المفكر والكاتب ابرم شبيرا لـ(عنكاوا كوم ) كنت أتمنى من زوعا مقاطعة انتخابات الاق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 17, 2018, 12:02:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المفكر والكاتب ابرم شبيرا لـ(عنكاوا كوم )
كنت أتمنى من زوعا مقاطعة انتخابات الاقليم  لتمرر رسالتها برفض سرقة الاحزاب المتنفذة لاصوات الكوتا   

 
         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد

خلال زيارته القصيرة للوطن ومن بين لقاءاته التي اجراها مع عدد من الاحزاب السياسية  ورجال الكنيسة  كان لموقع (عنكاوا كوم ) فرصة لمحاورة الكاتب والمفكر ابرم شبيرا في حوار اختص باضاءة العديد من التحديات التي واجهها ابناء شعبنا والافكار التي يمكن ان تسهم  بتجاوز تلك التحديات  اضافة للاستحقاقات الانتخابية  سواء التي جرت في ايار (مايو) الماضي من خلال انتخابات مجلس النواب العراقي  وما افرزته من نتائج غير مرضية للعمل القومي المستقل او  انتخابات برلمان كردستان التي باتت على الابواب ومشاركة احزابنا في هذه الاستحقاقات واليكم مادار في اللقاء السريع.

* في احد مؤلفاتك التي عنيت بقراءة  عن الاشوريين في الفكر العراقي المعاصر هنالك عنوان فرعي حول النظرة العراقية للاقليات ، هل اسهمت ادوار التهميش والاقصاء التي نالت من ابناء شعبنا في ظرف السنوات الاخيرة من تعزيز الافكار التي طرحها هذا الكتاب ؟

- لايخفى على احد أن ما افرزته الاوضاع  ما بعد عام 2003 الت كلها الى الاسوا.  فمن خلال مقارنة بسيطة  كان حجم تواجد شعبنا بنحو  مليون او اكثر  اما الان فحجمه نحو مايقارب بقليل أو كثير 200 الف وربما هذا العدد في تناقص متزايد مما يشير الى ان الاوضاع تنحو للاسوا  من خلال ما يتحكم بمقدرات البلد  ومن يتحكم بالنظام السياسي  والذي لايعترف بالاخر  المختلف عنه قومياً ودينيا وحضارياً وحتى نفسياً. فطالما الفكر السائد على السطح السياسي العراقي القائم على أسس طائفية والمحاصصة  لايتقبل الاخر المختلف فهذا التناقص الديموغرافي لشعبنا يبدو نتيجة واقعية. ومن المؤسف له بأن البعض ولإسباب مصلحية أو مجاملة لرجال الحكم يحجب هذه الحقيقة فيجاهر ليقول بان اوضاع شعبنا في العراق في تحسن  عندما يقولون بانه قبل عام 2003 كانت  الاحزاب معدودة  اما بعد هذا التاريخ فالاحزاب في تكاثر.

صحيح هو أن وجود أحزاب سياسية في كل أمة مهم جداً ولكن من الضروري جداً أن يكون عدد الأحزاب يتناسب مع حجم الأمة وطموحاتها فنحن أمة صغيرة طموحاتها بسيطة وواضحة فلا يستوجبها إلا عدد قليل من الأحزاب السياسية يتناسب مع حجمها وطموحاتها وعلى أن تكون مستقلة بقراراتها ونشطة في عملها وليس أحزاب سياسية ورقية فقط. من هنا أكرر القول فإن الأمة التي لا يكون لها أحزاب سياسية مستقلة ونشطة ستكون إرادة الأمة مرهونة وخاضعة للأمم الأخرى. وهذا واضح جداً في بعض الأحزاب المحسوبة على أمتنا والتي ترتمي في أحضان الأحزاب السياسية الأخرى المهيمنة على مقدرات البلد. من هذا المنطلق وبالنظر لكوني مهتم بشؤون أحزابنا السياسية التي تمتلك قرارها المستقل فأنا في علاقة فكرية موضوعية مع الحركة الديموقراطية الآشورية وحزب أبناء النهرين. لذلك  حينما انتقدها وأبين بعض إخفاقاتها وأخطاءها فاعضائها يتقبلون تلك الانتقادات والاراء براحبة صدر مدركين بأنه لا مصلحة شخصية لي من هذه الإنتقادات ولا غرض لي غير المصحلة العامة لهم ولجماهيرها.

* كنت قبل بعض أيام في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية وعقدت لقاءات عديدة مع مؤسسات شعبنا هناك وبعض الأحزاب السياسية وحضرت المؤتمر العام (الكونفنشن) للإتحاد القومي الآشوري الأمريكي، فبرأيك ماهي الادوار التي ينبغي على ابناء شعبنا في المهجر ومؤسساته القيام بها نحو التخفيف من معاناة أخوتهم في أرض الوطن.

- لايمكن انكار التحديات التي تواجه ابناء شعبنا في الوطن  وتسهم بتهديد تواجده في وطن  الاباء والأجداد  لاسيما تنوع تلك التحديات المأساوية المميتة من مادية وبشرية وانسانية بما فيها القتل أو التهديد بالقتل والتهجير وما ترتب على ذلك من تدني الإهتمام بالمسائل القومية والتركيز على المسائل التي تخص حياته وأمنه ومستقبل أولاده. لكن بالمقابل نرى أن ابناء شعبنا  في المهجر لا يواجهون مثل هذه التحديات، فلا أحد يهددهم بالقتل ولا بالإستلاء على أرضه أو بيته من هذا المنطلق وضمن ظروف توفر الأمن والإستقرار والأجواء الديموقراطية الرصينة فأنه يتطلب تعزيز إنتماءهم القومي وترسيخه وصيانته من الذوبان في هذه المجتمعات التي تعتبر بوتقة ذوبان القوميات الصغيرة. ولكن من المؤسف له الأمر عكس ذلك فالإهتمام بالمسائل القومية تضائل بشكل ملحوظ  وتقلص عدد المؤسات القومية لا بل حتى أنه أنحسرت نشاطات الأحزاب السياسية والمنظمات القومية. فتصور على سبيل المثال  هنالك في شيكاغو نحو 70 -80 الف شخص من ابناء شعبنا  لكنهم لايمتلكون سوى مؤسسة إجتماعية واحدة وهي الجمعية القومية الآشورية والتي أيضا لا حضور لها سوى ليومين فقط في الاسبوع مما يدل على ان الوعي في هذه الحالة في هبوط ودائما. وهناك حقيقة موضوعية تقول بأن أي مجتمع أو شعب يعرف من خلال مؤسساته وأحزابه السياسية، من هذا الواقع نقول بأن قوة الشعب ونشاطه يعرف من خلال قوة ونشاط مؤسساته وأحزابه السياسية.

على هذا الأساس طالما الظروف الموضوعية السياسية متوفرة في بلدان المهجر فإن الكرة الآن هي في ملعب أبناء شعبنا في المهجر للتحرك في المساحات الديموقراطية المتاحة للعمل القومي المثمر لأن العمل السياسي الناجح هو فن الممكن   فيجب العمل على هذا الموضوع أما من يفكر بتحرير بلاد اشور ويطلق بياناته ونداءاته من تلك الدول وهو بعيد عن آشور بألاف الأميال فهو سابح في غيوم لا محال من سقوطه عاجلاً أم آجلا. قيل أيضا السياسة هي "ديموغرافيا على جغرافيا" أي نشاط الإنسان على الأرض. فعلى أبناء شعبنا خاصة النشطاء منهم العمل ضمن سياسة البلد المقيمين فيه والإنخراط في الحياة السياسية له، أي المشاركة والإنضمام إلى الأحزاب السياسية والتي من خلاها يمكن إيصال رسالة أبناء أمتنا في الوطن إلى العالم أو تقديم المساعدة لهم ودعمهم في مطاليبهم المشروعة. وأكبر تجربة في هذا السياق هو فوز 5 نواب في البرلمان السويدي ليس على اساس الكوتا أو عبر أحزاب سياسية لشعبنا بل عن طريق مشاركتهم ضمن الاحزاب الوطنية والإنضمام إليها. والسيد أنور خوشابا الذي وصل إلى منصب محافظ منطقة فيرفيلد في ولاية نيو ساوث ويلز الإسترالية عبر إنتماءه لحزب إسترالي نموذج آخر أستطاع تحقيق العديد من المكاسب لشعبنا في تلك المنطقة.

*وماذا بشأن محاولة بعض أبناء شعبنا في المهجر بتأسيس برلمان آشوري في المهجر أو لوبي (جماعة ضغط) على المستوى الدولي لإثارة إهتمام الرأي العالمي بأوضاع شعبنا في الوطن؟

-من المؤسف له أن معظم هؤلاء يجهلون بشكل أو بآخر بأن مثل هذا العمل في المهجر لا يمكن له أن يحقق أهدافه مالم يكون متصل أو مرتبط بمسألة شعبنا في الوطن ويمتلك خطاب سياسي موحد نابع من الوطن. ولكن من الواضح يفتقد شعبنا أو بالأحرى تفتقد أحزابنا السياسية في الوطن لخطاب سياسي قومي موحد يكون المسند أو المنبع أو الأساس الذي يمكن أن ينطلق منه البرلمان الآشوري في المهجر أو جماعة الضغط. فإفتقار لمثل هذا الخطاب السياسي الموحد في الوطن يجعل من هذه المحاولات في تأسيس البرلمان أو جماعة الضغط أمر غير مجد وسرعان ما تذهب هذه الجهود في أدراج الرياح.

*وهل لك ان تطلع قراء الموقع عن الزيارة  القصيرة التي تقومون بها حاليا ولقاءاتكم مع اكثر من حزب سياسي سواء في مدينتي اربيل ودهوك ؟
- قبل ان اخوض بغمار الزيارة الاخيرة اود الاشارة الى انني كنت مشاركا قبل  ايام قليلة في الكونفيشن في ولاية أيرزونا في الولايات المتحدة. وسبب مشاركتي السنوية يقوم على سببين احدهما شخصي نابع من رغبتي بلقاء اصدقاء قدماء لم ألتقي بهم منذ عقود وببعض مثقفي أمتنا  وهذه الفرصة تحقق لي هذه الرغبة  فضلا عن سبب عام يتعلق بان الفيدريشن وكما هو معروف قد تاسس عام 1933 اي انه قد مر عليه هذا العام 85 عاما  ومازال مستمرا  في عمله بتعزيز الوعي القومي رغم ان هنالك من ينتقد اجراءاته وتحركاته  وهنالك من يترصد بعض السلبيات لابرازها برغم ان هنالك الكثير من الايجابيات التي يمكن تناولها  ومنها على سبيل المثال مشاركة المنظمات الشبابية والطلابية  ممن ياتون من مختلف بلاد المهجر وحتى من الوطن للتقارب والتواصل وفي بعض لقاءاتهم يستعرضون زيارتهم للوطن  والافكار التي يحملونها عن طريق تلك الزيارات مما يعزز الجانب القومي  الذي قد تخرجه تلك الزيارات  فلذلك انا هنا في الوطن من اجل تعزيز التواصل  حيث كنت في المهجر قبل ايام قليلة  وانا الان بين ابناء شعبي في الوطن والتقيت مع رجال الكنيسة ومع قياديين في الحركة الديمقراطية الآشورية وحزب ابناء النهرين كما أستمتعت بزياراتي للنادي الثقافي الآشوري في عنكاوه وللحق أقول بأنني أستمتعت أكثر بكثير في الدخول في مناقشات مع قيادي هاذين الحزبين.

*انتخابات برلمان كردستان باتت على الابواب وهنالك الكثير من الاراء  التي تحملها مشاركة احزاب شعبنا ما بين قرار بمقاطعتها او المشاركة فيها فالى اي المعسكرين تميل برايك ؟

-ربما تقصد القرار الذي اتخذته قيادة حزب ابناء النهرين من مقاطعتها وعدم المشاركة في الانتخابات الكردستانية فانا زرت مقرهم في اربيل وألتقيت بقادته  واول ما تحدثت به اليهم هو تهنئتهم على هذا القرار وبرايي هو قرار صحيح جدا  فالكوتا تبدو كراسيها مسروقة  وقامت مظاهرة احتجاجية ضد هذه السرقة  شارك فيها هذا الحزب إلى جانب الحركة الديموقراطية الآشورية كما رفضت الجهات الرسمية في الإقليم  طلبهم في تعديل نظام الكوتا وحصر التصويت بالمسيحيين، إذن المنطق يقول بأن قرار رفض المشاركة في الإنتخابات البرلمانية أمر عقلاني وصائب. فلماذا المشاركة طالما تسعى الحيتان الكبيرة بلع كراسي الكوتا، فتجربة الإنتخابات البرلمانية المركزية والمشاركة فيها والخروج بنتائج مخيبة أمر واضح فلماذا تكرار نفس الخطأ، وكنت أتمنى للحركة الديمقراطية الآشورية أن ترفض المشاركة في هذه الإنتخابات لتكون  رسالة مهمة لرفض سرقة الاحزاب الكبيرة  لكراسي الكوتا.

*وما افرزته نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي خصوصا  بغياب بعض الاسماء المعروفة  من العاملين في الشان السياسي بين اوساط شعبنا ، هل عد ذلك الامر مفاجاة برايكم ؟

-الانسان الواعي للامور محصن  ضد المفاجات فالذي يمتلك وعياً سياسيا بالأمور السائدة سيكون متوقعاً بالنتائج وبالتالي لا يتفاجئ.  لقد شاركت أحزابنا السياسية المستقلة في الانتخابات الاخيرة إلى جانب قوائم تابعة  للحشد الشعبي ومنها ما هو مرتبط بالحزب الديمقراطي الكردستاني واسهمت انتخابها في مناطق  لاوجود مسيحي فيها  فمن اين جاءت تلك الاصوات، فمثل هذا الوضع المعروف نتائجه سلفا لا يشكل مفاجئة.  وانا ارى ان تكرارها في الانتخابات المرتقبة  في الأقليم ستقوم الاحزاب الكبيرة بإبتلاع كراسي الكوتا، وأن ما يؤسف له هو أن لا تستفيد أحزابنا المستقلة  من الاخطاء وتقع في نفس الفخ  لأنه حتما ستذهب اكثر نسبة من الكراسي المخصصة للكوتا للاحزاب المتنفذة. وإذا فازت الحركة الديمقراطية الآشورية بكرسي واحد ضمن هذه التجاذبات والإرهاصات سيكون ذلك أنجازا كبيراً لها.