مشاكسة مؤسســات مصلاويــــة للبنــــى التحتيـــــة / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 12, 2012, 07:50:51 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
مشاكسة
   مؤسســات مصلاويــــة   
   للبنــــى التحتيـــــة   




مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


اعادتني تداعيات مشروع قانون  البنى التحتية الذي اشعل الكثير من الجدالات المحتدمة العقيمة ومن حرائق التوجسات والاتهامات السقيمة ' والتوقعات السلبية خشية الغرق قي بحار المديونية الدولية ' الى خمسينات القرن الماضي ' حيث الزمان غير هذا الزمان والانسان غير هذا الانسان وايادي معظم  العباد لم تتلوث بعد بقذارات الرشا والفساد 'اذ كانت صباحات الموصل الجميلة ' معطرة باروع مشاعر المحبة النبيلة ' بين كل القوميات والاديان والطوائف الاصيلة ' فلم يكن هنالك تطرف ولا اقصاء ولا مفخخات ,  ولا اختطاف ولا تهجير ولا كاتمات 'ولا اختناقات مرورية ولا انهيارات امنية ولا مواكب لشخصيات رسمية يتولى افراد حماياتها نثر شتائمهم الرومانسية على محتلف القطاعات الشعبية .
في ذالكم الزمن الجميل ' و في شارع النبي جرجيس الذي تشرف باحتضان اول حافلة حكومية لمصلحة  نقل الركاب حملت الرقم (واحد)وكانت  تسير متمايلة متمخترة مثل البطة وفق خط (مستشفى- محطة) , كان هنالك صاحب محل متواضع عامر بالمواد الغذائية على اختلافها رغم صغر مساحته اسمه(يونس) ان لم تخن الذاكرة المشاكسة التي كلما احتجتها اجدها متجهمة عابسة .
طبقت شهرة (يونس) وسمعته المحلة لحسن تعامله وصدق مقاصده وذكاء تصرفه ' فقد كان قادرا على ان يسوق في اليوم الواحد من البضائع المختلفة ما يتجاوزعشرة اضعاف ما يسوقه غيره من اصحاب المحلات المجاورة , بالاخص وانه استخدم في تسويقه لبضائعه اسلوبي البيع بالعاجل وبالاجل على حد سواء, موظفا دبلوماسيته العالية في اقناع من يدخل محله لشراء علبة دخان مثلا بشراء العديد من البضائع الاخرى حتى وان كان لا يملك السيولة النقدية الكافية في حينها لان سجل البيع بالاجل بين يديه على مدار الساعة ' اما المصائب المالية التي تصدم المستهلكين فكانت تتفجر في نهاية الاسبوع بالنسبة للعاملين بالاجور اليومية او الاسبوعية في القطاع الخاص ' ونهاية الشهر بالنسبة لموظفي الحكومة حيث يتزاحمون على محل (يونس) لتسديد الديون المتراكمة عليهم وغالبا ما ينزفون معظم رواتبهم ويظطرون لتدوير ما تبقى للاسابيع وللاشهر القادمة مما يجعلهم مكبلين بالديون على مدار السنة .
وعلى الرغم من كون ذلك الانسان الرائع(يونس) لم يكن يقوم باضافة اية فوائد على ديون زبائنه مهما تاخروا في السداد الا انه عرف كيف يستنزف معظم مواردهم المالية ويكبلها بالديون المتواصلة.
اليوم ربما سيعيدالتاريخ نفسه ' لكن بصورة اعمق واخطر واشد ماساوية من مديونيات بعض افراد وعوائل ذلك الزمن الجميل لبائع المواد الغذائية(يونس) رحمه الله , من خلال مشروع قانون البنى التحتية الذي ينص على الدفع بالاجل للشركات التي سيتم التعاقد معها لتنفيذ سلسلة المشاريع الستراتيجية المختلفة ومن خلال موردنا الاقتصادي الوحيد ممثلا بالنفط  وعلى مدى سنوات طويلة دون ان تتوضح قيمة الفوائد العادية الواجب دفعها من جهة والغرامات التاخيرية من جهة اخرى ' والاهم عدد السنوات التي سنرهن بها ثروتنا النفطية لدى هذه الشركات التي سوف لن تتسامح معنا مثل (يونس) بالطبع وتتنازل عن الغرامات التاخيرية ' بالاخص وان اسعار النفط عرضة للتراجع وللتقلبات الحادة وللهزات العنيفة لاسباب دولية واقليمية سياسية واقتصادية متداخلة ومختلفة ' الى جانب تأثيرات الفائض النفطي على اسعار السوق العالمية جراء عدم الالتزام بالحصص المقررة سواء في اوبك أو سواها.
فمالذي بامكاننا فعله ان ضربت اسواق النفط موجة حادة من الكساد وتراجع سعر البرميل  النفطي الى نصف مسوياته الحالية؟ وباية طريقة سنسدد ديونا قد تتضاعف فوائدها وتمتد فتراتها لتكبل اقتصادنا على مدى العشرين سنة القادمة مثلا' هل نسلم مفاتيح ابارنا النفطية الى الشركات العالمية ونستريح ونضع مصير هذا الشعب في مهب الريح؟ ام نحاسب الحكومة التي ابرمت هذه العقود والاتفاقيات والتي ربما تكون قد رحلت بعد انتهاء فترة ولايتها وعاد اعضاؤها من حملة الجنسيات المزدوجة كل الى بلده الثاني ليستثمر هنالك امواله وارصدته وثروته(المتواضعة) ؟ عندها سينطبق علينا المثل القائل(لا حظت برجيلها ولا اخذت سيد علي).
فيا ايها الحريصون على مصالح وحقوق وثروات ومستقبل البلاد والعباد ' ليس امامكم الا طريقين , اما التعاقد بالعاجل وعدم تكبيل العراق بالديون الجديدة بالاخص وانه ما يزال مكبلا بالديون القديمة ' واما البحث عن شركات تعمل باخلاقية المصلاوي الاصيل السيد (يونس) النبيل ' لا تفكر باية اضافات تاخيرية على الديون الحكومية  , والا فان العراقيين سوف يخسرون حتى مكرمة الحكومة الرمضانية السنوية ممثلة بعدس البطاقة التموينية.         

ماهر سعيد متي

العراق يمتاز بأقتصاد متين رغم كونه احادي الجانب ..ولا موجب للأستدانة بما يكبل الأقتصاد الوطني ويستنزف اموال الأجيال القادمة .. بينما تقوم الدول الأخرى بخزن موازنات للأجيال اللاحقة لا العكس ..
شكرا على المشاكسة الجميلة .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة