تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الهدية ... والهدية !!

بدء بواسطة MATTIPKALLO, سبتمبر 29, 2012, 06:19:35 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

MATTIPKALLO

الهدية ... والهدية

متي كلو


"الأصدقاء بعضهم كالورود اليانعة فيهم نضارة وشباب
وبعضهم كالبنفسج فيهم رقة إذا ما قطعوا ذبلوا والبعض
الثالث كالزهور البرية ليس لهم رائحة أو طعم"


اعلمني"ص" بسفره الى احدى الدول الاوربية،وبعد ان استفسرت منه عن الموعد، اعلمني بان الطائرة سوف تغادر المطار في الساعة الحادية عشر ليلا، فكنت قبل اقلاع طائرته بأكثر من ساعة لكي أودعه والدعوة له بالوصول والعودة بالسلامة، وسلمته هدية صغيرة لأحد أصدقاء الصبا والشباب الذي يقيم في تلك الدولة منذ أكثر من 25 عاما.
و بعد وصوله اتصلت به أكثر من مرة هاتفيا للاطمئنان عليه، وفي العودة كنت من أوائل الذين حضروا الى المطار لاستقباله، ووعدته بالزيارة الى داره والاستماع الى رحلته، وكذلك عن أخبار الصديق الذي اغترب عن وطنه منذ أكثر من 25 عاما .
بعد اسبوع قمت بزيارته، وحدثني عن ذلك البلد الصناعي العملاق الذي تطغي صناعته على صناعات العالم والوضع الاقتصادي المتميز وعن رحلاته في مدن ذلك البلد وحدثني عن صديقي المغترب الذي دعاه الى وليمة فاخرة، لا يستطيع وصفها، ويعتبر من وجوه الجالية العراقية المتميزين ومن كبار رجال الأعمال وأرسل معه صورة قديمة تجمعني مع هذا الصديق في أوائل الستينيات، وكنت أستمع اليه وأنا مغتبط الأسارير بأن أسمع أحد أصدقائي يشار اليه بالبنان في تلك الدولة والى ما وصل اليه بجهد ومثابرة وسعة الأفق التجاري، وعن أولاده الذين تفوقوا في دراساتهم وأعمالهم، وقبل أن أغادر داره، طلب مني لحظات. دخل الى احدى الغرف، وأحضر كيسا من "البلاستك" وسلمني اياه قائلا:
هدية بسيطة أرجو قبولها .. قبلت هديته وأنا سعيد بعودته وسعيد بهديته التي خصني بها وسعيد أيضا بأن صديق الصبا والشباب قد دعاه الى وليمة فاخرة، وقلت في نفسي بأن صاحبي المغترب "بيض وجهي ".
عدت الى منزلي واتجهت الى صالة الجلوس لأرى ما في داخل الكيس، كان قميصا أحمر اللون قياس 52 ذا أزرار سوداء كبيرة الحجم يصلح لممثلي هوليود!!.
قلت ما هذا! ربما قد أخطا صاحبي بالهدية، لانه يعلم جيدا باني لا أرتدي مثل هذا اللون، وحجمه لا يناسبني وأكبر بكثير مما أرتديه، اذن هناك خطأ فان هذا القميص قد جلبه صاحبي لأحد أصدقائه من"الحجم الكبير" ولابد بإعلامه .
اتصلت به وأعلمته بهذا الخطا..
أجابني:
لا لا يا صديقي ليس خطأ بل انه لون الشباب وأنت مازلت شابا!! .
والمهم انها ذكرى .. شكرته على هديته وأغلقت سماعة الهاتف.
بعد ثلاثة أشهر تقريبا جاء ليودعني لقرب سفري الى خارج استراليا بين عواصم ومدن الدول(الإسكندنافية) وبعد عودتي بيوم واحد قصدت أحد المحلات التابعة لإحدى المنظمات الانسانية والتي تعرض في معارضها مواد مستعملة تحصل عليها من تبرعات المواطنين وتعرضها للبيع بأسعار رخيصة جدا وكنا نسميها في الوطن "اللنكة أو البالة"،
وانا أتجول داخل المحل، سألتني البائعة:
ممكن مساعدتك؟
اجبتها على الفور:
نعم، اني أبحث عن قميص رجالي كبير المقاس، قالت لي :
في الجانب الأيسر تجد الاحجام الكبيرة.
تركتها وذهبت أبحث عن القميص الذي أرغب بشرائه. عثرت على قميص أصفر "صارخ" وبقياس 56 .
أخذته والسعادة تغمرني، ودفعت ثمنه وخرجت.
جاءني "الصديق"الذي أعتقد مقاس قميصه (34 أو 36) ليقدم التهاني بمناسبة العودة وقبل خروجه، طلبت منه الانتظار لحظات، لأني أحضرت له قميصا مصنوع في بريطانيا وقلت له:
أرجو قبول هديتي، ربما كبير الحجم، ولكن تستطيع أن تأخذه الى الخياط لتعديله على مقاسك، ولونه يتناسب مع المودة في هذه الايام .!!

     


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة