المسيحيون في سهل نينوى يحتفلون بالاعياد في غياب الاهل والاقرباء

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 31, 2017, 02:13:15 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المسيحيون في سهل نينوى يحتفلون بالاعياد في غياب الاهل والاقرباء




برطلي . نت / خاص
بهنام شابا شمني


كست الزينة واجهات الكنائس في برطلة وارتفعت اشجار الميلاد في الساحات امام الكنائس وعلى اسطحها وبدت الكنائس في الليل لوحة بانورامية ضوئية بعد ان قامت مجاميع المتطوعين من الشباب في نشر مئات الامتار من النشرات الضوئية على واجهات كنائس البلدة واشتغلت اذاعة تطلق اناشيد وتراتيل الميلاد تسمع في ابعد نقطة في البلدة المسيحية التي تقع في سهل نينوى الذي كان قد خلا من هذه الاجواء لثلاث سنوات مضت بعد ان كانت قد سيطرت عليه مجاميع ارهابية حاولت ان تزيل معالم المسيحية منه.

قيل عشرين يوما فقط من يوم عيد الميلاد كانت هذه الكنائس تغطي واجهاتها والاسقف والجدران في داخلها اثار الحرائق وتكسو ارضياتها بقايا المقاعد المحترقة والصلبان المتكسرة والانقاض التي خلفها عناصر داعش وقت سيطرته على البلدة، لا زالت بعض اثار هذه الحرائق ظاهرة في اعلى النوافذ العالية في هذه الكنائس وفي بعض الزوايا التي تُركت لتبقى شاهدة للاجيال القادمة ما فعلته غربان هذا العصر في المنطقة. حملة كبيرة يقول احد المسؤولين في احدى هذه الكنائس قام بها مجاميع الشباب وفي فترة قصيرة جدا في تهيئة الكنائس للاحتفال باعياد الميلاد. في باحة كنيسة مار كوركيس تنتصب مغارة نُفذت من بقايا المقاعد المحترقة ولكن وسط هذا المشهد المؤلم هناك فرح وشعاع ضوء ينطلق من مصباح في اعلى المغارة يسلط الضوء على وجه طفل في ارضية المغارة، هذا الطفل هو يسوع مصدر الفرح.

"بهنام" الرجل الخمسني الذي رافق بعض مراحل تهيئة احدى الكنائس للاحتفالات يقول استطعنا ان نعيد بعض معالم الكنيسة، وضعنا صلبانا من الحديد او الخشب كاجراء سريع مكان الصلبان القديمة الاثرية التي قام بتكسيرها عناصر داعش. لا زالت رائحة الحريق تغطي المكان في كنيسة مار كوركيس التي تبرع بتكاليف تهيئتها لاحتفالات عيد الميلاد وهو السيد (يوليان امير حنيكا) احد الميسورين من ابناء شعبنا المغتربين في امريكا، بينما تبرعت منظمات اجنبية مسيحية بتكاليف اعمار كنيسة مارت شموني وكنائس اخرى في المنطقة. في ظل غياب كامللدعم الحكومي لعملية الاعمار ليس للكنائس فقط بل للمنطقة جميعا كما وصفها الاب يعقوب كاهن كنيسة مارت شموني في كلمته في قداس عيد الميلاد، في حين لا زالت كنيسة العذراء بدون جرسية بعد ان كان تنظيم داعش قد هدم برج ناقوسها الضخم.

يقول "بهنام" استطعنا ان نعيد بعض الاشياء الى ماكانت عليه ولكن كيف لنا ان نعيد الناس الذين كانوا يشاركوننا الصلوات في هذه الكنائس.

في يوم العيد بدأ الناس يتفقدون اصحابهم. لم يكن يتوقع "بهنام" انه عندما خرج من بلدته هاربا من امام جحافل الموت انه سيعود اليها بعدما فارق الكثير من الاهل والاصدقاء والاقارب اما بسبب الهجرة الى خارج البلاد او بسبب عدم رغبتهم في العودة لعدم اطمئنانهم من الوضع الامني وقلة الخدمات او من وجد له عملا في مكام نزوحه. الامر قد بان الان في الاعياد فنصف من كان موجودا قبل داعش قد ترك البلدة وهذا مؤشر سلبي في الوجود المسيحي في سهل نينوى ليس في برطلة بل في كل البلدات المسيحية الاخرى في هذا السهل الذي يعتبر موطن المسيحيين في العراق. وبحسب احصائيات كنسية فان ١٠٠٠ عائلة فقط قد عادت الى برطلة وهو ما يشكل 40 في المائة من مجموع عوائل برطلة قبل داعش.


















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "