليبا .. شكراً ملفونو حبيب أفرام .. شكراً لهذه المؤسسة التي أعتز بها وبعملها المتحضر الراقي ، الرابطة السريانية التي تجسد بالحقيقة مبدأ التضامن والحضور بيننا جميعاً رغم المسافات ورغم التنوع .. أشكر جهودها وأعمالها وأقول لرئيسها وكل العاملين بها ولها، نحن معاً .. السريان باقون ..شرقنا معنا، لساننا ، هويتنا ، رايتنا مرفوعة كما جباهنا. خلفنا تاريخ مجيد وأمامنا مستقبل نصنعه نحن مهما هبت الريح . أنا من هنا ... شكراً لأنني أكرم هنا.



       ثم كرّمت الياس حنا  السرياني المقيم في الولايات المتحدة منذ 4 مارس 1972. و لديه ثلاثة أولاد وخمسة أحفاد لأنه مناضل من الطراز الرفيع، من الراعي الأول في الوعي القومي، لم يفرّق مطلقا بين كنيسة وكنيسة، ولا بين وطن ووطن، قلبه على شعبه.

        و قدّم له وزير الدفاع يعقوب الصرّاف درع الرابطة .

        وكانت كلمة له:

اليوم نحن مع الرابطة السريانية التي تحتفل بالعام 43 لتأسيسها ووجودها, حيث أشعر دائماً بأنها الصوت المشرقي الصادق لشعبنا في لبنان, وكل أنحاء المعمورة, وقدمتْ الكثير لنشر الوعي والثقافة, والخدمة الإنسانية لشعنبا بكل تسمياته.
مايحدث في الشرق الأوسط, نراه ينعكس انعكاساً سلبياً على شعبنا كما حدث لنا قبل أكثر من 100 عام, وندفع الثمن إينما كنا, حيث كُتب علينا دائماً أن نكون في أوائل الصفوف لنتهجر ونقتل ونشرد, وكأن هذا هو قدرنا ومسمى على أسمنا.
انطلاقاً مما مررنا به من المحن والتهجير إلى كل بقاع العالم, رأيتُ من الواجب أن أقوم بواجبي في الإستثمار ولمّ شمل شعبنا عن طريق إحياء تراثه العريق, حيث بدأتُ في تأسيس مؤسستي مؤسسة الياس حنا التراثية والخيرية:
تبرعت بمبلغ 5 مليون دولار لمؤسستي, مؤسسة الياس حنا التراثية والخيرية, لتقديم وتشجيع وإحياء تراثنا العريق في كل مكان, وخاصة أوروبا لكونها تحتضن شعبنا بكثافة سكانية وقريبة من بعضها, وكما نعمل على مساعدة الطلاب في سوريا لتكميل علمهم الجامعي ومساعدة الأرامل والمرضى أيضاً في المناطق المنكوبة مثل (سوريا والعراق ولبنان:

         قدّم نيافة المطران جورج أسادوريان درعا من  الصلاة الربانية للاب الدكتور رفعت بدر رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام .

ثم قال افرام: أن تكونَ نبضَ شعبِك رسالةٌ ولا أسمى. تَغرقُ في تاريخِه والتراث وعَظمة عطاءاتِه، وتحاولُ أنْ تُوقفَ إبادتَه تهجيراً وقتلا وذبحاً وإهمالاً وأن ترفعَ من شَأنِه وحالِه لأنه يستحق حياةً أفضلَ ومساواةَ وحرية.

        لكن ماذا تفعلُ اذا كان الشرق جهنم الانسان. تبتلعه الجاهلية والكفر والارهاب؟ يُصفّون أقباط مصر في طريقهم الى دير يفجرون كنائس. لكن من يهتم العالم لاه لولا صوت أحرار لما سمع أحداً! يُنهون الحضور التاريخي في "بلاد ما بين النهرين" للسريان والآشوريين  والكلدان !داعش وأخواتها وحكم بالكاد يعترف " بالمكونات" ووصف رئيس سابق للحكومة فيه شعبنا " بالجالية ". لا يفهم تاريخ وطنه. وفي سوريا يزحل شعبنا من الجزيرة والحسكة وحلب وحمص تحت أنياب حرب لم ترحم! ويبقى مصير مطرانين أيقونتين ارثوذكسيتين معلقاً دون معلومات. متى شرق يؤمن بالتنوع والتعدد لكل قومياته لكل أديانه والمذاهب.

       حتى في لبنان، بقي شعبنا " أقليات مسيحية" يتقاسم مع " ست طوائف" هي نصف الطوائف المسيحية الوعود بالانصاف. لا زيادة لعدد نوابه كما طالب رغم قانون جديد اعطونا فيه فتات نقل المقعد اليتيم الى الاشرفية، ولا حصة في الادارة وكأن ابناءنا والبنات قاصرون عن الخدمة الوطنية، ولا يلحظ لنا مقعد وزاري كسريان منذ الاستقلال في تعد مستمر على كرامتنا وهويتنا ونضالنا وعطاءاتنا وشهادتنا من أجل لبنان.

       ما هذه الاحجية لا حكومات من 24 وزير فنمثل ولا زيادة الى 32 فُنُصفُ مع العلويين أم أنهم غير لبنانيين؟ ولا حصة في حكومة ثلاثينية لماذا؟

       ماذا نفعل مع نظام عنصري  يريد تثبيت معاملتنا كمواطنين من درجة أخيرة؟

نقول له "إذهب الى الجحيم" !

       أيها الاصدقاء.

           لقد أعطينا دائما دون منّة. كنا جزءا من المقاومة اللبنانية دماً حيث دعت الحاجة. إن 1300 شهيد على مذبح لبنان وسامٌ على صدرنا نحن. لقد ناضلنا على اسم المسيحية الحرّة لكن يبدو أنهم يريدوننا شهداء فقط، وقودا فقط!

           لقد ناضلنا مع العماد ميشال عون  وقربه بعد عودته حتى نثبِّتَ حضورَ الرئيس المسيحي القوي والمشرقي في سدة القصر، من أجل توازن حقيقي ومناصفةٍ صحيحة ومازلنا نؤيدُه ونعتبرُ العهد عهَدنا. فإذا لم ننصف الآن فمتى؟ واذا لم ننصف مع العماد عون فمع من؟ لكننا وبكل محبة نشعُرُ بمرارة. أين نحن في المعادلة؟ القضية صارت هل نحن مواطنون أم لا؟ والى متى نتحَّمل؟ مَنْ في دمه أنه سليل الآراميين والحضارات، مَنْ لديه هكذا انتشار فاعل؟ هل يسكت؟ أليس من سخرية الاقدار أن يكون للسريان 5 نواب في السويد ووزير؟ وزراء ونواب ورئيس مجلس الشعب في سوريا؟ وبضعة نواب ووزراء في العراق واقليم كردستان؟ ونائب يتيم فقط في لبنان؟ هذا الشعب  يبقى مؤمناً أنه لن ينكسر.

        أيها الأحبة إن  لبنان يُنادينا.





        لقد سئمنا من المشاكل العبثية. كأننا فرادة في الامم. كأن هناك سرا غريباً لا ننشيء معامل  كهرباء، ولا نلمّ نفايات ولا نوسع طرقات وجسورا، ولا نخلق فرص عمل ونموت على أبواب المشافي ونشنق من فواتير المدارس والجامعات نغرق بالفساد والهدر ولا نحارب فاسداً واحدا .

        فهل اللبنانيون معاقون أم أنَّ النظامَ معرقَلٌ بتكوينه؟؟

       إنها الفرصة الأخيرة للاصلاح والتغيير هذا العهد يجب أنْ ينجحَ ويجب أن يحطّمَ القيود.

       إننا مدعوون دائماً الى أن نساهمَ في نهضة فكرية ثقافية فنية شعرية مسرحية أدبية

       حداثوية، في معنى لبنان في كيانه ونظامه. لا يمكن أن نستمر هكذا.

       أين كتابنا والنقّاد؟ والنخب أي رسالة لهذا الوطن.

       هل مطلوب فقط تصفيقٌ وتمجيد؟

       لبنان دون دور ورسالة لا قيمة له.

       و نحن على قدر هذا التحدِّي.

      إنه لبناننا. لنا فيه كل تاريخنا ودم الشهداء.

         لا تدعونا نيأس منه وفيه. إننا نقترب من يوبيل ماسي لاستقلالنا الخامس والسبعين يبدو أن  النظام قد شاخ أو مات ونؤخر دفنه.

         أم أن الوطن كله ترهل قيماً ومبادىء ولم يعد يقيمه إلا اعجوبة!

         ومع ذلك نحن نؤمن ونطىء الموت !

         

         عاش لبنان