هل باتت أيام داعش كلاعب نفطي معدودة؟ نهاد إسماعيل

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, مارس 12, 2016, 04:24:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

هل باتت أيام داعش كلاعب نفطي معدودة؟
نهاد إسماعيل



تلقى اقتصاد تنظيم "داعش" ضربات موجعة في الشهور الأخيرة بسبب انهيار أسعار النفط، والذي تزامن مع تلقي مواقع اقتصاد داعش ضربات التحالف العربية والغربية، حيث تم استهداف مخازن للأموال النقدية وناقلات للنفط المهرّب وحقول لاستخراج النفط وتكريره. لندن: الضربة القوية للاقتصاد "الداعشي" أجبرت التنظيم على تخفيض رواتب الموظفين والمعونات للفقراء المحليين. وحسب مصادر محلية في المناطق التي يسيطر عليها داعش، لا يزال النفط يتدفق رغم القصف الجوي من قبل التحالف الدولي. كما إن مداخيل داعش تقلّصت عندما هبطت أسعار النفط في الأسواق العالمية بنسبة 70% منذ صيف 2014. حرق أسعار وحسب تقارير تناقلتها وسائل الإعلام أخيرًا "عندما كان سعر برميل النفط يزيد على المئة دولار، كانت التقارير الغربية تتحدث عن أن نفط "داعش" المهرّب يُباع لعصابات متخصصة بأسعار تتراوح بين 30 و60 دولارًا، إلا أن السعر الرسمي في السوق هبط عن هذه المستويات، مما شكل ضربة قاسية إلى التنظيم الذي بات واضحًا أنه لم يعد يجد مشترين أو أنه أصبح يضطر للبيع بما هو دون هذه الأسعار بكثير". وبينما يعاني تنظيم "داعش" من هبوط أسعار النفط، وحسب تقرير لجريدة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن الحملة التي قادها التحالف ضد منشآت النفط ضربت مالية التنظيم، إلا أن داعش لا يزال مصممًا على مواصلة إنتاجه من النفط. تشير الصحيفة إلى أن التنظيم يستخدم كل الفرص المتاحة من أجل الحصول على كل دولار ممكن من عائدات النفط، التي كانت تدرّ عليه يوميا 1.5 مليون دولار، ولهذا اضطر التنظيم لتوفير عروض مغرية للتجار، وهو ما أدى إلى تقليص الحصص المخصصة لأتباعه. غارة أميركية في العراق يورد التقرير نقلًا عن أصحاب الشاحنات التي تنقل النفط وأصحاب المصافي البدائية تأكيدهم أن الحقول الرئيسة التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا لا تزال عاملة، رغم الغارات الجوية المتكررة عليها، مشيرًا إلى أن الغارات تؤثر في عملية تحميل النفط، حيث يهرب العمال والسائقون ويختبئون من القصف، أي أصبح هناك توقف لساعات طويلة. وكانت قيادة التحالف الدولي أعلنت قبل أسابيع أنها نجحت في قصف مركز لتجميع الأموال الخاصة بالتنظيم قرب الموصل، حيث قامت بقصفه وتدمير المبنى بالكامل، ما أدى إلى تطاير الأوراق النقدية في الهواء. وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الأوراق المتطايرة التي تظهر في الفيديو هي الأموال التي يحصل عليها التنظيم، حيث يظهر في مقطع مصور وزعه "البنتاغون" غارة أميركية كبيرة على مبنى قرب الموصل، وتطاير لكميات كبيرة من الأوراق النقدية. رغم كل ذلك بات من المؤكد أن تنظيم داعش لا يزال يسيطر على غالبية حقول النفط والغاز في سوريا، فقد كشفت خرائط أعدتها المعارضة السورية، وتم تداولها على وسائل الاعلام العالمية، أن داعش يسيطر على ما يزيد على 80% من الحقول، بينما يسيطر نظام بشار الأسد على أقل من 8% من حقول الغاز والنفط. وتم توثيق صفقات لبيع النفط للنظام من خلال وسطاء وتجار من الموالين للنظام. زبائن داعش قبل عام بالضبط اتهم فيليب هاموند وزير خارجية بريطانيا الحكومة السورية بشراء عبر وسطاء، كميات من النفط، الذي يستخرجه تنظيم "داعش"، وعليه فقد قام الاتحاد الأوروبي في مارس/آذار الماضي، بفرض عقوبات على رجل أعمال سوري، يدعى جورج حسواني، يقول الاتحاد الأوروبي إنه كان وسيطًا بين "داعش" ونظام الأسد في ما يتعلق بشحنات نفط. وسخّرت دمشق وموسكو وطهران آلاتهم الإعلامية لشن حرب إعلامية شرسة ضد تركيا بتوجيه الاتهامات إليها باستيراد نفط داعش، وهذا ما نفته تركيا نفيًا قاطعًا. وتجاهل الإعلام الروسي والإيراني وإعلام دمشق العلاقات التجارية بين نظام الأسد وداعش. كما يجب لفت الانتباه إلى أن القصف الروسي لم يستهدف داعش ومنشآتها. من جهة أخرى تقول الفايننشال تايمز: "ليس من السهل تقدير الكميات النفطية التي ينتجها داعش بدقة في المناطق التي يسيطر عليها، ولكن من الواضح أن هذه الكميات أخذت بالتراجع ولأسباب عديدة. منها أن هذه الحقول قديمة، ولا يمتلك داعش الإمكانيات التكنولوجية أو المعدات لتوفير الصيانة والتأهيل للمحافظة على استمرارية الإنتاج. كما إن الضربات الجوية من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش سبّب أضرارًا كبيرة في المنشآت وعطل القدرة الإنتاجية. ورغم كل ذلك، إلا أن نسبة كبيرة من مداخيل داعش المالية تأتي من تجارة النفط مع النظام السوري، وتذهب هذه المداخيل المالية إلى قيادة داعش المركزية. تجفيف نسبي لا بد من القول إن الجهود الرامية إلى تجفيف مصادر الموارد المالية التي تعتمد عليها داعش بدأت تحقق بعض أهدافها ولو تدريجيًا. على سبيل المثال تضاءل إنتاج حقلي العمر والتنك بنسبة 30% في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكشفت مصادر موثوقة أن داعش يبيع النفط الخام لتجار مستقلين سوريين وعراقيين، ويأتون للحقول بصهاريجهم وشاحناتهم لشراء النفط الخام. ورغم تعرض داعش لقصف التحالف الجوي، الا انه لا يزال قادرًا على انتاج النفط الخام، ولكن هوامش الربح بدأت تتقلص. نفط داعش لا يتقيد بالأسعار العالمية يتركز القسم الأعظم من انتاج النفط الداعشي في شرق سوريا في منطقة دير الزور، حيث بلغ الانتاج اليومي ما بين 34 الف الى 40 الف برميل يوميا في الخريف الماضي، وهذا انخفض ايضا بسبب الغارات الجوية من قبل التحالف الدولي ضد داعش، وليس من قبل النظام السوري او الحليف الروسي. كما ان داعش يسيطر على حقل قيارة قرب الموصل، وينتج منه 8 آلاف برميل يوميا، ولأنه من الخام الثقيل يتم استعماله محليًا لصنع مادة الاسفلت. داعش لا يتقيد بالأسعار العالمية، بل يبيع النفط بأسعار مختلفة، حسب النوعية والجودة وحسب الزبون والموقع والمساوامات بينها وبين أجهزة المخابرات التي تديرها. وعلى سبيل المثال في بعض الحقول يتم البيع بسعر 25 دولارًا للبرميل، ولكن سعر نفط حقل العمر يصل الى 45 دولارًا للبرميل، وهذا أعلى من الأسعار العالمية. والأمثلة المدرجة أدناه توضح الفروق في الأسعار بين الحقول والكميات التي يمكن انتاجها يوميا: الحقول الانتاج اليومي السعر التنك 12 الف برميل 40 دولارًا للبرميل العمر 6 – 9 آلاف برميل 45 دولارًا للبرميل الطبقة 1500 برميل 20 الخراطة 1000 برميل 30 الشولة 800 برميل 30 الرشيد 300 برميل 25 اضافة الى آبار الديرو والتيم وغيرها التي تنتج اقل من الف برميل يوميا، واسعارها تتراوح ما بين 25 و 40 دولارًا للبرميل. وبتاريخ 9 كانون الثاني (يناير) 2016 فقدت داعش حقل الجبسة لقوات كردية تحت غطاء القصف الأميركي. الجبسة ينتج 3000 برميل في اليوم. وحسب التقديرات الاستراتيجية أيام داعش كمنتج ولاعب نفطي غير رسمي باتت معدودة، وهذا التنبؤ يعتمد الى حد كبير على جدية التحالف الدولي في تدمير البنية التحتية النفطية لداعش تدميرا كاملا. والسؤال الذي يتردد في اذهان الصحافيين والمراقبين هو بما ان مواقع الآبار النفطية التي تسيطر عليها داعش معروفة لقوات التحالف ومعروفة للروس وللنظام منذ عام 2014 لماذا لم يتم قصفها سابقا؟، الحقيقة ان بقاء داعش يخدم مصلحة دمشق وحلفائها في موسكو وطهران، ولكن السؤال الأصعب لماذا يتردد العالم في القضاء عليها كليا؟.

- See more at: http://elaph.com/Web/Economics/2016/3/1077214.html#sthash.9RjDAT9G.dpuf
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة